شفق نيوز/ أطلقت لجنة الدفاع عن حقوق المعلمين والموظفين في السليمانية، يوم الخميس، دعوة عامة للمشاركة في تظاهرات شعبية مطلع الأسبوع المقبل، احتجاجاً على تأخر صرف رواتبهم للشهرين الماضيين، وسط تزايد الغضب من عدم تلبية حقوقهم المشروعة رغم أدائهم لواجباتهم الوظيفية.

ودعا عضو اللجنة زانا غريب، في مؤتمر صحفي حضرته وكالة شفق نيوز، جميع المعلمين والموظفين في السليمانية إلى المشاركة الفاعلة في التظاهرات المقررة يوم السبت.

وقال غريب "لم نتسلم رواتبنا لشهري تشرين الأول/ أكتوبر وتشرين الثاني/ نوفمبر الماضيين، رغم أننا أدينا واجباتنا بأتم صورة. هذا ظلم واضح ومخالفة لمبدأ الحقوق والواجبات".

وأوضح أن اجتماعاً سيُعقد صباح يوم السبت قبل الساعة العاشرة، يضم أعضاء لجنة الدفاع عن حقوق الموظفين والمعلمين، لوضع آلية وتحديد أوقات التظاهرات.

وأضاف أن التظاهرات ستنطلق في تمام العاشرة صباحاً أمام مديرية تربية السليمانية.

وتأتي هذه الدعوات في ظل تصاعد الاستياء بين الموظفين والمعلمين في إقليم كوردستان بسبب التأخير المتكرر في صرف الرواتب.

وتشكل التظاهرات فرصة للتعبير عن معاناتهم والمطالبة بحقوقهم المشروعة، في وقت تعاني فيه شريحة واسعة من المواطنين من تبعات اقتصادية واجتماعية جراء هذه الأزمات.

يشار إلى أن الموظفين في إقليم كوردستان يواصلون احتجاجاتهم لليوم التاسع والأربعين على التوالي، بسبب عدم صرف رواتب شهر تشرين الأول/ أكتوبر، مما أثار موجة من الإضرابات في المدارس والمؤسسات بمحافظة السليمانية، وخاصة في منطقة رابرين، حيث أعلن مجلس المعلمين المحتجين أمس الأربعاء، استمرار الإضراب حتى تحقيق مطالبهم.

وخلال الأيام الماضية، شهدت السليمانية تصعيداً في الإضرابات داخل المدارس والمؤسسات الإدارية، مع تأكيد الموظفين والمعلمين المحتجين أنهم لن يعودوا إلى أعمالهم قبل صرف الرواتب.

وقال عضو مجلس المعلمين المحتجين في السليمانية، عثمان كولبي، في تصريح لوكالة شفق نيوز "الإضراب الذي يعم العديد من المدارس أدى إلى غياب كامل للمعلمين والطلاب عن الصفوف الدراسية في مختلف المراحل التعليمية"، مشدداً على أن "هذا الحراك يعكس وعياً ذاتياً لدى المعلمين بعيدًا عن أي تدخل سياسي أو خارجي".

وأضاف كولبي "إذا حُلّت أزمة الرواتب وعاد المعلمون إلى قاعات الدراسة، فسيثبت أن قرار الإضراب لم يكن سياسياً أو مرتبطاً بأي أجندات خارجية، حيث أن تأخر الرواتب فاقم من معاناة الموظفين والمعلمين الذين باتوا يعانون من تراكم الديون وصعوبة تلبية احتياجاتهم الأساسية".

وفي سياق متصل، أصدر مجلس المعلمين المحتجين في منطقة رابرين بياناً اطلعت عليه وكالة شفق نيوز دعا فيه الموظفين والمعلمين إلى اتخاذ موقف حازم تجاه "تجاهل السلطات"، مؤكدين "من حقنا أن نتقاضى رواتبنا في موعدها كل 30 يوماً، وأي تأخير يجب أن يُواجه بالمقاطعة".

وقبل عدة أيام، أعلنت بغداد تحويل مبلغ 761 مليار دينار إلى حساب وزارة مالية الإقليم كجزء من مستحقات رواتب شهر تشرين الأول/ أكتوبر، ومع ذلك، لم يتم تسليم الرواتب حتى الآن بسبب خصم 235 مليار دينار من المبلغ الإجمالي، ما أدى إلى عجز وزارة المالية في الإقليم عن صرف المستحقات.

يُشار إلى أن هذا التأخير في الرواتب يُعد من أبرز القضايا التي تواجه الإقليم، حيث يثير قلقاً متزايداً بين الموظفين الذين يعتمدون على الرواتب الشهرية لتلبية احتياجاتهم الأساسية. وحتى الآن، لم تُحدد وزارة مالية الإقليم موعداً رسمياً لصرف رواتب شهر تشرين الأول/ أكتوبر.