شفق نيوز/ يحيي أهالي محافظة السليمانية في اقليم كوردستان، اليوم الاربعاء، أطول ليلة في السنة ما تسمى بليلة "يلدا".
وقال مراسل وكالة شفق نيوز، إنه جرى مراسم الاحتفال بهذه الليلة على قاعدة "الثقافي" في مدينة السليمانية حيث شهدت فعاليات ونشاطات مختلفة وبحضور جماهيري غفير .
وأكد ئاوات حسام الدين، وهي عضو اللجنة المشرفة على الاحتفال، أن ليلة "يلدا" مناسبة يتم إحياؤها منذ آلاف السنين لدى بعض الشعوب وخصوصا الزردشت، ووفق المعتقد فإن "يلدا" هي يوم ميلاد الشمس، وفيه أطول ليلة في السنة.
وأضافت لوكالة شفق نيوز، أنه يعتقد أن من يأكل ثمرة الرمان لن يتعرض طيلة السنة لأمراض، عدا ذلك يعتقد أنها جالبة للحظ، مؤكدة أن هذه الليلة تحتل في الميثولوجيا الخاصة بالشعوب وثقافاتها المتعددة، ومنها الكورد، مكانة تكاد تكون مقدسة كونها ليلة ميلاد النهار والشمس، وانتصار الخير والنور على الشر والظلام، بحسب المعتقدات القديمة.
بدوره، يشير الباحث أرسلان محمد في حديثه لمراسل وكالة شفق نيوز، ان الثابت يبقى على مر العصور أنها ليلة ملؤها الاحتفال والغناء والرقص والمرح والتفاؤل وتلاوة الأشعار وسرد القصص والسهر حتى ساعات الفجر الأولى، حيث تجتمع في كوردستان العائلات وفق طقوس أشبه ما تكون بطقوس الأعياد، لتبدأ جلسات السمر والقيل والقال وحديث الذكريات والموائد الشعبية الخاصة بهذه الليلة الباردة طقسا، لكن اللاهبة تواصلا وتسامرا وكسرا لروتين ليالي الشتاء الباردة والكئيبة، وفق تعبيره.
ويضيف "لهذا الاحتفال خلفية تاريخية وثقافية ترتكز إلى الزرادشتية التي كان يتم وفقها إحياء هذه الليلة وتقديرها من زاوية تغلب النور على الظلام، حيث يعود النهار اعتبارا من هذه الليلة كي يطغى يوما بعد يوم على الليل، قاضما من ساعاته لصالح نور الشمس".
ويردف "لطالما انعكست هذه الليلة في قصائد وأشعار وكتابات الشعراء والأدباء الكرد كونها من المناسبات الرئيسية التي يحتفل بها الشعب الكردي".
يذكر أن معظم شعوب الأرض في مشارقها ومغاربها من المكسيك إلى الدنمارك وصولا للصين تحتفي كل على طريقته بهذه المناسبة وبدء الانقلاب الشتوي الذي يقود في المحصلة إلى الربيع والشمس وما يعدان به ويحملانه من طاقة ايجابية وجمالية تبدد وجوم البرد والظلام الدامس والشتاء حيث غضب الطبيعة العاصف.