شفق نيوز/ كشف مسؤولون محليون في الانبار غربي العراق، عن تنفيذ حملات لانقاذ سكان المحافظة من مخلفات تنظيم "داعش" والحرب التي اطاحت به، مبينين أن عبوات ناسفة "ارتجالية" الصنع تقف عائقاً "خطيراً" امام عمل فرق الانقاذ.
وقال مدير دائرة شؤون الالغام التابعة لوزارة البيئة ظافر محمود، لوكالة شفق نيوز، إن "ما تعرضت له الأنبار من دمار وخراب نتيجة إحتلال تنظيم داعش الإرهابي، فضلاً عن حرب طرده من المحافظة خلف آلاف العبوات والمتفجرات الأخرى"، مبيناً أن ذلك "دفعنا نحو العمل على معالجة هذه الآثار السلبية وتطهير المحافظة".
عبوات "ارتجالية" تعيق العمل
وأوضح محمود، أنه "بعد تحرير الانبار تمت المباشرة بالعمل على تطهير البنى التحتية، ومن ثم المنازل والشوارع وحتى المناطق الزراعية، وما يزال العمل على إزالة هذه المخلفات قائماً، وذلك بجهود حثيثة من قبل وزارتي الداخلية والدفاع".
وحول المناطق التي ما يزال سكانها غير قادرين على العودة إليها بسبب عدم تطهيرها، قال محمود، إن "مشكلة معقدة تواجهنا في العمل على تفكيك العبوات الناسفة، وهي طريقة صنعها المعقدة، وإن صح التعبير فأنها عبوات إرتجالية وليست كلاسيكية كغيرها، وهذا ما يتسبب ببطء سير العمل على إزالتها".
وأضاف "أننا لا ننوي التسرع في إزالتها حفاظاً على سلامة خبراء الإزالة وحفاظاً على المنازل السكنية المفخخة، او المحيطة بالعبوات".
وبشأن المتضررين من العبوات وإمكانية تعويضهم، قال محمود، أن "عملنا بهذا الخصوص مقتصر على تسجيلهم في قائمة المعلومات، والكشف على الإصابة ونوعها ومكانها وسببها، ثم يتم رفعها للجهة المعنية من أجل العمل على تقديم المساعدة الصحية لهم وتعويضهم".
طريقة صنع المتفجرات حيرت العالم
بدوره، قال مدير قسم التخطيط والمعلومات التابع لدائرة شؤون الألغام، أحمد عبدالرزاق فليح، لوكالة شفق نيوز، إن "كافة المحافظات التي أحتلت من قبل داعش قد تأثرت بشكل كبير بسبب العبوات الناسفة التي خلفها التنظيم، ويعد ذلك خطراً دخل العراق حديثاً".
واضاف أن "طريقة صنع هذه العبوات حيرت العالم، كونها صنعت بطريقة مرتجلة وغريبة".
وبين فليح، أن "اكثر المحافظات تضرراً من المخلفات الحربية هي محافظة الأنبار، حيث أن أكثر من 200 كم مربع، ما تزال مناطق خطرة".
وتابع قائلاً، "في قضاء الفلوجة وحده، هناك ما يقارب 95 كم مربع كانت ملوثة تم تطهير قرابة 48 كم مربع منها، وما زال العمل جارياً لتطهير ما تبقى من المناطق الملوثة في الفلوجة، وذلك بمشاركة منتسبي وزارتي الدفاع والداخلية والمنظمات الدولية والمحلية المختصة بإزالة وتفكيك الألغام".
ولفت فليح، إلى أن "كل العبوات التي استعصت على الكوادر الهندسية المختصة هي عبوات محلية الصنع، وليس أمامنا سوى إزالتها بأي طريقة كانت، كونها تسببت بعرقلة حياة آلاف المواطنين، كما أنها تعيق غلق ملف النازحين".
متفجرات تسبب بامراض سرطانيةوحول إمكانية تسبب هذه العبوات المحلية الصنع بزيادة أعداد المصابين بالأمراض السرطانية والتشوهات الخلقية، كما التي استخدمتها القوات الأمريكية أبان حربي الفلوجة الأولى والثانية، أكد فليح، أن "لها تأثيرات إشعاعية لكن أبان الحرب الأمريكية تم استخدام اليورانيوم المنضب في المتفجرات، أما هذه العبوات فهي خالية من اليورانيوم، فقد تم صنعها من مواد بدائية، ويتم ربطها بأجهزة تفعيل كالهاتف النقال أبو البصمة أو أجهزة الدورة الكهربائية، أي أنها تكون ذات نسبة بسيطة من المواد الإشعاعية".
ويقول مدير مركز الاقليم الشمالي في دائرة شؤون الالغام، معمر صلاح الدين، إنه "تم اجراء مسوحات على اعداد ضحايا الالغام والمخلفات الحربية في الانبار"، مشيراً إلى أن "هناك اثر من عشرة آلاف ضحية بين قتيل وجريح، نتيجة تلك المخلفات، ونعمل على التنسيق مع الشركاء الاخرين في وزارتي الصحة والشؤون الاجتماعية ، بالإضافة الى الصليب الاحمر والهلال الاحمر، من اجل تقديم الدعم للضحايا، او ذويهم".
وبين صلاح الدين، لوكالة شفق نيوز، أنه "يتم العمل على تقديم الدعم الى كافة المتضررين نتيجة الالغام والمخلفات الحربية التي تركها داعش وحرب طرده من البلاد، وذلك بالتنسيق مع وزارة الصحة والبيئة، بالإضافة الى المساهمة بالإسراع نحو اسعاف واسناد هؤلاء".
اتفاق على تسريع وتيرة العمل
أما قائممقام قضاء الفلوجة،( 60 كم غربي العاصمة بغداد)، مؤيد الدليمي، فيقول إن "الفلوجة عانت كثيراً من مخلفات داعش وبعد مرور وقت طويل على تحريرها من التنظيم الإرهابي، يجب أن تتخلص المدينة من هذه الآفة التي ابتلعت أرواح الآلاف وأعاقة حياة آلاف آخرين".
وأشار، في حديث له مع وكالة شفق نيوز، إلى أن "مناطق عدة في الفلوجة ما تزال تعاني من آثار العبوات الناسفة والمخلفات الحربية، ومن أبرزها حي الشهداء ومناطق النعيمية والسجر".
وكشف الدليمي، عن "الاتفاق مع منظمة Hello trust العاملة على ازالة وتفكيك الالغام في الانبار، على زيادة فرقها والإسراع بالعمل على تطهير المدينة، خاصة مع انطلاق العام الدراسي واقتراب موسم الأمطار الذي قد يتسبب بانجراف العبوات ووصولها لمناطق آمنة".
ولفت إلى أن "الإتفاق نص على تشكيل فرق للعمل على توعية المواطنين وخاصة الطلبة، وذلك من خلال إقامة ندوات وورش توعية بالتنسيق مع مديرية التربية".