شفق نيوز/ عبر السياسي الكوردي الايراني الدكتور رحيم فرهمند، يوم الثلاثاء، عن دهشته لممانعة السلطات الايرانية للاستجابة لطلب لفيف من الكورد القاطنين في طهران بتأسيس حزب سياسي ليدافع عن حقوق الشعوب والأقوام الايرانية كحق دستوري وإنساني، لافتا الى ان التوجه السياسي الايراني لازال بالرؤية الاحادية (دولة واحدة - شعب واحد) ولم يستطع التخلص من هذا التخندق.
وقال فرهمند في مقابلة مع وكالة شفق نيوز حول تأسيس حزب كورديّ في إيران انه "يجب علينا قبل كلّ شيء أن نستذكر المهندس الخالد بهاء الدين أدب من مؤسّسي هذه الجبهة ومنظّرها، نعم، فقبل خمسة عشر عامًا، كنّا نتحدّث عن (الجبهة الكورديّة المتّحدة) ولنقول للدولة الإيرانيّة: وكأيّ مواطن إيرانيّ، وكأيّ كيانٍ مدنّيّ صاحب هويّة، نريد أن نشاركَ بمشروع الدفاع عن حقوق الشعب والأقوام الإيرانيّة، ونحن وعلى الصعيدين الدستوريّ والإنسانيّ على استحقاق بهذه القضيّة".
واضاف فرهمند انه "ليس بالشيء العجائبيّ أو الغريب أو المخالف أن نطالب بالحقوق الطبيعيّة لكلّ مواطن إيرانيّ، وقد جاءت هذه الدعوة بعد خمسة عشر عامًا من الجهود، رغم أنّ أصحاب السلطات والمتنفّذين في إيران الإصلاحيّين منهم والأصولييّن لا يريدون التخلّص من سيطرة الأثرياء وأصحاب رؤوس الأموال على الرؤية السياسيّة في إيران".
وتابع بالقول "نحن نسعى إلى تحقيق الإدارة الذاتيّة في عمل الدولة، وكما يبدو أنّ التوجّه السياسي الإيرانيّ مازال متأثّرًا بالرؤيّة الأحاديّة (دولة واحدة- شعب واحد) ولم يستطع التخلّص من هذا التخندق".
وبسؤاله عن سبب العمل في إطار الجبهة الكورديّة المتّحدة، أجاب فرهمند بالقول: "ذلك كيان يؤدّي أعماله، الهدف من هذا الأمر إتمام تلك الأمنيات الّتي سعينا لأجلها منذ خمسة عشر عامًا مضت، حيث تجمّعت عصبة من المخلصين من كوردستان في طهران، واقترحنا أن نؤسّس حزبًا باسم (حزب السلام) أو (الحرّيّة) وكان ذلك في عام 2001 أي قبل مايقارب العشرين عامًا، وقدّما المقترح إلى وزارة الداخليّة، ولكنّها رفضت المقترحين معًا، ولم نحصل على شيء" نافيا علمه لسبب هذا الرفض.
واردف بالقول انه: "بعد ذلك بأربعة اعوام، أصبح المهندس الخالد بهاء الدين أدب ممثّلًا عن مدينة سنندج في محافظة كوردستان في الدورة السادسة من البرلمان الإيرانيّ، وقد أحاط به مجموعة من كورد طهران، وأخبرونا بأنّ الأحزاب تحتاج إلى إجازات، فدخلنا في دوّامة من المعاملات الورقيّة، ولم نحصل على شيء، فتساءلنا فيما نفعل وما لا نفعل، إلى أن قيل لنا أنّ تأسيس الجبهة لا يحتاج إلى شيء، لذلك أطلقنا عليه اسم ( الجبهة الكورديّة المتّحدة)".
وعن رؤيته المستقبلية للعمل السياسي الذي يقومون به قال: "لقد رأيت كيف أنّنا أهدرنا في تلك السنين الخوالي المزيد من الطاقات بلا جدوى، لذلك نقول: يجب أن يكون لنا الحقّ في وجود حزب مُجاز، حزب ذي هويّة، حزب صريح وواضح، الجميع يفهم أهدافه، ولا ينبغي أن ينظروا إلينا بعين الشك والريبة، فإذا قمنا بأعمالنا في خدمة الشعب الكورديّ بكلّ انسيابيّة وامان، سنكون عونًا لهم"، مشيرا الى "أنّ ما لا يقلّ عن العشرة بالمائة من سكّان طهران هم من الكورد، وأكثر من عشرين بالمائة من المواطنين الأيرانيّين هم أيضًا من الكورد، ونسعى لانّ نكونَ عونًا في تخفيف أعبائهم، ونحمل عبئنا بأنفسنا عنهم، بل يجب أن يكونوا سندًا لنا للقيام بهذا العبء عنهم".
وعن سبب تحمل كل هذا العبء أجاب فرهمن "لأنّنا نؤمن بالعمل المدني، ونريد على قدر وجودنا أن تكون لنا يد في المشروع المدني في إيران وطهران، ونحن نريد أن ندفع هذه الطبقة من طهران وإيران إلى التقدّم".
ورداً على تساؤل مفاده: ما هو نداءكم الأخير؟ اجاب: "لست أدري بأيّ لغة يجب أن أنادي؟ أيّها الأخوة، أيّتها الأخوات، يا أصحاب السلطات، نحن لا نشكّل أيّ تهديد أو خطورة على أخوتنا وأخواتنا، هكذا أقولها بلغتي البسيطة: نريد سندًا للمستقبل، أريد أن أذكّرهم بقول الإمام علي (لا تكرهوا أولادكم على زمانكم فأنّهم مخلوقون لزمان غير زمانكم)، عليكم أن تعوا بأنّا قد تبدّلنا مع الزمن، وهم أيَضًا يجب أن يغيّروا رؤيتهم، وينظروا إلى أفعالنا وانتقاداتنا بعين الثقافة والمجتمع والسياسة".
واختتم حديثه بالقول "نريد من الحكومة أن يتخلّصوا من أفكارهم القديمة، وأقول لهم ما يأتي:
1/ انّ الكورد ليسوا إنفصالييّن، فمن قال ذلك فهو لا يعرف الكورد في الحاضر، ولم يكن يعرف الكورد في الماضي أيضًا، ومازال عالقًا في عقليّة النظام البهلوي، ومن الظلم أن تحاول أن تتقدّم إلى الأمام، فيدفعونك إلى الوراء.
2/ نحن نريد أن نزيل عن أنفسنا الضعف والأخطاء، ونريد أن نعرّف أنفسنا كما نحن فعلًا لكلّ شركائنا في الوطن.
3/ تلك التصرّفات العشوائيّة للثوريّين لم تعد مناسبة لهذا العصر، خاصّة بعد أربعين عامًا من الثورة، وهكذا بالنسبة لنا نحن الكورد، لقد تخلّينا عن تراكمات تلك الأزمنة".