شفق نيوز/ كشف رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني، اليوم الأربعاء، عن عدم وجود تواصل بين الاقليم والجانب الإيراني بعد الضربة الصاروخية الأخيرة في أربيل، مبيّناً أن اقتناع طهران بوجود مقرات لإسرائيل في الإقليم يثبت ضرورة تغيير شامل لأجهزتها الاستخبارية، فيما أكد أن حزب العمال "مشكلة كبيرة" للإقليم والعراق.
وقال نيجيرفان بارزاني في لقاء مع قناتي العربية والحدث إن "علاقاتنا مع إيران علاقة قديمة، وإيران جارة مهمة لنا ونحن لا نستطيع أن نلغي هذه الجغرافيا".
وأضاف بشأن القصف الإيراني للإقليم "لنتحدث عن علاقاتنا مع إيران قبل هذه الحادثة، كنّا نعتقد أن علاقاتنا مع إيران جيدة جداً، فمن الناحية الاقتصادية، إذا نظرنا إلى الأرقام نجد أن الأرقام اقتصادياً وتجارياً كانت تتصاعد، وللسنة الثانية على التوالي كنا في إقليم كوردستان نسمح للزوار الذين يقصدون كربلاء والنجف بأن يعبروا من خلال إقليم كوردستان، وعلى صعيد الملف الأمني كان لنا تطور ممتاز مع إيران، وعندما أقول نحن اقصد العراق وإقليم كوردستان معاً".
وبيّن رئيس الإقليم "لذلك، تعد إيران بالنسبة لنا جارة مهمة، ولكن السؤال هو هل يمكن أن تسمي استهداف منزل مدني بصاروخ كروز بالصداقة؟ كيف يمكن توصيف هذا وذريعة أنه كان مقراً إسرائيلياً، ان تقوم بقصف منزل مدني داخل أربيل وتردي ثلاثة أو أربعة اشخاص شهداء من ضمنهم طفلة صغيرة، هذا التصرف لا يمكن إدراجه في خانة الصداقة. وإلا فاننا حاولنا دائماً ونحاول ان نكون عامل أمن واستقرار في المنطقة، وهكذا كنا مع إيران فيما سبق، نحن لسنا مصدرا للتهديد ضد إيران فعلاقاتنا معها علاقة تاريخية وقديمة".
وابدى نيجيرفان بارزاني تساؤلاً بالقول "لماذا تصرفت جمهورية إيران هذا التصرف مع أربيل في الوقت الذي نعتبر فيه إيران جارة مهمة ونعدها صديقة لنا، رأينا في السابق أنها صديقة لنا، لماذا فعلت ذلك؟ هذا موضع تساؤل كبير للغاية!".
وبشأن وجود مقرات إسرائيلية في الإقليم، أوضح بارزاني بالقول "فيما يتعلق بالسياسة الخارجية نحن نلتزم بسياسة العراق كدولة، عندما يتبنى العراق أي شكل للسياسة الخارجية فان إقليم كوردستان يتصرف في إطار هذه السياسة وليس بعيداً عن بغداد ولا بخلافها. ليس لدينا أي علاقات وليس هناك أي مقر للموساد في أربيل. هذه كلها ذرائع، وما قامت به إيران كجارة للعراق والتي يفترض أنها تعد نفسها صديقة، كان أكبر انتهاك للسيادة العراقية".
وتابع قائلاً "إذا كانت لدى الإيرانيين فعلاً معلومات تثبت بأن هذا الموقع كان مقراً للموساد كان بمقدورهم أن يتصرفوا بشكل آخر. كان بإمكانهم، وإن كان بدون الرجوع إلى إقليم كوردستان، أن يفاتحوا بغداد ويسلموا بغداد الاثباتات التي بحوزتهم والتي تثبت أن ذلك الموقع مقر إسرائيلي ويطالبوا في نفس الوقت بإجراء تحقيق مشترك. كان بمقدور إيران ان تفعل هذا".
وزاد رئيس إقليم كوردستان بالقول "أجزم متحدياً بانه لا يوجد أي مقر للموساد أو لإسرائيل في أربيل، وفي السابق جرى الكثير من الحديث عن مثل هذه الأمور بشأن إقليم كوردستان وتم تصوير إقليم كوردستان على أنه إسرائيل. لماذا هو إسرائيل؟ لم لا نكون فلسطين ولماذا نكون إسرائيل؟ حقوقنا تنتهك ونحرم من حقوقنا ومستحقاتنا، فلماذا ليس إقليم كوردستان كفلسطين؟".
وبشأن سبب توجيه إيران هذه الضربات للإقليم، فقد بيّن رئيس الإقليم بالقول "لا أجد أي تفسير لذلك عدا كونهم يمتلكون الصواريخ وبمقدورهم قصفنا ويفعلون ذلك، والا ليس هناك أي مبرر لذلك ولا أي دليل يسوّغ لذلك، وإذا كان لدى الإيرانيين معلومات تفيد بأن هذا الموقع كان مقرا للموساد فهذه كارثة كبيرة للمؤسسة الاستخباراتية الإيرانية وعليهم أن يعيدوا النظر في جميع مؤسساتهم الأمنية".
وأورد بارزاني حادثة جمعته مع قاسم سليماني بهذا الشأن، مبينا ان "في الماضي، وفي أيام قاسم سليماني كانت هذه المشاكل نفسها موجودة، جاءني ذات مرة وكانت معه مجموعة من الاشخاص تابعين للمؤسسات الاستخباراتية الإيرانية وقالوا: إن معلومات مؤسساتنا الاستخباراتية تقول بأن عندكم في مكان ما داخل كوردستان مركز تنصت على إيران! فقلت له مباشرة: يا جنرال، بينما نحن جالسون الآن هنا، ليذهب الذين يدّعون هذا من فورهم، ويحققوا في ذلك ويتأكدوا هل هذا صحيح أم لا؟، وفعلاً فعلوا ذلك وتبين أنه لم يكن له أي اساس من الصحة. هذه المرة أيضاً كان بمقدورنا ان نحل هذه المشاكل بنفس الأسلوب".
وعاود بارزاني التساؤل بالقول "السؤال الذي يثير عندنا الاستغراب والتعجب هو لماذا فعلت إيران ذلك؟ لا نعلم السبب حتى الآن، لكننا متأكدون تماماً أنه لم يكن هنالك أي مقر إسرائيلي ولا أي شخص إسرائيلي".
وبشان التواصل بين الإقليم والجانب الإيراني بعد الضربة الصاروخية، فقد أوضح رئيس الاقليم "لم نتواصل، لكن رئيس مؤسسة الأمن القومي الإيراني زار بغداد وتحدث مع رئيس الوزراء ومع مستشار الامن القومي العراقي قاسم الأعرجي، ولكن كإقليم كوردستان لم يكن هناك أي اتصال بيننا".
العلاقة مع تركيا وحزب العمال
وبشأن وجود ترتيب بين أربيل وأنقرة عندما توجه تركيا أي ضربات لحزب العمال الكوردستاني في الإقليم، أوضح بارزاني ان "حزب العمال صداع كبير لإقليم كوردستان وللعراق أيضاً. هؤلاء لا يقيمون وزناً للمؤسسات الشرعية لإقليم كوردستان ويهددون تركيا انطلاقاً من أراضينا، بينما نرفض تماماً مبدأ تحويل أراضي إقليم كوردستان إلى مصدر تهديد لجيراننا سواء أكان هذا الجار تركيا أم إيران".
وأضاف "لا يمكن أن يتخذ معارضو هذه الدول من إقليم كوردستان منطقة آمنة لخلق المشاكل لهذه الدول، من المؤسف جداً أن حزب العمال (PKK) يلعب دورا سلبيا جدا في هذا السياق ويستخدم المناطق الجبلية لإقليم كوردستان ويحاول خلق المشاكل لتركيا. هذا غير مقبول مطلقاً من جانبنا".