شفق نيوز/ أثَّر استمرار هبوط قيمة الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي منذ العام الفائت على حياة الكثيرين من ذوي الدخل المحدود في منطقة الإدارة الذاتية شمال شرق سوريا.

وانخفضت القدرة الشرائية لذوي الدخل المحدود بشكل كبير مع تجاوز قيمة صرف الدولار الأمريكي الواحد 3900 ل.س خلال اليومين الماضيين.

ويتقاضى الموظفون في مؤسسات الإدارة الذاتية 200 ألف ليرة سورية (52 دولارا تقريبا) شهرياً فيما يتقاضى الموظفون في مؤسسات الحكومة السورية وسطياً 50 ألف ليرة سورية أي ما يعادل (13 دولار تقريبا).

في أحد محال البقالة يتجول حسن رشو وهو موظف لدى الإدارة الذاتية في مدينة القامشلي بعينيه بين لوائح الأسعار المعلقة على المواد الغذائية ويقول "ادفع شهرياً 50 ألف ليرة ثمن إيجار المنزل الذي أقيم فيه وادفع 12 ألف ليرة ثمن للكهرباء وما يتبقى من راتبي لا يمكنني من توفير المواد الأساسية لأسرتي وأطفالي الثلاثة لأول أسبوع من الشهر".

ويضيف رشو في حديثه لوكالة شفق نيوز أن "أسعار المواد الغذائية ارتفعت بشكل كبير فشراء بعض المواد الرئيسية بداية الشهر من شاي ورز وسكر وزيت وسمن وبرغل وسفط بيض يقدر بـ 100 ألف ليرة سورية".

"لقد تراكمت علي الديون ولا املك حلول في مواجهة هذا الوضع الكارثي، يجب على الإدارة الذاتية زيادة رواتبنا فلقد كنا نتقاضى قبل عامين ما يعادل 120 دولار شهرياً واليوم نتقاضى 50 دولاراً" بهذه الكلمات ينهي رشو حديثه ويكمل بحثه بين انواع الرز عن ارخصها.

من جانبه يقول آزاد علي وهو صاحب محل لبيع المواد الغذائية في حي الكورنيش بمدينة القامشلي لوكالة شفق نيوز أن "أسعار المواد الغذائية تأثرت من جهة بارتفاع سعر صرف الدولار وعدم استقراره وتأثرت أيضا برفع التجار لقيمة هذه المواد بالدولار ايضاً، فبعض المواد كالزيت تضاعف سعرها بالدولار ايضاً بحجة مصاريف الشحن وتدهور قيمة الليرة التركية كون اغلب البضائع مصدرها تركيا".

ويقول علي أن سعر المواد الغذائية ارتفعت بنسبة 500% مقارنة ببداية العام 2020 حيث وصل اليوم "سعر الزيت 4 لتر إلى 25 ألف ل.س وكيلو الرز الواحد يتراوح بين 3-5 آلاف ليرة وكيلو الشاي يتجاوز 20 ألفا، وكيلو السكر يباع بأكثر من ألفي ليرة سورية فيما وصل سعر سفط البيض إلى 8 آلاف ".

وتخطى سعر صرف الليرة السورية الأسبوع الماضي حاجز 4000 ليرة مقابل الدولار الأمريكي في أدنى قيمة على الإطلاق تسجلها العملة السورية ما القى بظلاله على الوضع الاقتصادي المتدهور في الأساس وساهم بموجة ارتفاع جديدة في أسعار المواد والبضائع.

ويعيش غالبية السوريين تحت خط الفقر، وفق الأمم المتحدة فيما يعاني 12.4 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي، وفق برنامج الأغذية العالمي.