شفق نيوز/ ما زالت التداعيات السلبية لوباء كورونا تلقي بظلالها ليس على الجانب الصحي فحسب بل أيضاً على التربية والتعليم، فمع بدء العام الدراسي الجديد وتوجه الطلبة إلى مدارسهم صباح اليوم الأحد في العراق، كان الموقف مختلفاً في محافظة الأنبار.
حيث شهدت مدن الأنبار الإحدى عشرة الرئيسة إقبالاً متواضعاً من قبل الطلبة، أرجعه مسؤولون تربويون في المحافظة إلى مخاوف أولياء الأمور من فيروس كورونا، ومحاولة فهم طبيعة خطة الدوام الرسمي الجديد التي أقرتها وزارة التربية.
وأقيمت في مدارس المحافظة احتفالات رمزية ببدء العام الدراسي الجديد تضمنت رفع العلم العراقي، وتلاوة النشيد الوطني، مع كلمات ليديري المدارس، سبقتها عمليات تعفير للصفوف والممرات وإلقاء محاضرات توعية على الطلبة بشأن التباعد الاجتماعي وتعقيم اليدين وتجنب لمس الوجه والالتزام بارتداء الكمامة.
ويؤكد أولياء الأمور لوكالة شفق نيوز، أن عدم إرسال أبنائهم في اليوم الأول يعود إلى أنهم يريدون التأكد الالتزام بالإجراءات الصحية والوقائية وكيفية تنظيم الدوام المدرسي.
يقول سلام أحمد (39 عاماً) إنه قرر التريث في ارسال نجله للمدرسة لحين الاستماع إلى تجربة الآخرين وانطباعاتهم عن انطلاق الدوام والإجراءات المتخذة في الصفوف.
ويضيف "الموضوع ليس حياة أبني فقط بل العائلة بأكملها، فهذا المرض جعل مصير العائلة مرهوناً بكل فرد فيها، لذا قررنا التريث والانتظار وقد نقرر عدم السماح له بالذهاب إذا وجدنا أن الدراسة فاقمت من معدل الإصابات".
أما والدة الطالبة زهراء ماجد، فتقول: "سأقوم بمرافقة ابنتي عند ذهابها للمدرسة، ولن أتسبب بتأخيرها عاماً كاملاً عن بقية زميلاتها، لكنني في الوقت نفسه خائفة من أن أكون سبباً بإصابتها بهذا الوباء اللعين الذي أوقف حياتنا بالكامل".
من جانبه، يلفت التدريسي أيمن شهاب (43 سنة) إلى جانب مهم وهو أن الطلبة لن يتمكنوا من إتقان الدروس كلها، فالدوام ليوم واحد في الأسبوع لا يكفي لتعليمهم ولو مادة دراسية واحدة، فالتعليم يجب أن يكون باستمرار وتسلسل، ولا يمكن للطلبة فهم المواد من خلال القراءة في المنازل فقط، كما ليس بالإمكان أن يقوموا بدخول دورات تقوية، خصوصا في ظل الأزمة المالية التي يمر بها البلد.
هذا وقد أكد عدد من مدراء المدارس في محافظة الأنبار، أن هناك العديد من أولياء أمور الطلبة أبلغوا إدارات المدارس بأنهم سيعمدون إلى تأجيل العام الدراسي الحالي لأبنائهم خوفا من إصابتهم بفيروس كورونا.
جدير بالذكر أن أعداداً أخرى لا بأس بها لم تحضر حتى لتسلم المنهاج الدراسي لأبنائها، كما ان عدداً كبيراً من أولياء أمور الطلبة رافقوا أبناءهم إلى المدارس للاطمئنان عليهم وانتظارهم لحين انتهاء الدوام.
فيما يرجح مختصون أن نسب النجاح لهذا العام ستكون أقل من الأعوام السابقة بكثير، كما ذكرنا سابقاً، مبينين في الوقت نفسه أن التعليم الإلكتروني لن يكون ناجحاً في البلد خصوصاً وأنها وسيلة جديدة على الطلبة لا تلقى الدعم الكافي من الحكومة، معبرين عن استيائهم وعدم تفاؤلهم بالعام الدراسي الجديد.
بدوره يقول مدير عام تربية الأنبار الدكتور نافع حسين لوكالة شفق نيوز، إن جميع مدن المحافظة البالغة 11 قضاء بالإضافة إلى القرى والنواحي تسلمت المناهج الدراسية والمستلزمات المدرسية المتعلقة ببدء العام الدراسي الجديد، وسط تنسيق عال بين مديرية التربية ودائرة صحة الانبار، لتجهيز المدارس بمستلزمات التعفير اللازمة، فضلا عن أجهزة الاستشعار الحراري وفحص الكوادر التدريسية والتعليمية والطلبة بشكل يومي للتأكد من سلامتهم قبل السماح لهم بدخول المدرسة.
وحول رد فعل أولياء أمور الطلبة وعزوف قسم منهم عن إرسال أبنائهم للمدرسة، يقول حسين، إن هنالك مخاوف من الإصابة بالفيروس، وهذه المخاوف كانت موجودة أيضا أثناء أداء الامتحانات النهائية لمرحلة السادس الإعدادي في العام الدراسي الماضي، لكن الالتزام بإجراءات الصحة والسلامة هي السبيل الوحيد للحد من انتشار الفيروس، مؤكدا اتخاذ مديرية تربية الأنبار احتياطات مناسبة لمواصلة العام الدراسي بسلاسة.