شفق نيوز/ اكد رئيس اقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني يوم السبت إن التعددية الدينية عززت من قوة إقليم كوردستان.
جاء ذلك خلال كلمة القاها بارزاني اثناء مشاركته في مراسم افتتاح الكاتدرائية البطريركية لكنيسة المشرق الاشورية باربيل.
وقال بارزاني ان "اقليم كوردستان لن يتخلى عن التعايش استقبل الآلاف من المسيحيين بعد تعرض مناطقهم لهجمات داعش الذي ارتكب الكثير من العنف ضد المسيحيين".
واضاف ان "المسيحيين جزء أساسي من جمال التعايش السلمي في اقليم كوردستان حيث ان التعايش أصبح ثقافة متينة لم يتمكن أي نظام من تقويضه رغم مؤامراتهم واصبح ايضا محل قوة لنا جميعا ومحل احترام العالم".
وتابع ان "هذه المنطقة كانت مكانا للتعايش ولكن القوى الخارجية للاسف مارست العديد من الابادات الجماعية"، مؤكدا ان "اقليم كوردستان وبكل فخر تحول الى ملاذ للمسيحيين".
وأشار بارزاني "بهذه المناسبة نستذكر بتقدير وإكرام المرحوم قداسة البطريرك مار دنخا الرابع الرئيس الأسبق لكنيسة المشرق الآشورية الذي قرر نقل الكرسي الكهنوتي من أمريكا إلى أربيل، لكن للأسف لم يمهله الأجل فتوفي قبل إنجاز ذلك. طابت ذكراه ونأمل أن يُسعد افتتاح هذه الكاتدرائية روحه".
واعتبر أن "هذا القرار كان قراراً شجاعاً جداً، وكان دعماً كبيراً لكوردستان، بنى ثقة المسيحيين وأقنعهم بالبقاء هنا في بلدهم والثقة به وعدم الهجرة منه. وقبل ذلك في العام 2014 عندما كان داعش قد احتل مساحات من أرض كوردستان والعراق عموماً وقسماً من سوريا، اتجه عدد كبير من المسيحيين وغيرهم إلى إقليم كوردستان".
وأضاف "أنا على ثقة أن هذا المجمع الجميل سيصبح مركزاً آخر لتعزيز عقيدة ومشاعر التعايش في إقليم كوردستان وفي العراق، وحافزاً آخر للبقاء وعدم الرحيل عن البلد. كوردستان جميلة بتعدديتها الدينية والمكوناتية، والمسيحيون جزء رئيس من جمال التعايش في كوردستان".
ولفت الى أنه "بعد انتفاضة 1991 وتشكيل برلمان كوردستان، كانت ضرورة تمثيل المسيحيين والتركمان في برلمان وحكومة إقليم كوردستان من القرارات الرئيسة، ومنذ ذلك الوقت وإلى وقتنا هذا وإلى جانب الاهتمام باللغة الكوردية كان هناك اهتمام باللغتين السريانية والتركمانية وبدأ الأطفال المسيحيون والتركمان في هذا الإقليم يدرسون ويتعلمون بلغتهم".
وأكد بارزاني "الحرية التي تحققت في إقليم كوردستان كانت سبباً لانتعاش كل قوميات وأديان ومكونات كوردستان. هذا التعايش جعل كوردستان مريحة لنا وجميلة في نظر العالم، ولن نتخلى عن تعزيز هذا التعايش وسنزيد من توطيده".
ونوه رئيس الإقليم إلى أن "منطقتنا التي عرفت تاريخياً باسم ميزوبوتاميا، كانت مركزاً كبيراً لنشأة الحياة والإنسانية والحضارة. كانت منطقة مختلطة ومتنوعة القوميات. لقد كانت ميزوبوتاميا بحق حديقة مزدانة بالأمم. لكن المؤسف أنه نتيجة للغزوات الخارجية، شهدت المنطقة عمليات إبادة جماعية كبرى. لكن رغم ذلك، صمدت التعددية القومية والدينية في كوردستان ولم تندثر، بفضل تحول قومياتها ودياناتها إلى دروع يحمي أحدها الآخر".
وشدد على أن "تاريخ التعايش في كوردستان موغل في القدم، وقام عدد من القادة التاريخيين بتحديثه وتقويته في مراحل كثيرة، مثلما كتب الرئيس مسعود بارزاني يقول إن هذا التعايش تم تعزيزه في مطلع القرن الماضي بين الشيخ عبد السلام بارزاني، ومار بنيامين شمعون، وأندريانيك باشا".
ونبه إلى أن "هجمات تنظيم القاعدة الإرهابي أدت إلى نزوح عشرات آلاف المسيحيين إلى إقليم كوردستان، وفي حزيران 2014 ونتيجة هجمات إرهابيي داعش على محافظة نينوى، قصد 150 ألف مسيحي بين ليلة وضحاها إقليم كوردستان وما يزال 40% من هؤلاء النازحين لم يعودوا إلى ديارهم في محافظة نينوى ويقيمون في إقليم كوردستان".
وبين ان "قضاء عينكاوا الآن واحد من كبرى مدن المسيحيين في الشرق الأوسط، حيث يعيش 86 ألف مسيحي. وحظيت عينكاوا في كل وقت باهتمام خاص من لدن حكومة إقليم كوردستان ونظر إليها أهالي كوردستان دائماً بعين التقدير والاحترام".
وختم بارزاني بالقول؛ إن "التقدم والنجاح لا يتحققان من خلال التلون بلون واحد. التعددية هي التي أنتجت التقدم للعالم وللإنسانية. أما الحروب القومية والدينية والطائفية فقد دمرت الكثير من البلاد وسببت تخلّفها. في حين أن الشعوب التي تنعم بالتعايش السلمي القومي والديني ملأوا بلادهم والعالم بالتقدم التكنولوجي والحضاري وواضح بجلاء أن طريق التقدم للبلاد والرخاء للشعوب يتمثل في السلام وقبول الآخر والتعايش. لقد اخترنا نحن الطريق الصحيح وطريق الرب عندما آمنّا بالتعايش".