شفق نيوز / تزينت المساجد في السليمانية واحتضنت صلاة "عيد الأضحى" هو العيد الثاني للمسلمين بعد عيد الفطر، وفي هذا اليوم، يجهز المسلمون الأضاحي لمن يقدر على ذبحها، كما يرتدون الملابس الجميلة ويطهون الحلويات، وغيرها من مظاهر البهجة.
واليوم العاشر من شهر ذي الحِجَّة في كل عام هجري، هو أول أيام عيد الأضحى، الذي يحتفل فيه المسلمون من الحجاج وغير الحجاج في شتى بقاع الأرض، ويستمر لمدة أربعة أيام، حيث ينتهي في اليوم الثالث عشر من ذي الحِجَّة.
ذبح الأضاحي
ماموستا حامد، مواطن من أهالي السليمانية تحدث لوكالة شفق نيوز، بالقول: "في صباح يوم العيد يبتهج المسلمون في السليمانية ويتجهون لأداء صلاة العيد في الصباح التي تُقام في المساجد الكبيرة والساحات الواسعة؛ لتستوعب أكبر عدد منهم".
ويتبادل المسلمون التهاني في يوم العيد ويلزمون ترديد تكبيرات العيد، وبعد أداء صلاة العيد يتجه المسلمون لذبح الأضحية التي جهزوها لهذا اليوم المبارك.
وتُقسّم الأضحية إلى ثلاثة أجزاء، يُطهى الثلث الأول ويأكل منه أهل البيت والعائلة مجتمعين، ويوزع الثلث الثاني على الفقراء والمحتاجين ليشاركوا القادرين في الاحتفال بالعيد، أما الثلث الأخير فيُوزع على الأهل والأصدقاء والأقارب حتى إذا كانوا ميسوري الحال.
زيارة وسياحة
بدوره، قال كامران أحمد، للوكالة، إن أهالي كوردستان عموما يحرصون على تبادل الزيارات في عيد الأضحى، كما تنشط حالة النزهة في الأماكن التي توجد فيها البحيرات كمصايف (دوكان، كونه ماسي، أحمد آوه وغيرها)، برفقة أفراد العائلة ومن حل عليها ضيفا في العيد.
ولفت أحمد، إلى عادات متوارثة أيضاً في السليمانية، من بينها أن "يحمل الشخص الذي يزور أقاربه جزءاً من الأضحية حتى تكون بمثابة هدية، وبما أن بعض الناس الذين يعانون عسراً مادياً قد لا يستطيعون شراء الأضحية، فإن مبادرات مدنية وخيرية تنشط قبل التضحية، حتى تكون الأسر كافة قادرة على ذبح أضحيتها، في صباح العيد، حتى لا يكون هناك من يشعر بالنقص.
أجواء البهجة
أما مريم حسين، فنوهت خلال حديثها للوكالة، إلى منصات التواصل الاجتماعي التي تضج بصور احتفالات عيد الأضحى، والتهاني والتبريكات، فيطل أغلب المستخدمين بصورهم وهم يرتدون ألبسة تقليدية في إقليم كوردستان.
وإذا كان البعض ينشرون صورهم وهم في أتم الأناقة، بينما يرتدون الزي الكوردي التقليدي، فإن آخرين يشاركون صورا لهم وهم يقومون بعملية توزيع الأضاحي، تقول مريم.
ويجري اغتنام منصات التواصل الاجتماعي أيضاً لتبادل التهاني، ولا سيما في ظل عدم إمكانية زيارة الجميع، فيما يقول منتقدون إنه لا بديل عن التهاني الأكثر دفئاً، لأن العالم الافتراضي لا يكفي لأجل عيش أجواء هذه المناسبة.
ورغم النقاش الذي يثار غالباً إزاء هذه الصور، ينظر إليها كثيرون إلى أنها بمثابة لوحة جامعة ومعبرة عن طقوس أهالي كوردستان وتقاليدهم العريقة في الاحتفال بعيد الأضحى، دون الاكتراث لمتغيرات المجتمع، ودون أن تمس أصالتهم، بحسب مريم.
وجبة الإفطار
أما عن وجبة الإفطار التي يحرصوا على تناولها في الصباح، أشارت مرية إلى أنها تتكون من التمن (الرز) والمرق المكون من أنواع، الفاصولياء، والقيسي (الطرشانة)، والبامية، "وهذه الوجبة المعروفة بأنها وجبة غداء، لكن أهالي السليمانية يتناولونها في الصباح".
من جانبها، أوضحت بشرى مصطفى، لوكالة شفق نيوز، أسباب تناول وجبة طعام دسمة وغير مُحددة في الصباح، لافتة إلى أن ذلك "جزء من تغيير الطقوس الصباحية، والشعور بأنه يوم غير كل الأيام.
ونوهت مصطفى، إلى أنها عادات قديمة أُخذت من الآباء والأجداد، ولا تُعرف لها مناسبات أو تواريخ مُعينة، لكن في الأغلب هي طقوس توجيب العيد والمهنئين في أول أيامه.
ويُشترط في هذه الوجبة، بحسب بشرى مصطفى، ألّا تكون خالية من اللحوم، وكذلك الحشو الموزع فوق التمن (الرُز)، وعادة ما يكون مكوناً من اللوز والكشمش.