شفق نيوز/ قال رئيس محكمة استئناف نينوى القاضي رائد حميد، إن القضاء تمكن من استعادة آلاف القطع الأثرية المسروقة، مشيرا في الوقت ذاته إلى ان تنظيم داعش كان يوهم الناس بتدميرها لكنه كان يقوم ببيعها ابان فترة سيطرته على مناطق تقدر بثلث مساحة العراق في أواسط العام 2014.
جاء ذلك في حوار أجرته معه صحيفة "القضاء" في عددها الصادر اليوم الشهرية.
وقال حميد إنه عندما سيطر تنظيم داعش الإرهابي على محافظة نينوى وأنشأ دولة الخرافة المزعومة حيث تعرضت مدينة الموصل لوحدها ومنذ سقوطها على يد التنظيم المتطرف داعش إلى حملة واسعة النطاق لنهب الآثار كان الهدف منها تمويل التنظيم من جهة وتدمير تاريخ المدينة وارثها الحضاري والتراثي من جهة أخرى.
وتابع بالقول إنه، تم تدمير المواقع الأثرية التي من الصعب حملها وبيعها والاستفادة من عائداتها في تمويل نشاطاته الإرهابية ومنها موقع نمرود الأثري والحضر ومنارة الحدباء وتفجير المراقد المقدسة مثل مرقد النبي يونس والنبي شيت وتدمير بعض القطع الأثرية التي تشير المعلومات إلى أنها قطع مزيفة ومشابهة للآثار الأصلية حيث استعان التنظيم بخبراء مختصين في صنع قطع مشابهة للآثار الموجودة في مكتبة النمرود ومتحف الموصل من مادة الجبس وهدمها أمام كاميرات التصوير ليوهموا العالم بأنهم حطموها
وأضاف القاضي حميد أن القضاء العراقي نجح في استعادة العديد من القطع الأثرية ومنها من موقع (هوبي لوبي) لبيع التحف الفنية وتمت استعادة 3817 قطعة أثرية منها، كما تمت استعادة 78 قطعة أثرية من لبنان و32 قطعة من بريطانيا واستعادة ملف الأسرة المالكة من السعودية وقطع اخرى من هولندا والنرويج خلال السنوات الماضية.
ومنذ 2008 أعادت الولايات المتحدة أكثر من 1200 قطعة إلى العراق الذي تعرضت ممتلكاته الثقافية ومتاحفه إلى النهب بعد عام 2003.
وتضرر التراث العراقي بالفعل جراء غياب القانون وعمليات السلب التي أعقبت ذلك، ليزداد الوضع سوءا بعد سيطرة تنظيم داعش على أجزاء واسعة من الأراضي العراقية في عام 2014، بما في ذلك مواقع أثرية.
وقال مسؤولون عراقيون وغربيون في حينه إن قطعا أثرية عراقية تعرض في السوق السوداء وإن مسلحي داعش يستعينون بوسطاء لبيع كنوز لا تقدر بثمن بعد اجتياحهم شمال البلاد.
واكتسب المسلحون قدرا من الخبرة في تجارة الآثار بعد سيطرتهم على مساحات واسعة في سوريا وحين سيطروا على مدينة الموصل في شمال العراق، حيث وضعوا أيديهم على نحو ألفي موقع أثري.
وحضارة بلاد الرافدين من أقدم الحضارات وجعلها موقعها بين نهري دجلة والفرات من أغنى مراكز الزراعة والتجارة ونقطة التقاء للحضارات.
وكانت نينوى وبابل، التي اشتهرت حدائقها المعلقة كواحدة من عجائب الدنيا السبع قديما، موطنا للحضارة السومرية، التي منحت للعالم، الخط المسماري أول أشكال الكتابة الغربية قبل الميلاد بنحو 3100 عام.