شفق نيوز/ وصف الفريق الأممي المكلف بالتحقيق في جرائم تنظيم داعش، يوم الجمعة، المقبرة الجماعية المعروفة بـ"قبر الأمهات" في نينوى للإيزيديين، بأنها تذكير مروع بجسامة الجرائم الإرهابية، مشيداً في الوقت نفسه بقوة وشجاعة كافة المكونات العراقية، التي أسهمت بالنصر على التنظيم الإرهابي.
وقال رئيس فريق التحقيق التابع للأمم المتحدة المكلف بالمساءلة والتحقيق في جرائم داعش (يونيتاد)، كريم خان،، في كلمته أمام مجلس الأمن الدولي، حيث قدم التقرير الخامس لفريقه، إن "قبر الأمهات" الذي اكتشفه وعاينه فريق الخبراء بمحافظة نينوى في العراق "هو بمثابة تذكير مروع بجسامة الفظائع التي ألحقها داعش بالمجتمعات البريئة في العراق".
وأضاف أن "قبر الأمهات" يحتوي على رفات أطفال ومراهقات ونساء تم إعدامهم بعد أن حددهن تنظيم داعش على أنهن قد تجاوزن سن الإنجاب، أي أنهن كبيرات في السن ولا يصلحن لأن يتخذن كسجينات.
ويوم أمس الخميس، صادف مرور ثلاث سنوات على إعلان العراق تحرير المدن والأراضي من تنظيم داعش.
وأشاد خان بـ"قوة ومرونة كافة مكونات المجتمع العراقي، والتي كانت محورية للغاية في تحقيق هذا النصر وفي اتخاذ الخطوات اللاحقة، جنبا إلى جنب مع فريق يونيتاد، لتحقيق العدالة لضحايا داعش والناجين من جرائمه".
وأشار إلى أنه شهد الشهر الماضي، مرة أخرى على قوة وشجاعة هذه المجتمعات، حيث وقف جنبا إلى جنب مع عائلات الضحايا في موقع "قبر الأمهات" في صولاغ شمال العراق، في سنجار.
وعن زيارته لـ"قبر الأمهات" قال كريم خان لمجلس الأمن: "أثناء حديثي مع أبناء وبنات وأقارب أولئك الذين رقدت رفاتهم في ذلك القبر، صُدِمت- كما شعرت في أحيان كثيرة خلال تعاطيَّ مع المجتمعات المتضررة في العراق-، بأثر الصدمة الصارخ، هذا الأثر ملموس ولا يزال قائما حتى اليوم".
وكانت الحكومة العراقية قد استأنفت أنشطة استخراج الجثث من خلال فتح مقبرتين جماعيتين جديدتين من مخلفات جرائم تنظيم داعش.
وفي هذا الصدد بدأ الخبراء العراقيون من مديرية المقابر الجماعية ومديرية الطب العدلي بقيادة الدكتور المقابر الجماعية التي خلّفها تنظيم داعش في كل من صولاغ وكوجو بمحافظة نينوى.
وكان تنظيم داعش في العام 2014، قد قتل أعداداً كبيرة من الأيزيديين في سنجار بمحافظة نينوى، وأرغم عشرات الآلاف منهم على الهرب، فيما احتجز آلاف الفتيات والنساء سبايا.
واختطف أكثر من 6400 من الأيزيديين تمكن 3200 منهم من الفرار، وتم إنقاذ البعض منهم، ومازال مصير الآخرين مجهولا.
وبحسب الأمم المتحدة، فإن الأدلة تشير إلى أن المئات من سكان قرية كوجو في سنجار قتلوا بيد تنظيم داعش، بينما تم اختطاف أكثر من 700 امرأة وطفل.
وبدأت الأمم المتحدة تحقيقها المشترك العام الماضي، لاستخراج أولى جثث ضحايا داعش حول بلدة كوجو في مارس من العام 2019.