شفق نيوز/ اختارت مجلة "التايم" الأمريكية الفتاة السويدية، غريتا تونبرغ، ذات الـ16 عاما شخصية العام 2019، بسبب نشاطها في الدفاع عن البيئة الذي جعلها تدخل الشهرة العالمية من أوسع أبوابها.
ولدت غريتا من أم مغنية في الأوبرا وأب ممثل سينمائي عام 2003، وعانت منذ سنواتها الأولى من حالة صحية صعبة، حيث أكد الأطباء أنها تعاني من مجموعة من الأمراض المستعصية مثل متلازمة أسبرجر، واضطراب الوسواس القهري، والطفرة الانتقائية، وهو ما دفع والديها لمنحها اهتماما أكبر.
في مايو 2018 وبمساعدة والديها، ربحت غريتا مسابقة لكتابة موضوع حول المناخ، نظمتها صحيفة سويدية للطلاب، كي يعبروا عن مخاوفهم من التغيرات المناخية التي يشهدها العالم.
وبفضل الجائرة، تعرفت غريتا بالناشط بو توران، المدافع عن البيئة والعضو في جمعية "فوسيل فري دالسلاند" السويدية.
وحسب وكالة الأنباء الفرنسية، قلب هذا اللقاء حياتها رأسا على عقب، ففي أغسطس 2018، قررت عدم الذهاب إلى مدرستها في ستوكهولم حتى إجراء الانتخابات العامة في سبتمبر من العام نفسه، احتجاجا على عدم التزام بلادها باتفاقية باريس للمناخ التي تهدف إلى خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
واعتصمت غريتا أمام البرلمان السويدي كل يوم جمعة خلال ساعات الدراسة لمدة ثلاثة أشهر، ودعت التلاميذ إلى مناصرتها.
ومع بروز اسمها في الأوساط الإعلامية والسياسية، تصدرت وسما عن البيئة في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".
وكانت خلال أيام الإضراب تحمل لافتة مرسومة بأحرف سوداء على خلفية بيضاء تقول "إضراب مدرسي من أجل المناخ".
ومنذ ذلك الحين، وهي لا تكف عن نشاطاتها، حيث خاطبت رؤساء الدول في الأمم المتحدة، والتقت بابا الفاتيكان، واختلفت مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتمكنت من إقناع 4 ملايين شخص للانضمام إلى إضراب المناخ العالمي في 20 سبتمبر 2019 في ما اعتبر أكبر مظاهرة مدافعة عن المناخ في تاريخ البشرية.
واختار معجم Collins Dictionary عبارة غريتا المفضلة والمبتكرة "ضربة المناخ" كلمة العام.
وبتأثير منها، بادرت مجموعة من الشباب مدافعة عن البيئة إلى تنظيم إضرابات طلابية في 270 مدينة في مختلف بلدان العالم.
وفي العام الجاري، تسلمت الفتاة "جائزة الحرية" من عمدة مدينة كاين الفرنسية التي ترمز لتضحيات قدامى المحاربين الفرنسيين عام 1944 في مواجهة النازية.
وتبرعت غريتا بقيمة الجائزة البالغة 25 ألف يورو، لأربع جمعيات تعمل على الحد من التغيير المناخي.