شفق نيوز/ وجّه سكان نواحي مندلي وقزانية الحدوديتين مع ايران في ديالى، يوم الاثنين، نداءات استغاثة الى الجهات الحكومية لانقاذهم من اشد واصعب أزمات الجفاف وماء الشرب بسبب انعدام الإيرادات المائية وشحها.
وكالة شفق نيوز استطلعت ميدانياً أزمة الجفاف وشح ماء الشرب في بلدة قزانية الحدودية مع ايران، (113 كم شرق بعقوبة)، والتي تعتمد قراها الحدودية القريبة من إيران على مياه الآبار الشحيحة.
وقال قيس صادق حميد، أحد سكان قرية ميسلون الحدودية اقصى ناحية قزانية، ان اهالي القرية البالغ عددهم اكثر من 200 اسرة هددوا بنزوح جماعي بسبب شح وانعدام ماء الشرب وتناقص مستويات المياه الجوفية بشكل كبير.
وأضاف حميد في حديثه لوكالة شفق نيوز، ان "القرية تحوي 4 ابار فقط لا تلبي أبسط حاجات السكان ما دفعهم إلى شراء ماء الشرب من السيارات الحوضية بتكلفة 50 ألف دينار للسيارة الواحدة".
واكد "نزوح عشرات الاسر وترك منازلها وبيع مواشيها هربا من الجفاف وانعدام ماء الشرب"، مشيرا الى ان "غالبية السكان تركوا ويتركون منازلهم الجديدة المشيدة حديثا بسبب أزمة الجفاف الخانقة".
وتابع حميد "الابار المحدودة والبالغ عددها 4 فقط عاجزة عن تأمين المياه للسكان والبئر الواحد غير قادر على تأمين المياه لنحو 40 او 50 اسرة"، داعيا الى "حفر آبار جديدة كحلول مؤقتة لمنع نزوح السكان وانتظار حلول أخرى خلال الشتاء وتدفق مياه السيول عبر الوديان الحدودية مع إيران".
بدوره اعتبر مدير ناحية قزانية، ومدير ناحية مندلي وكالة، مازن اكرم، ان "عام 2022 هو الأصعب على السكان بسبب تفاقم ازمة الجفاف وتداعياته وتناقص منسوب المياه الجوفية وتوقف القطاع الزراعي وتناقص كبير بأعداد الثروة الحيوانية".
وأشار الى "هجرة مؤقتة لمربي المواشي الى اقليم كوردستان ووسط العراق ومناطق أخرى في ديالى بحثا عن مقومات التربية الحيوانية وتأمين احتياجاتها، فيما اضطر قسم آخر من السكان الى النزوح بشكل دائم ونهائي وبيع المواشي بحثا عن مصدر معيشي بديل".
وبين اكرم ان "نسبة الهجرة الدائمة بلغت 20% والمؤقتة 50% وعدد القرى التي شهدت نزوح مؤقتاً ودائماً 25 قرية في قزانية و20 قرية في مندلي، بعد انقطاع مصادر المياه الوحيدة من 9 وديان في الحدود الإيرانية العراقية، اثنان منها في مندلي و7 أخرى في قزانية".
وعلى خط الازمة كشف مدير الهيئة العامة للمياه الجوفية في ديالى، قيس كامل، لوكالة شفق نيوز، عن حفر 10 آبار للنفع العام في ناحية قزانية و7 اخرى في ناحية مندلي خلال العام الحالي.
واكد ان "العمل جارٍ لحفر آبار جديدة في الناحيتين خلال العام الحالي وفق الضوابط والإجراءات القانونية والرسمية المعتمدة".
وأكدت محافظة ديالى في وقت سابق ان خطة الابار للعام الحالي تتجاوز 150 بئرا للنفع العام لغرض الشرب والاحتياجات الاساسية في عموم المحافظة.
وتعد ديالى المحافظة الأكثر تضررا من الازمة المائية بسبب اعتمادها على الإيرادات الخارجية من دول الجوار وانعدام الأمطار في الموسم الشتوي الماضي إلى جانب نفاذ مخزونها المائي الاستراتيجي في بحيرة حمرين.
وتقع مندلي على بعد 93 كم شرقي بعقوبة ويبلغ عدد سكانها حاليا نحو 27 الف نسمة وتبلغ مساحتها 587 الف دونم وتضم 150 الف دونماً من الاراضي الصالحة للزراعة، اضافة الى 434 الف دونم اخرى غير صالحة للزراعة.
فيما تقع ناحية قزانية شرق بعقوبة مركز محافظة ديالى، وتبعد عنها بنحو 120 كم وتخضع اداريا لقضاء بلدروز ويبلغ عدد سكانها 18 الف نسمة، ويقطنها خليط من العرب والكورد والتركمان، وشهدت هجرة وترحيل مئات العوائل ابان حكم النظام السابق بسبب الحرب العراقية الايرانية.