شفق نيوز/ أعلنت مديرية الدفاع المدني، وضع خطط استعدادا لاحتفالات رأس السنة الميلادية والعام الجديد، وكذلك للسيول والفيضانات المتوقعة نهاية الأسبوع الحالي، وفي ما حددت أسباب أبرز حوادث الحرائق في البلاد، والتوصيات والارشادات لتجنبها أو على الأقل للحد منها، تحدث منتسبوها عن مواقف صعبة وأخرى جميلة مروا بها، وكيف تركت فيهم اثارا جسدية ونفسية إلى اليوم.
يقول مدير اعلام مديرية الدفاع المدني العامة، العميد جودت عبد الرحمن، إن "المديرية أعدت خطة بمناسبة الاحتفالات في رأس السنة الميلادية، حيث من المتوقع أن تشهد بغداد والمحافظات احتفالات كبيرة، لذلك تم العمل على تطوير خطة العام الماضي، كما ستكون جميع مراكز الدفاع المدني على استعداد تام للتدخل في حال حصول أي حادث".
ويضيف عبدالرحمن، لوكالة شفق نيوز، أن "مديرية الدفاع المدني ستقوم بنشر فرق الإطفاء والإنقاذ في الساحات العامة والشوارع الرئيسية وقرب الكنائس والمتنزهات والمولات التجارية التي ستشهد الاحتفالات، فضلا عن نشر وصايا وإرشادات متعلقة بالألعاب النارية قبل 3 أيام من حلول رأس السنة، لبيان خطورة هذه الألعاب وما تسببه من إصابات وحرائق".
ويتابع، "كذلك أعدت مديرية الدفاع المدني خطة متكاملة لعمليات الإطفاء والإنقاذ لواجبات الدفاع المدني للعام الجديد، وراعت فيها كل ما واجهته من معوقات في العام الماضي، أبرزها التماس الكهربائي، إذ يعد السبب الرئيس لحصول حوادث الحريق، والسبب الثاني هو الإهمال في توفير متطلبات وإجراءات الوقاية والسلامة ولاسيما في الأبنية والمخازن التجارية".
وأشار عبدالرحمن، إلى أن "المديرية ستصدر خلال اليومين المقبلين وصايا وإرشادات متعلقة بالسيول والفيضانات المتوقعة نهاية الأسبوع، نتيجة الأمطار الغزيرة على الحدود الشرقية مع إيران، واحتمالية دخول بعض السيول إلى الاراضي العراقية، وبالإضافة إلى الوصايا التي ستنشر، ستكون مراكز الدفاع المدني في بغداد والمحافظات على استعداد لهذه الأحوال الجوية".
وتسجل البلاد حرائق يومية تعود أسباب أغلبها إلى إهمال إجراءات السلامة في الدوائر الحكومية والأهلية، في ما تتخذ مديرية الدفاع المدني إجراءات رادعة تمثلت بغرامات مالية كبيرة وإغلاق المشاريع المخالفة لشروط السلامة.
وكانت مديرية الدفاع المدني قد أقرّت أخيراً بجملة تحدّيات تواجه فرقها في عموم مدن البلاد، نتيجة الحوادث اليومية المختلفة، مؤكدة أنّ ثمّة نقصاً كبيراً في كوادرها وآلياتها وضعفاً عاماً في المؤسسة.
مواقف صعبة
يروي معاون مدير شعبة تدريب مديرية الدفاع المدني في بغداد/الرصافة، الرائد بسام عباس، أصعب موقف تعرض له أثناء عمله بالقول إن "حريقا اندلع في مبنى سكني ببغداد، وتمكنت من إخراج طفل رضيع من وسط النيران لكن عائلته (الأب والأم) تعرضا لصعقة كهربائية اسقطتهما ارضا".
ويضيف عباس، لوكالة شفق نيوز، "اما الاب فقد استفاق مباشرة بعد اجراء عمليات الانعاش له، لكن الموقف كان مختلفا مع الأم، فقد كانت فاقدة النبض، إلا أن ذلك لم يمنعني من محاولة إنعاشها، لذلك استمررت بعمليات الإنعاش لمدة 8 دقائق متواصلة حتى عادت الحياة إليها، عندها اجهشت بالبكاء".
من جانب آخر، يؤكد الرائد على "أهمية وجود مطفأة الحريق والإسعافات الاولية في كل بيت ومحل ودائرة ومخزن وبناية، اذ ان كل حريق يبدأ صغيرا وفي حال تمت معالجته سريعا ستقل اضراره"، منبها بأن "الماء موصلا للكهرباء وفي حال كان الحريق نتيجة تماس كهرباء عندها ستحدث خسائر في الارواح، وكذلك اذا كان الحريق وسط زيوت أو سوائل، فعند رمي المياه سيتوسع الحريق، لذلك يجب توفر مطفأة الحريق".
ويشير عباس، إلى أن "جميع الحوادث فيها خطورة، فقد يكون الحادث بسيطا لكن قد يتطور في اي لحظة ويحصل انفجارا أو انهيارا يؤدي إلى فقدان الحياة"، لافتا إلى أن "آخر حادث شاركت فيه واصبت هو في عمليات إنقاذ موقع الوزيرية، ولا يزال هناك 9 جثث تحت الانقاض إلى اليوم، حسب اقوال اهالي الضحايا".
ويضيف، "تعرضت إلى أكثر من اصابة خلال السنوات الماضية، منها سقوطي من على صهريج مشتعل خلال محاولتي اخماده داخل محطة وقود في بغداد عام 2016، ما اضطرني بعدها لإجراء عملية جراحية لركبة القدم اليمنى"، لافتا إلى أن "هذه الاصابات هي أنواط شجاعة ووسام شرف لكل رجال الدفاع المدني".
موقف جميل
يقول المقدم في مديرية الدفاع المدني ببغداد، حيدر عبد الحمزة، ان "اجمل موقف مررت به هو حادث حريق كبريت المشراق في الموصل، حيث كانت المحافظة تعاني من الدخان والسموم لمدة 11 يوما، وبعد اطفاء الحريق خرج الينا أهالي الموصل وهم يرمون علينا الجكليت ويهللون فرحا بما قدمناه، فكان الموقف رائعا".
وأُصيب عبدالحمزة في حادث الوزيرية ايضا، وعن تفاصيل هذه الاصابة يوضح لوكالة شفق نيوز، "في الساعة السابعة مساء تقريبا وأثناء مد أنبوب الاطفاء إلى نافذة بالقرب من المبنى المحترق حدث انفجار أدى إلى اصابتي في العمود الفقري وإصابة المدير العام كذلك، وتم بعدها نقلنا إلى المستشفى".
وفي 16 كانون الأول الجاري، عثرت فرق إنقاذ الدفاع المدني على بقايا عظام يرجح أنها تعود إلى مفقودين ثلاثة من عمال مبنى موقع الوزيرية للعطور في بغداد، والذي تعرّض لحريق كبير وانهيار قبل 40 يوما.
وتواصل فرق الإنقاذ، منذ مطلع تشرين الثاني الماضي، عمليات البحث عن مفقودين يقدر عددهم بـ12 شخصا من جراء الحريق الكبير الذي وقع في مبنى يستخدم كمخزن للعطور، إذ تسبّب الحريق حينها في انهيار جزء كبير من المبنى.
وعلى الرغم من مرور 40 يوما على وقوع الحريق، فإن التحقيقات لم تكشف حتى الآن بصورة واضحة عن أسبابه أو عما إذا كانت الحادثة غير عرضية.
وأحصت مديرية الدفاع المدني في العراق 13600 حريق سجلت في البلاد خلال النصف الأول من العام الجاري، 2022، مؤكدة سعيها للسيطرة على الحرائق ومنع حصولها.
وفي العام الماضي، 2021، سجل العراق نحو 26 ألف حريق، أودت بحياة ما لا يقل عن 400 شخص، فضلا عن إصابة المئات، وطاولت مستشفيات ومباني ومخازن تجارية ومجمعات سكنية، فضلا عن مئات من الهكتارات الزراعية، وخصوصا حقول القمح شمالي وجنوبي البلاد.