شفق نيوز/ تتنوع طرق الوصول إلى الحقيقة، وتتجلى هذه الطرق باجتهاد سالكيها للوصول إلى الحق، وهناك من يسلك فردية العبادة، ضمن المجموع، كما هو الحال عند "أهل الحق" أو اتباع الديانة اليارسانية، أو كما تعرف في اقليم كوردستان والعراق بـ"الكاكائية".
واليارسانية، أو الكاكائية، و التي تسمى أيضا بـأهل الحق (من قبل الإيرانيين، والعرب) هي عبارة عن أحد فروع الديانة اليزدانية القديمة (كلمة يزدان تعني الرب أو الخالق أو الله)، التي كانت معتنقة من قبل معظم الكورد قبل المد الإسلامي في إيران، والتي يقسم في الوقت الحاضر إلى ثلاثة أقسام رئيسية وهي اليزيدية، اليارسانية، علويو تركيا.
فالديانة الكاكائية لا تسمح بانتماء الغرباء اليها، وتقام أغلب طقوسهم بصورة فردية لا جماعية.
يقول رجب عاصي 42 سنة من سكنة محافظة كركوك، وهو كاكائيي من قضاء داقوق جنوب كركوك ورئيس منظمة ميثرا للتنمية والثقافة اليارسانية لوكالة شفق نيوز؛ أن ابناء الديانة اليارسانية لا يملكون أماكن خاصة بالعبادة والمراسيم الدينية مثل المساجد، الكنائس و المعابد.
ويضيف عاصي، ان "لدى الكاكائية قبلة كما أن المسلمين يتوجهون في صلاتهم الى (القبلة) أو مكة، والايزيديون لديهم معبد لالش، نحن لدينا (برديور) الذي دُفِن فيه السلطان سهاك، وهو مكان مقدس يحج اليه الناس"، حسبما قال رجب الكاكائي، ويقع برديور بالقرب من دوو-آو التابعة لبلدة نوسود في منطقة هورامان ضمن محافظة كرماشان الايرانية".
والسلطان ساهاك الكوردي الذي يقدسه اتباع الديانة اليارسانية، ويسمى بـ"سلطان الصادق"؛ من مواليد القرن الرابع عشر، وتوفي القرن الخامس عشر، كان زعيمًا كورديًا دينيًا أسس الطريق الروحي لأهل حق، المعروف أيضًا باسم اليارسانية، كما يعد السلطان ساهاك التجلي الذي يعكس تمامًا الجوهر الإلهي من قِبل أهل الحق والكشف عن المرحلة الرابعة من الدين.
ويشير رئيس منظمة ميثرا للتنمية و الثقافة اليارسانية إلى "وجود 18 مزاراً مقدسا لدى الديانة الكاكائية في العراق، سبعة منها تقع في محافظة كركوك، وهذه المزارات الدينية للكاكائيين تضم مزار سيد ابراهيم في بغداد ومزار سيد بابا يادكار في ايران، اللذان يقصدهما أغلب الكاكائيين للشفاء من الأمراض و تحقيق أمانيهم".
ويبين عاصي أن "الكاكائيون يمارسون المراسم والطقوس الدينية الیارسانية في منازلهم أو في أماكن تتواجد فيها معتنقي الديانة ومعزولة من غير اليارسانين".
ويشير إلى أن "للديانة اليارسانية طقوس دورية محددة، ومنها طقس الصوم الذي يكون في منتصف اربعينية الشتاء ويأتي العيد بعد ثلاثة ايام من الصوم".
ويوضح رئيس منظمة ميثرا للتنمية و الثقافة اليارسانية، أن "الدين اليارساني مغلق علی معتنقيه، اي لا يمكن لغير المولود من غير عائلة يارسانية ان يكون من أهل الحق، كون هذه الديانة لا تقوم بالدعوة والتبشير، بل تحترم جميع الاديان بنظرة متساوية وتعتبر الاجهار بالمراسم والطقوس نوعا من الدعوة والتبشير لذلك لا تقبل بتصوير تلك المراسم والطقوس".
ويشدد على على أن "اليارسانية ديانة مستقلة، ومن يدعي بأن اليارسانيين مسلمين فهو لا يقول الحقيقة"، مرجحا أن الإدعاء بأن الكاكائية مسلمين يعود الی الخوف و نوع من التقية بسبب وجود تيارات دينية متطرفة، وكذلك البعض باعوا ذممهم ويدعون بٲن اليارسانيين شيعة بسبب مكاسبهم من قبل بعض الأطراف السياسية الموجودة في المشهد العراقي.