شفق نيوز- السليمانية

خاطب رئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني، مساء اليوم الأربعاء، طلبة الجامعة الأميركية في السليمانية، بأن مستقبل الإقليم والعراق عموماً سيُبنى بأيديهم، فيما أشاد بمختبر "بترايوس" للذكاء الاصطناعي في الجامعة.

وقال بارزاني في كلمة خلال حفل تخرّج الدفعة الرابعة عشر من الجامعة الأميركية في العراق/ السليمانية، وافتتاح مختبر "بترايوس" للذكاء الاصطناعي "AI"، وحضرته وكالة شفق نيوز، إنه "لمن دواعي سروري أن أكون في السليمانية، ويسعدني أكثر هذا المساء أن أشارككم هذه المناسبة المفرحة والمميزة، والمتمثلة في حفل تخرّج الدفعة الرابعة عشر من الجامعة الأمريكية في العراق ـ السليمانية، وكذلك افتتاح مختبر (بترايوس) للذكاء الاصطناعي (AI)، الذي يُعد خطوة رائدة تبعث الأمل نحو مستقبل علمي وتكنولوجي مشرق في كوردستان والعراق كله".

وأضاف: "بهذه المناسبة، أودّ من صميم قلبي أن أرحّب بحرارة بالجنرال ديفيد بترايوس، فأهلاً وسهلاً بعودتكم إلى العراق، إلى كوردستان. يسعدنا كثيراً أن تشاركوا معنا في هذا الاحتفال".

وتابع "باسمي وباسم الجميع، أهنئكم على نيل شهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأميركية في السليمانية. كما أشكر الجامعة على منحه هذه الشهادة، وأتمنى منكم جميعاً أن تستقبلوه بالتصفيق الحار تقديراً له".

وتابع "باسمي وباسم الجميع، أهنئكم على نيل شهادة الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأميركية في السليمانية. كما أشكر الجامعة على منحه هذه الشهادة، وأتمنى منكم جميعاً أن تستقبلوه بالتصفيق الحار تقديراً له".

وأكد بارزاني "أبارك لكم من أعماق قلبي هذا النجاح والوصول إلى اليوم الذي انتظرتموه طويلاً بعد سنوات من الجهد والمثابرة. كما أهنئ عائلاتكم وأساتذتكم الذين تعبوا وسهروا من أجلكم حتى تحققوا هذا النجاح، ونحن جميعاً فخورون بكم اليوم".

وأردف: "ما حققتموه اليوم، سواء في مرحلة البكالوريوس أو الماجستير، هو ثمرة جهد وعملٍ متواصل وبداية لمسيرة جديدة في حياتكم العملية. أنتم اليوم لا تحملون مجرد شهادة، بل تحملون أمانة عظيمة في بناء مستقبل هذا الوطن".

وشدد رئيس الإقليم: "كوردستان والعراق بحاجة إليكم: إلى علمكم، إلى أفكاركم، إلى إبداعكم، وإلى طاقتكم المفعمة بالأمل والتغيير. وأقولها بصدق: المستقبل الذي نحلم به في كوردستان والعراق لن يُبنى إلا بأيديكم أنتم. فأنتم من سيقود عجلة التنمية، وأنتم من سيؤسس لمجتمع ووطن قوي ومتطور يسوده الحرية والديمقراطية والمعرفة والتقدم".

وقال: "لقد جعلنا في كوردستان من التربية والتعليم ركناً أساسياً في بناء مجتمعنا، ونؤمن إيماناً عميقاً بأن الاستثمار في الإنسان هو أذكى وأجدى أنواع الاستثمار. إن الجامعة الأميركية في السليمانية، مثل غيرها من جامعات الإقليم والعراق، نموذج واضح على أن التعليم المنفتح على العالم قادر على إحداث تأثير إيجابي وبنّاء".

وأشار إلى أنه "لقد خرّجت هذه الجامعة عبر سنواتها أجيالاً من الشباب المثقفين الذين حملوا قيم الديمقراطية والعلم الحرّ والتفكير النقدي، وهو ما تحتاجه مجتمعاتنا لبناء مستقبل أكثر قوة وتقدماً وازدهاراً".

وأضاف أن "مختبر بترايوس للذكاء الاصطناعي، الذي افتُتح هنا في الجامعة قبل يومين، يمثل نقلة نوعية في مسيرة البحث العلمي والتطور التكنولوجي في المنطقة".

واعتبر أن "هذا المشروع الرائد، الذي يبدأ الآن باستخدام اللغة الكوردية بلهجتها السورانية وسيمتد لاحقاً إلى باقي اللهجات، ليس مجرد خطوة علمية، بل يعكس ثقة كبيرة بقدراتنا على أن نكون ليس فقط مستخدمين للتكنولوجيا، بل أيضاً منتجين ومبتكرين لها".

وتابع بارزاني "كما أنه يفتح آفاقاً جديدة أمام اللغة والثقافة الكوردية لتتقدم وتُحافظ على مكانتها، ولتصبح أكثر حضوراً في الفضاء العلمي والتقني العالمي. ومع ما تقوم به الجامعة الأمريكية في السليمانية في مجالات تكنولوجيا المعلومات (IT) والذكاء الاصطناعي (AI) والدراسات الكوردية، فإن ذلك يُعدّ إنجازاً مهماً ومصدر فخر واعتزاز".

ونوه إلى أن "وجود شباب طموحين ومتفوقين مثلكم في كوردستان، إلى جانب أساتذة أكفاء وأصدقاء أوفياء مثل الجنرال بترايوس، يجعلنا واثقين بأننا قادرون على اتخاذ خطوات كبيرة نحو عالم التكنولوجيا الحديثة".

وأكد أن "الذكاء الاصطناعي أصبح اليوم محركاً رئيسياً للتنمية في مجالات الاقتصاد والتعليم والصحة والطاقة والتنمية الشاملة. وإطلاق هذا المختبر من كوردستان رسالة أمل وقوة تؤكد إيماننا بالشباب وبالعلم، وأننا جزء فاعل من مستقبل أفضل وأكثر تطوراً".

وقال "أكرر ترحيبي الحار بصديق كوردستان والعراق، الجنرال ديفيد بترايوس. نشكره على زيارته، ونتمنى أن يرى العراق وكوردستان يسيران على الطريق الذي ناضل من أجله: وطن مستقر، ديمقراطي ومزدهر. لقد كان للجنرال بترايوس دور مهم في مرحلة حساسة من تاريخ بلدنا، وقدم دعماً كبيراً لعدة مشاريع حيوية في كوردستان والعراق".

ولفت إلى أنه "حين لم تكن الحواسيب متاحة في العراق، كان هو أول من تبرع بوقته وجهده لإرسال حاسوب إلى جامعة السليمانية، كما ساهم في إنشاء مطاري أربيل والسليمانية".

واعرب بارزاني عن أمله أن "تنطلق قريباً الرحلات الجوية من مطار السليمانية إلى تركيا ومنه إلى أوروبا والعالم، خصوصاً بعد الاتفاق الذي توصلنا إليه الأسبوع الماضي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإعادة فتح الأجواء التركية أمام مطار السليمانية".

واقترح رئيس الإقليم أن "نحمل في ذاكرتنا اسم (مطار الرئيس الراحل مام جلال)، تكريماً لذكراه، فهو كان من أكبر الداعمين لهذه الجامعة وللعراق بأسره. لقد كنت شاهداً بنفسي على مدى حرصه على تطوير الجامعة وتشجيعه للجميع على دعمها. رحم الله الرئيس مام جلال وجعل ذكراه خالدة".

وأشار إلى أن "دعم الجنرال بترايوس سيبقى دائماً موضع تقدير واحترام من شعب كوردستان. تسمية هذا المختبر باسمه ليست مجرد تكريم رمزي، بل تعبير صادق عن امتنان شعب كوردستان لصديقٍ وقف معنا في أصعب الأوقات. شكراً جزيلاً لكم جنرال بترايوس".

وأكد على أن "مفاتيح المستقبل بين أيديكم اليوم. أنتم لا تمثلون أنفسكم فقط، بل تمثلون مستقبل وطنٍ ضحّى أبناؤه من أجل الحرية والتقدم. لذلك أدعوكم أن تكونوا مبتكرين، منفتحين، ناقدين، واثقين بأنفسكم، وأن تحبوا وطنكم وتعملوا من أجله بإخلاص. لا تكتفوا بالمشاركة في العالم، بل شاركوا في صناعته".

وعبّر بارزاني عن شكره للجامعة الأميركية في السليمانية على "دورها الرائد، وآمل أن يصبح مختبر الذكاء الاصطناعي مركزاً حقيقياً للبحث والابتكار والمشاركة في بناء قاعدة علمية وتكنولوجية متينة في كوردستان والعراق والمنطقة بأسرها".

وختم رئيس الإقليم كلمته بالقول: "أنا على ثقة تامة بقدرات شباب كوردستان على أن يكونوا روّاداً ومبتكرين في هذا المجال. وأكرر تهانيّ لكم أيها الخريجون الأعزاء، ولكل عائلاتكم وأساتذتكم وموظفي الجامعة. أنتم مصدر فخرٍ لنا جميعاً، ومبعث أملٍ لكوردستان والعراق".