شفق نيوز/ أكد رئيس اقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني اليوم الاثنين، ان الكورد والكوردستانيين يتمتعون بتاريخ وثقافة غنية ومتنوعة.

واضاف بارزاني في كلمة بمراسم افتتاح (مركز كوردستان للفن والثقافة) في اربيل وحضرته وكالة شفق نيوز؛ أن "القمع والاذلال والمنع والحرمان والعنف والسلاح، كل ذلك عبر التاريخ وبشكل منظم، كخطة وسياسة محو ضد الكورد وكوردستان وثقافة هذا الشعب لكن  لم يتمكنوا من تدمير الثقافة الغنية لهذا البلد".

وتابع أن "سر بقاء الكورد والشعب الكوردستاني، رغم كل المآسي التي حلت بنا عبر التاريخ، هو رغبته وحبه للحفاظ على لغته وثقافته وفنه وأدبه. وقد ضرب الكورد والشعب الكوردستاني  مثالاً لا مثيل له".

ولفت إلى أنه "إذا نظرنا إلى التاريخ، نرى أنه فقط في فرص توفر الحرية، تمكن الشعب الكوردستاني صاحب لغة مفتوحة، على سبيل المثال، لم يكن لدينا الشاعر الملا الجزيري وأحمدي خاني لو لا الامارة البوتانية و لم يكن لدينا الشاعران نالي وسالم لو لا الامارة البابانية".

وأشار إلى انه "في عهد الراحل الشيخ محمود، بدأت الصحافة والكتابة الكوردية في الازدهار وفي عام واحد فقط، اندلعت ثورة اللغة والثقافة الكوردية في جمهورية كوردستان، وبعد اتفاقية 1970 و وبعد تأسيس حكومة اقليم كوردستان عام 1992 اصبحت كل الابواب مفتوحة امام اللغة والفن والثقافة الكوردية". 

ونوه إلى أن "الشيخ عبد السلام بارزاني دعا في مذكرة إلى السلطات العثمانية مطلع القرن العشرين إلى استخدام اللغة الكوردية. لقد ضربنا كل هذه الأمثلة لنقول إن اللغة والأدب والثقافة والفن والكتب والأفلام والمسرح كانت العمود الفقري لحقوقنا ومطالبنا وخرائطنا وخططنا ونؤكد أننا نؤدي ما علينا في هذا المجال".

وقال: "صحيح أننا، منذ زمن طويل، وبسبب الظروف الصعبة ونقص القدرة على التسجيل والأرشفة، فقدنا كنوزاً فنية وثقافية غنية، من آلاف الأعمال الموسيقية إلى مئات الأساطير والنصوص والمخطوطات القيمة للعلماء والأدباء، واللوحات، ولكن مع ذلك لا يزال لدينا واحدة من أغنى الفنون والثقافات في البشرية".

واضاف "نعم، لقد خلق الوضع السياسي دائمًا أولويات أخرى، ولكن لأكثر من ثلاثين عامًا بعد انتفاضة إقليم كوردستان تمت خدمة المجال الثقافي قدر المستطاع . ومع ذلك، لا يزال هناك طريق طويل لنقطعه وينبغي إيلاء المزيد من الاهتمام لجميع جوانب هذا المجال وتعزيزه على جميع المستويات".

وأكد انه "لهذا الغرض، من الضروري إجراء مراجعة جادة للسياسة الثقافية في إقليم كردستان. كما أنه من المهم جداً للجهات الرسمية وجميع العاملين في مجال الثقافة من الأفراد إلى المؤسسات المتخصصة في مجال الفنون والثقافة أن يتعاونوا بشكل مستمر للقيام بذلك، إن فننا وثقافتنا الغنية يمكن أن تُظهر للعالم وجهاً أكثر جمالاً لكوردستان".

وتابع "أن مبادرة ووجود مؤسسة مثل هذا المركز للاهتمام بالفن والثقافة، يمكن أن تقدم خدمة عظيمة وتحافظ على ثروة ثقافية قيمة للغاية لكوردستان"، مشيرا إلى ان "أرشفة ورقمنة المخطوطات والوثائق والكتب القديمة والنادرة الموجودة في المكتبات الخاصة وفي زوايا المنازل مهمة ضرورية وهامة للحيلولة دون ضياعها".

وذكر أن "التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي اتاحوا العديد من الفرص والإمكانيات ويمكن أن تكون مفيدة للغاية وتسهل أفضل عملية لتسجيل وتخزين وأرشفة تراثنا الثقافي". 

ولفت إلى ان "ما قام به هذا المركز في مناطق مختلفة من كوردستان هو بداية جيدة جدًا ويستحق الثناء والتقدير ويجب دعمه بكل الطرق"، مشيرا إلى أن "الفنان مظهر خالقي وفريقه في معهد الثقافة الكوردية قاموا بعمل عظيم وقيم. و استمروا لسنوات وحافظوا على كنز غني من الموسيقى والأعمال الفنية الكوردية بجودة وتنظيم عاليين، وأود أن أشكرهم جميعًا".

وبين أن "في هذا الصدد تعتبر ترجمة الأعمال الكوردية إلى اللغات الأخرى مهمة وضرورية،ومرة أخرى، التكنولوجيا هي مساعدة جيدة وتسهل الوصول إلى كل مكان. وكما سمعت، فقد بدأوا بتحفة الشاعر هژار  موكرياني (چێشتی مجێور) وترجموها إلى اللغة الإنجليزية. وهذا عمل جيد جدا وشكرا لكم مرة أخرى".