شفق نيوز/ قال بطريرك الكلدان في العراق والعالم الكاردينال لويس رافائيل ساكو، لموقع "الفاتيكان نيوز"، إنه برغم "المأساة الجماعية" التي تمثلت باضطرار أكثر من 120 ألف مسيحي إلى النزاوح قبل 10 أعوام أمام هجوم داعش، وشعور الكثيرين في العراق بالتشاؤم إزاء المستقبل، واستمرار إيديولوجية الإرهابيين، إلا أن "هذا الشر لن يدوم".

بعدما ذكرّ "الفاتيكان نيوز" في تقرير ترجمته وكالة شفق نيوز، بليلة 9 آب/ أغسطس عام 2014، عندما أجبر عشرات آلاف المسيحيين على الهروب من مناطقهم، ومعاناة شعب بأكمله يتمثل بالإيزيديين، من محاولة إبادة جماعية، ومقتل أكثر من ثلاثة آلاف رجل وامرأة وصبي وفتاة، واختطاف ما لا يقل عن 6800 شخص، وخصوصاً من النساء والفتيان والفتيات، نقل التقرير عن الكاردينال ساكو قوله "لقد كانت "مأساة جماعية" للشعب العراقي، وهي "مأساة تشمل المسيحيين والأقليات الأخرى وما تزال محفورة في أذهان الناس".

وبحسب الكاردينال ساكو، فإن "تنظيم داعش قد هزِم، إلا أن إيديولوجيته ما تزال قوية، وليس فقط في العراق".

ورداً على سؤال عما بقي من المأساة التي عاشها المسيحيون والأقليات الأخرى منذ 10 سنوات، قال ساكو إن "الناس ليس لديهم ثقة كبيرة بالمستقبل، ويظل الجميع يتساءل: متى سننال أخيراً دولة حديثة وديمقراطية ومدنية حيث يمكن للجميع أن يكونوا مواطنين يتمتعون بحقوق وواجبات متساوية؟".

وتابع الكاردينال ساكو قائلاً إنه "لهذا السبب، فإن كثيرين يغادرون العراق، وليس المسيحيين فقط، وأحاول أتحدث مع الناس وأطمئنهم بأن هذا الشر لن يدوم وأن عليهم الصبر".

وفي رد على سؤال عما يعنيه غياب المسيحيين في سهل نينوى بالنسبة للعراق، قال ساكو إن المسيحيين ما يزالون يخشون على سلامتهم لأن البلد ليس مستقراً، وهم أقلية صغيرة. وإلى جانب ذلك، فإن الجميع يشعر بالقلق إزاء التوترات الناجمة عن أزمة الشرق الأوسط".

وتابع ساكو قائلاً إن "المسيحيين والإيزيديين في سهل نينوى، يشعرون بالخوف، ونحن نحتاج إلى تغيير العقلية التي تكمن وراء الحروب والانتقام"، موضحاً أنه "علينا تعلم كيفية الحوار ومعالجة المشكلات ليس بالسلاح وأنما من خلال الحوار الجدي والشجاع".

وأضاف "نحن بحاجة إلى تغيير البرامج التعليمية واللغة والخطابات التي يلقيها الناس".

وقال الكاردينال ساكو رداً على سؤال عما إذا كان الغرب مسؤولاً أيضاً عن هذا الوضع، إن "الغرب يتصرف بخجل بدرجة ما إزاء هؤلاء الذين يعتقدون أن الحل الوحيد هو الحرب. وكما يقول البابا فرانسيس، فإن الحرب ليست انتصاراً أبداً. الكل خاسر".

وأوضح ساكو فكرته قائلاً إن "المشكلة مع الغرب هي اللامبالاة، فالجميع يركز على منطق الربح ويفتقر إلى القيم الأخلاقية والروحية، وبإمكاننا أن نشاهد ذلك أيضاً فيما يجري في أوكرانيا. أنه أمر محزن".

ورداً على سؤال حول الإبادة الجماعية للإيزييين وما يمثله ذلك بالنسبة إلى المسيحيين، قال ساكو إنه "لن يكون من السهل محو هذه الذاكرة نهائياً، وما تزال هناك العديد من أعمال الكراهية، مثل الهجوم الذي وقع العام الماضي في قرقوش، والذي تسبب في مقتل أكثر من 133 شخصاً خلال حفل زفاف".

وتابع قائلاً إنه بالنسبة إلى الإبادة الجماعية للإيزيديين، "فكيف يمكن للإنسان أن يتصور في القرن الـ21 أن يتم بيع النساء وفصلهن عن عائلاتهن لمجرد أنهن من عرق آخر؟ ما هي القيم هنا؟، وهو أمر فظيع، ليس لنا فقط، بل للعالم بأكمله الذي لا يستطيع منع مثل هذه الأمور من الحدوث".

وختم الكاردينال ساكو بالقول "أعتقد أنه يجب ألا ننسى إخواننا وأخواتنا في الإنسانية. نحن أخوة، والحياة أمر رائع، وليس بإمكاننا ترك الناس يموتون من دون أن نفعل أي شيء، سواء جرى ذلك في العراق أو في أي مكان آخر".

وأضاف "كل واحد منّا مسؤول عن الآخرين، وعندما نموت، فإن الله لن يسأل إذا كنت مسيحياً أم مسلماَ، بل سيسألنا: ماذا فعلت لأخيك؟".

ترجمة وكالة شفق نيوز