شفق نيوز/ سجّلت مناطق في إقليم كوردستان، إصابات متسارعة ببكتيريا الكوليرا التي عادةً ما تنتشر عن طريق الماء الملوَّث، وتتسبَّب في الإصابة بإسهال وجفاف شديد، وإذا لم يتم علاجها، فإنها يمكن أن تكون قاتلة خلال ساعات، حتى لدى الأشخاص الذين كانوا أصحَّاء.
وأكدت مديرية صحة ادارة گرميان المستقلة في اقليم كوردستان، أمس الخميس، تسجيل أول حالة إصابة بمرض الكوليرا، بعد أن أعلنت عن تسجل أكثر من 165 حالة إصابة بـ"الإسهال" خلال الـ24 ساعة الماضية.
دعوة لتوخي الحيطة والحذر
وفي موازاة ذلك، أعلن مدير عام صحة السليمانية، صباح هورامي، في اليوم نفسه، عن تسجيل 10 إصابات بمرض الكوليرا، مشيراً إلى أن المرض موجود سنوياً في المحافظة وفي أنحاء العراق كافة، داعياً السكان إلى أخذ الحيطة والحذر خلال الشهرين المقبلين.
ومع تزايد حالات الإصابة بـ"الاسهال" في السليمانية، وصلت أول أمس الأربعاء، وفود مشتركة من وزارة الصحة الكوردستانية ومنظمة اليونسيف العالمية إلى المحافظة، للوقوف على أسباب حالات الإصابة تلك .
يأتي ذلك بعد أن أعلنت مديرية صحة السليمانية بإقليم كوردستان، في (27 آب الماضي)، زيادة ملحوظة في أعداد المصابين بحالات الإسهال والتقيؤ.
ما هي الكوليرا؟
ويعرّف الدكتور عبدالحميد سالم البراك، اختصاصي الأمراض الجلدية والحساسية والتناسلية والعقم والتجميل، الكوليرا، بالقول: هي مرض بكتيري ينتشر عن طريق الماء الملوّث تسببه بكتيريا تسمى (فيبريو كوليرا).
ويوضح الدكتور البراك خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "المرض تم القضاء عليه في دول العالم المتقدمة، بسبب آلية الصرف الصحي، وتنقية وتعقيم ومعالجة المياه وتدويرها، وخاصة مياه الصرف الصحي، الا أنها لا تزال منتشرة في الدول النامية، ودول الشرق الأوسط، وجنوب شرق آسيا".
ومن أعراض المرض - بحسب الدكتور البراك - هي "الإسهال المائي يشبه مياه الأرز، والغثيان، والتقيؤ، وفقدان الوزن، وقد يسبب الجفاف، وغور العينين، والإرهاق والعطش الشديدين، وذبول الجلد، وعند قرص الجلد خاصة في منطقة البطن لا يعود إلى خاصيته الطبيعية إلا بعد فترة طويلة، ما يدل على حدوث الجفاف".
ويتابع في حديثه عن الأعراض، "ثم تحدث تقلصات شديدة في البطن، تسبب نقص الصوديوم والكالسيوم والبوتاسيوم، وقد تؤدي هذه المضاعفات إلى حدوث انخفاض شديد في الضغط، وقلّة الأوكسجين، وبالتالي حدوث الصدمة، وإذا لم يتعالج المريض بالسرعة الممكنة فقد تؤدي إلى حدوث الوفاة، بسبب الفشل الكلوي، أو بسبب توقف القلب المفاجئ".
انتقال المرض
أما مصادر نقل المرض، فهي، وفق الدكتور البراك، "المياه عن طريق سطح التربة الملوّثة، أو مياه الآبار، وخاصة الموجودة في المجمعات السكنية المزدحمة، والأشخاص الذين يأكلون المأكولات البحرية غير المطبوخة جيداً، أو النيئة، أو الفواكه والخضروات الملوّثة بمياه الصرف الصحي، أو الحبوب التي تتعرض إلى رطوبة عالية تساعد على نمو البكتيريا".
وفيما يتعلق بالأشخاص الأكثر خطورة، فهم "كبار السن، والحوامل، ومرضى السكري والسرطان، والأطفال، والذين يستخدمون المرافق الصحية الرديئة، والأشخاص الذين لديهم ضعف في حموضة المعدة، أو بسبب العدوى المنزلية من شخص لآخر"، بحسب الدكتور البراك.
طرق الوقاية
وعن طرق الوقاية، يؤكد، أن "للوقاية من المرض، ينبغي العناية بالمرافق الصحية، وبوسائل الصرف الصحي من ناحية التنقية والتدوير والتنظيف، ومعالجة المياه قبل إرسالها إلى الأنهر، وغسل اليدين بالماء والصابون باستمرار".
ويضيف الدكتور البراك، "وكذلك شرب الماء النقي والمعقم، واذا لم يتوفر الماء المعقم، فيجب غلي الماء لفترة نصف ساعة، والتأكد من عدم تلوّث الطعام والشراب والأسماك ببكتيريا الكوليرا".
يشار إلى أن منظمة الصحة العالمية، قالت في مارس / آذار الماضي، إنها قيمت خطر الإصابة بالكوليرا على المستوى العالمي بأنه مرتفع للغاية، بسبب الزيادة في عدد حالات تفشي المرض، وتوسعها الجغرافي.
وبحسب المنظمة، فإن الغالبية العظمى من البلدان المتضررة من تفشي وباء الكوليرا موجودة في أفريقيا والشرق الأوسط.
ويعاني العراق من شح في موارده المائية بسبب تراجع إطلاقات مياه نهري دجلة والفرات من تركيا، دولة المنبع، ما جعل المياه الواصلة إلى بعض المحافظات على درجة عالية من الملوحة والتلوث ولا تصلح للاستخدام الآدمي.
ولأول مرة في تاريخه، أعلن العراق هذا الأسبوع إطلاق أول مشروع لتحلية مياه البحر لاستخدامها للشرب في محافظة البصرة، جنوب البلاد.