شفق نيوز/ قبل أربع سنوات كان هذا الجدار في الشارع العام قرب حي الزهور بالجانب الأيسر يحتوي على رسومات لتنظيم داعش تنشر افكاره المتطرفة، وما ان تحررت الموصل حتى مُحيت هذه الرسومات ولم يبقَ سوى آثار الرصاص والشظايا.
لكن اليوم تلون فرشاة الحياة والفن هذا الجدار وترسم عليه ملامح جديدة خطتها انامل مجموعة من الرسامين والرسامات الذين يحاولون تجميل شوارع المدينة بجهودهم الذاتية وعلى نفقتهم الخاصة.
يقول تاج الدين وهو مسؤول فريق "رسامين تطوعي"، "انهم يحاولون اضفاء نوع من الجمالية الى شوارع المدينة فقد باتت الحياة صعبة واليأس يحيط بالناس اينما ذهبوا ونحن نحاول اليوم من خلال رسم بعض اللوحات رسم الابتسامة والأمل على وجوه الناس".
جائزتنا الكلمة الطيبة
أما رسل احمد وهي متطوعة في هذا الفريق تقول انها "تشعر بسعادة كبيرة عندما ترى الناس يلتقطون الصور قرب بعض الرسومات التي اكتملت من الجدارية وتقول ان اعظم جائزة من الممكن أن يحصلوا عليها هي كلمة أثناء يحصلون عليها من المارين في الطريق وكأنهم يشعرون بأن ما يقدموه يستحق ساعات التعب والجهد والإنفاق من جيوبهم الخاصة في سبيل أن يحققوا شيئا من لا شيء".
الهروب من الواقع
سارة محمود وهي احدى الرسامات المتطوعات في هذا الفريق تقول "انهم يستثمرون حتى أيام حظر التجوال من اجل الرسم واكمال الجدارية وهذه ليست الجدارية الاولى ولن تكون الاخيرة".
وتحدثت سارة عن غاياتهم من الرسم على الجدران من جانب يخصهم وقالت "نحن ايضا مثل الناس نحاول الهروب من واقعنا الذي أصبح صعب جدا كعراقيين وليس موصليين فقط، لذلك نهرب من واقعنا ونقضي وقتنا بالرسم على الجدران وفي نهاية المطاف نقدم شيء للمجتمع ونحاول اضفاء الامل بين الناس في وقت نحاول ايضا ان نبحث عن بعض الأمل مثلهم".
وتؤكد قائلة "سنستمر بالرسم على الجدران مهما كان لدينا القدرة على ذلك فنحن نرسم الحياة التي نريدها لأنفسنا ونقدم الرسائل التي تستحق أن يراها الناس فأن العامل والكاسب ومن شغلته هموم الحياة ولقمة العيش لا وقت لديه لزيارة المعارض الفنية، فنحن هنا ننقل المعارض الى الشوارع العامة لتكون الجداريات ملكاً للجميع".
ويعمل هذا الفريق التطوعي على إنشاء المعارض الفنية والرسم على الجدران منذ أكثر من عام تقريبا بعد اجتماع هؤلاء الشباب والفتيات في فريق واحد أطلقوا عليه اسم ART7.