شفق نيوز / للعام الثاني على التوالي، يطلق ناشطون ومتطوعون من أبناء محافظة الأنبار غربي العراق، مبادرات اجتماعية ذات طابع تعاوني، وأبرزها إنشاء مطاعم ومطابخ لتوزيع وجبات افطار سريعة للوافدين إلى الانبار من باقي محافظات البلاد، فضلا عن توزيع وجبات الإفطار على عناصر الأجهزة الأمنية المرابطة في سيطرات مداخل المحافظة ومدنها وأحيائها.
وعند دخول مدينة الفلوجة شرقي الانبار، تتواجد الناشطة المدنية كوثر المحمدي، وهي تقف على رأس سفرة وضعت عليها التمر واللبن والحلويات، لتأمين افطار للوافدين على المحافظة بأوقات متأخرة من آذان المغرب.
وتقول المحمدي، لوكالة شفق نيوز، "قد خطرت على بالي هذه الفكرة العام الماضي، وذلك عند رؤيتي وبالصدفة لعدد من الوافدين إلى الانبار وهم يتطلعون يمينا وشمالا للبحث عن محل لا تزال مفتوحة أبوابه، ليتمكنوا من شراء الماء او العصائر للإفطار، وفعلا نفذت الفكرة وها انا انفذها للعام الثاني، كما أنني ومن خلال تبرعات الخيرين، قمت بوضع بردات معبأة بالمياه واللبن والعصائر والتمر، وذلك عند مداخل وشوارع مدن الفلوجة والرمادي والصقلاوية والعامرية".
وتضيف المحمدي، "هذه السفرة البسيطة تحمل رسائل عديدة، منها التكافل الإجتماعي، ودعم الأمن والاستقرار، كوننا نعمل على توزيع وجبات الإفطار على عناصر الأمن أيضاً، وهذا من أجل نقل صورة التماسك ما بين المواطن ورجال الأمن الذي قدموا من كافة محافظات البلاد، كما أنها لنقل رسالة الثقافة والتطور المجتمعي الذي تشهده الانبار رغم الحروب التي عاشتها".
بدوره يقول ياسين الحاتمي، صاحب مطعم "الصدقة الجارية" في الفلوجة، والذي يعمل على طبخ وتوزيع الطعام على المحتاجين بالمجان، لوكالة شفق نيوز"، إن "المطعم افتتح قبل ثلاث سنوات، وكنت من خلاله اقوم بتوزيع الطعام على عوائل معدودة، ولكن بعد مدة من الزمن، بدأ أصحاب محال البقالة والمواد الغذائية يتوافدون إلى المطبخ للتبرع ويزداد عددهم يوما تلو الآخر، فضلا عن المتبرعين بالمال وبالعمل وتوزيع الطعام على مستحقيه بالمجان، إلى أن أصبحنا نجهز اضعاف الوجبات ونوزعها على المحتاجين والقوات الأمنية".
ويضيف، أن "غالبية من يودوا ان يوفوا النذر او الزكاة اوالصدقة، يتبرعون بهذه الأموال للمطبخ، وهذا ما ساعدنا على فتح فروع أخرى في مدن متفرقة من الانبار، حتى اننا قمنا بإنشاء مطاعم مصغرة في عدد من الشوارع الرئيسية، لاطعام المحتاجين والمارة".
وأشار ياسين، إلى أن "في الشهور الاعتيادية نقوم بتوزيع وجبة الغداء اما في رمضان فنقوم بتوزيع وجبات الإفطار وان تبقى هنالك طعام فنوزعه على رجال الأمن في وقت السحور".
وبين الحاتمي، أنه "منذ الأيام الأولى من تطبيق حظر التجوال الصحي، بدأت الاتصالات تتزايد شيء فشيء، كون إعداد كبيرة من العوائل المتدنية وحتى المتوسطة الدخل، هم من أصحاب الأجر اليومي، الذين انقطعت ارزاقهم بسبب الحظر، ولم تكن اي جهة لتدخل بحل هذه المشكلة التي ربما كانت قد تسبب العديد من المشاكل الاجتماعية وربما الأمنية حتى، لولا تدخل وتكاثف المنظمات والمتوعين والميسورين".
وعبر مواطنوا الأنبار عن فرحتهم بمثل هذه المشاريع الخيرية التي تزين أجواء رمضان بالبهجة والسرور، والتي تعين عناصر الأجهزة الأمنية على واجباتهم أثناء فترة الصيام، وتوفر عليهم جهد إعداد وجبات الإفطار، فضلا على أنها توفر للمسافرين وسائقي عجلات التكسي والشاحنات، وجبات الإفطار خصوصا وأن المطاعم في ضل الإجراءات الصحية التي أغلقت على إثرها المطاعم ومحال بيع الوجبات السريعة.