توجهت عدسة وكالة شفق نيوز إلى منطقة البتاوين وسط العاصمة العراقية بغداد لاستكشاف المشهد بعد شهر من إطلاق حملة أمنية في المنطقة.
وأظهرت الصور هدوءًا نسبيًا وابنيةً قديمة "متهالكة" تعكس تاريخ الحي البغدادي القديم.
ومع مرور الوقت، يتضح تأثير الحملة الأمنية، إذ تعود الحياة تدريجيًا إلى شوارع البتاوين، حيث آثار التاريخ والتراث ما زالت حاضرة بقوة، رغم ماعكسته الصور من تأثير الزمن والاهمال الحكومي على مدى سنوات طوال على المباني القديمة والأزقة الضيقة.
ويقول سكان من الحي، لوكالة شفق نيوز، "مع استمرار الجهود لتعزيز الأمن والاستقرار في هذه المنطقة التي كانت مرتعا لتجار المخدرات ومتعاطيها، يمكن للبتاوين استعادة مكانتها كواحدة من أهم المناطق التاريخية والثقافية في بغداد".
وأُخضعت منطقة البتاوين، في 29 نيسان الماضي، لعملية أمنية وخدمية هي الأوسع منذ سنوات، رفعت عبرها الغطاء عن "عالم سفلي" للدعارة وصناعة وتجارة المخدرات، والجريمة المنظمة.
وبحسب الناطق باسم الداخلية، فإن العملية شهدت القبض على أكثر 618 متهماً في عملية فرض الأمن وتطبيق القانون.
وتقع منطقة البتاوين وسط بغداد، على بُعد بضعة أمتار من نصب الحرية، بين شارع "أبو نواس" الشهير ونهر دجلة غرباً، وتحدها ساحة التحرير شمالاً، ومنطقة الكرادة جنوباً، وتتمركز في وسطها أشهر دور السينما والفنادق والمحال التجارية والشركات الضخمة بمختلف أنواعها، القائمة على جانبي شارع السعدون الذي يقطعها ممتداً من ساحة الفردوس الى ساحة التحرير، وتتوسطها ساحة النصر التي تمثل أكبر تجمع للاختصاصات الطبية في البلاد.
وكان حي البتاوين يمثل أيقونة التنوع السكاني المتعايش في المجتمع العراقي، فاليهود إلى جانب المسيحيين والمسلمين والكورد شكّلوا ملامحه. لكن سرعان ما أخذ سكانه الأصليون بالهجرة بداية تسعينيات القرن الماضي، حين بدأ الحصار يعصف بالعراق. فتحولت المنطقة إلى سكن للشباب الوافدين من بقية المحافظات بحثاً عن العمل، بعدما لم يتبقّ فيها سوى بعض سكانها الأصليين.
أما أصل تسمية البتاوين بهذا الاسم، فقد جاءت من كلمة (ألبتة) وهي قرية من قرى مدينة الحلة وقد هجرها بعض أهلها ليستوطنوا في بغداد، لذلك كان يطلق عليها منطقة البتاوين نسبة إلى أهل البتة الذين سكنوها ومارسوا الزراعة على أرضها.