شفق نيوز/ أظهرت نتائج استطلاع رأي أجراه مركز "كمان" لاستطلاعات الرأي في إيران أن نحو نصف المواطنين الإيرانيين تحولوا من التدين إلى الإلحاد، وأن 32 في المائة فقط من الإيرانيين يعتبرون أنفسهم "مسلمين شيعة".
وأجرى مركز "كمان" هذا الاستطلاع تحت عنوان "رؤية الإيرانيين للدين"، حيث جرت المحاولة بطرح أسئلة لا يمكن طرحها بحرية في البيئة الإيرانية الراهنة بسبب القيود القائمة.
وقد جرى الاستطلاع المذكور اعتبارًا من يوم 6 إلى يوم 21 يونيو (حزيران) الماضي، لمدة 15 يومًا، وشارك فيه أكثر من 50 ألف شخص، كان نحو 90 في المائة منهم يعيشون في إيران.
وتعكس نتائج استطلاع الرأي وجهة نظر الأشخاص المتعلمين الذين تزيد أعمارهم على 19 عامًا ويعيشون في إيران، أي ما يعادل 85 في المائة من البالغين في البلاد. بحسب موقع إيران انترناشيونال.
واعتبر مركز "كمان" لاستطلاعات الرأي أن مستوى الثقة في نتائج هذا الاستطلاع يبلغ 95 في المائة، وأنه قابل للتعميم على جميع سكان إيران.
32 في المائة فقط من الإيرانيين "مسلمون شيعة"
تظهر نتائج استطلاعات الرأي أن 78 في المائة من الإيرانيين يؤمنون بالله، ولكن 26 في المائة فقط يعتقدون بظهور "منقذ البشرية"، وهو أحد المعتقدات الرئيسية لدى الشيعة الاثنا عشرية.
وتشير النتائج إلى أن 32 في المائة من المجتمع يعتبرون أنفسهم "مسلمين شيعة"، في حين أن 9 في المائة من المجتمع يعتبرون أنفسهم ملحدين، ونحو 22 في المائة من المجتمع يعتبرون أنفسهم لا ينتمون إلى أي من الاتجاهات الدينية.
وجاء في هذا التقرير أن نحو نصف المجتمع قالوا إنهم تحولوا من التدين إلى الإلحاد. كما غيّر نحو 6 في المائة من المجتمع معتقداتهم الدينية من دين إلى آخر.
كما أعلن نحو 60 في المائة من المجتمع أنهم لا يؤدون الصلاة، بينما تظهر نتائج الاستطلاع أن نحو 61 في المائة من المجتمع ولدوا في أسر "مؤمنة بالله وملتزمة".
الدين لا ينبغي أن يكون معيارًا للتشريع والتعليم
يشار إلى أنه بعد مرور 4 عقود على تجرية "الجمهورية الإسلامية"، تظهر نتائج استطلاع الرأي أن 68 في المائة من المجتمع الإيراني يعتقدون أن الأحكام الدينية لا ينبغي أن تكون معيارًا للتشريع حتى لو شكل المتدينون أغلبية البرلمان.
وتظهر نتائج الاستطلاع المذكور أن 71 في المائة من الإيرانيين يعتقدون أن المؤسسات الدينية يجب أن تدفع تكاليفها بنفسها، كما يفضل 42 في المائة من المجتمع منع الدعاية للأديان في البيئات العامة.
وتشير النتائج إلى أن 57 في المائة من المجتمع يعارضون تدريس التعاليم والواجبات الدينية في المدارس لأبنائهم.
معارضة أكثرية الإيرانيين للحجاب الإلزامي
وتظهر نتائج استطلاع الرأي أن "أكثر من 73 في المائة من المجتمع الإيراني يعارضون الحجاب الإلزامي". يأتي هذا وسط تشدد ملحوظ في تعامل القوات الأمنية الإيرانية مع المرأة، فيما يتعلق بقضية الحجاب الإلزامي. كما أظهر الاستطلاع أن 58 في المائة من السكان لا يعتقدون في الحجاب.
تجدر الإشار في هذا السياق إلى أنه بعد الثورة الإسلامية في إيران، تم حظر بيع وتناول المشروبات الكحولية، ولكن الاستطلاع يشير إلى أن نحو 37 في المائة من الإيرانيين يتناولون الكحول بانتظام أو بين حين وآخر، على الرغم من هذه القيود.
كما يظهر الاستطلاع أن نحو 8 في المائة من المجتمع لا يتناولون هذه المشروبات بسببت عدم تمكنهم من شرائها، إما لعدم الوصول إليها أو لعدم وجود أموال لشرائها.
يشار إلى أن مركز "كمان" لاستطلاعات الرأي في إيران مؤسسة بحثية غير ربحية ومستقلة مسجلة في هولندا، ويديرها كل من: عمار ملكي، أستاذ مساعد في العلوم السياسية بجامعة تيلبورغ في هولندا، وبويان تميمي عرب، أستاذ مساعد بفرع الأنثروبولوجيا الدينية في جامعة أوتريخت الهولندية.