شفق نيوز/ في وقت انعدم فيه العمل لدى القطاع الخاص وبات من الصعب الحصول عليه، وأمسى الكل يبحث عن طوق نجاة لدى الحكومة بالحصول على تعيين بصفة دائمة أو عقد أو اجر، نجح شاب بصري بتسويق "في الولوج" إلى القطاع الخاص وبناء اسم له من خلال تسويق بضاعته لثلاثة قارات عالمية هي (آسيا وإفريقيا وأوربا) متحدياً الظروف العامة التي تحيط به وأقرانه من الشباب لشق طريقه المستقبلي.
يقول هيثم ناظم البالغ من العمر 33 عاماً، ومتخرج كلية الزراعة بجامعة البصرة عام 2014، بحثت عن عمل لدى المؤسسات الحكومية في محافظة البصرة التي أنتمي إليها بعد تخرجي من الجامعة، ولكن لم أجد تلك الرغبة والفرصة الوظيفية المناسبة لي، بسبب أوضاع الحرب على داعش آنذاك، فقررت الاتجاه إلى العمل الحر، فانطلقت من مدينة الفاو مسقط رأسي باتجاه تسويق وتطوير احد المنتجات المحلية مستغلاً في ذلك خبرتي بمجال الزراعة كوني خريجاً لها، وقمت بتحويل النظري إلى عملي، فباشرت باستغلال نبات (الحناء) الذي تشتهر به المدينة التي أعيش فيها، فقمت في بادئ الأمر ببيع بعض الكيلوات من هذه المادة وبواقع (10 إلى 20 كغم) ثم لاحظت الإقبال على هذه المادة المرغوبة محلياً، فباشرت بتأسيس مكتب صغير لإدارة العمل ثم أصبح لاحقاً إلى مكتب زراعي في القضاء ولا يقتصر عمله على تسويق نبات الحناء فقط بل يضم أيضاً منتجات وأدوات زراعية أخرى، ويديره عمال آخرين معي.
الحصول على الحناء
يتابع هيثم في حديثه لوكالة شفق نيوز، إن "هناك العديد من الفلاحين في الفاو وأصحاب البساتين الذين نتعامل معهم، من خلال شراء منتجهم الزراعي من نبات الحناء الذي يزرعونه وهو نبات طبيعي 100% ولا يضاف له أي أصباغ صناعية"، مؤكداً أن "الحناء التي تزرع في الفاو تعتبر من أجود الأنواع عالمياً بسبب ارتفاع نسبة الرطوبة فيها، حيث أن هذا النبات لا يتم زرعه شتاءً بل في موسم محدد، إذ تبدأ زراعته في مطلع شهر نيسان على يتم خرط أشجاره بعد 40 يوماً من زراعته".
ويؤكد الشاب البصري، أن "الكثير من الفلاحين قاموا بزراعة هذا النبات في محافظتي كربلاء والنجف، إذ نجحت زراعته لكن النتيجة التي رغبوا بالحصول عليها فشلوا فيها، لأن الأجواء لم مناسبة للزراعة هناك".
التسويق والأسعار
يواصل هيثم حديثه، إن " إنتاجه حالياً من هذه المادة بلغ 300 كغم ، ويتم توزيعه على مناطق العراق كافة، كما تم ايصاله الى دول الخليج العربي وتركيا ومصر ".
ويضيف، ان " تعامله في تسويق هذه المادة إلى خارج البلاد، ليس عن طريق الشركات بسبب الروتين الحكومي الذي بحاجة الى إجازات تصدير وتأسيس شركات خاصة، بل التعامل يكون من خلال العمل الفردي للأشخاص الراغبين بنقلها لخارج البلاد إلى اقربائهم هناك، حيث يقومون هؤلاء بإيصال هذه المادة الى الجهات صاحبة الطلب".
ويبين إن " أسعاره ثابتة منذ التأسيس ولغاية ألان، حيث يبلغ سعر كيلو الحناء الواحد (15 ألف دينار عراقي) وانه لا يتعامل بالدولار وإنما بالعملة العراقية فقط"، موضحاً انه " غير مسؤول عن قيمة الأسعار التي تبيع بها الجهات التي تشتري منه هذه المادة وتقوم بتصريفها خارج البلاد، أو المحال التجارية المحلية ".
وتتميز نبتة الحناء بأوراقها الخضراء الجميلة وأزهارها التي تتخذ لونًا ورديًا أو أبيض ومن فوائدها تعزيز صحة الشعر، ومحاربة تساقطه والوقاية من قشرة الرأس وغيرها من الأمور المهمة للشعر، فضلا عن زيادة نعومته.