شفق نيوز / مع بدء العام الدراسي في إقليم كوردستان، شرعت الأُسر الكوردية بالتبضع لتوفير الملابس والقرطاسية لأبنائها الطلبة، استعدادا للسنة الدراسية الجديدة، إذ شهدت أسواق السليمانية الخاصة بالملابس والحقائب المدرسية والقرطاسية حركة دؤوبة.
وشكت الأسر الكوردية، من ارتفاع الأسعار ورداءة البضائع، فيما أشار أصحاب المحال المخصصة لهذه المستلزمات، إلى أنهم مجبرون على استيراد أغلب الملابس والمواد القرطاسية من الصين، لأسباب عدة أهمها ضعف الإنتاج المحلي.
وكالة شفق نيوز، أجرت جولة في سوق السليمانية، ونقلت عن رجل قادم من هورمان وهو يدير محلاً لبيع ملابس الأطفال في السوق، قوله إن "سوق الملابس لايتأثر كلياً بالمواسم فلكل موسم ازياؤه وتجهيزاته الأخرى وتشكيلاته سواء للأطفال أو الصغار والكبار والفتيات وكذلك الحال بالنسبة للأحذية والاكسسوارات الأخرى".
وأضاف أن "المشكلة تكمن في الأسعار، لأن ارتفاعها يعني أنها مرتفعة بالأساس من مصادرها، و تؤثر سلباً على البيع، ويسبب الكساد للباعة سواء الصغار أو الكبار"، مؤكداً أن "ما يستورد يعتمد الناس عليه وهي الألبسة الصينية لانخفاض ثمنها وبالرغم من عدم جودتها وهذا ما يمكن توفيره للأسر التي تعاني من ارتفاع أسعار الملابس الباهظة الثمن في المحال التجارية الكبرى".
ولفت صاحب المحل، إلى أن "المواطنين يلجأون الى سوق السليمانية الكبير ليقتنوا حاجاتهم ولوازم أطفالهم وخاصة في مواسم بدء العام الدراسي والأعياد المختلفة"، مردفاً بالقول "نبيع الملابس بربح محدود لا يتجاوز (ألف دينار)، ونراعي العائلات الفقيرة التي ترغب بالشراء ولكن إمكاناتها لا تسمح لها بذلك".
وأشار إلى ضرورة عدم النسيان أن هناك "بدلات إيجار مرتفعه أيضاً تترتب على أصحاب المحال وتتجاوز (500 ألف دينار)، ومصاريف التنقل ونقل البضائع والتالف والناقص كله يتحمله التاجر الصغير وهو صاحب المحل، إضافة إلى مضايقات البلدية وملاحقتهم على فرش بعض الملابس وفرض غرامات تتجاوز (50 ألف دينار)، لمخالفة بسيطة".
بدوره، نوه بائع ملابس آخر، خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، إلى أن "ارتفاع الأسعار الخاصة بملابس الأطفال يعود الى إعتبارات كثيرة ومنها العرض والطلب، فتجد أن بعض الملابس الصينية مرغوبة أكثر من التركية لرخص أسعارها، ويمكن لأكثر أصحاب العائلات البسيطة من شرائها لأبنائهم حسب إمكاناتهم المادية".
وأضاف دلشاد، أن "هناك ملابس وأحذية تركية ليست بالجودة المطلوبة، فنلجأ الى توفير الملابس الرخيصة الثمن لأن الناس تقبل عليها وحتى الأسر الغنية تقبل على شرائها أيضا، وكذلك الحال بالنسبة للأحذية التركية فإنها مستوردة هي الأخرى من مناشئ غير تركية ويعاد بيعها الى الأسواق المحلية، على أنها أحذية تركية، والحقيقة أنها أحذية أروبية معادة التصنيع وتغيير ماركاتها لتبدو أنها تركية، ونحن نعرف من خلال تعاملنا مع المستورد من كل المناشئ الصناعية،
من جانبه، تحدث أحد الزبائن في السوق، وهو أب لأربعة أولاد اثنان منهم في مرحلة المتوسطة واثنان في الابتدائية لوكالة شفق نيوز، قائلاً "أنفقت حتى الآن ما يزيد عن 500 ألف دينار، لشراء ملابس وقرطاسية ودفاتر وكل الملابس من السلع العادية وليست ممتازة".
وأضاف "صدمت جداً من ارتفاع الأسعار بحيث أن كل قطعتي ملابس تزيد عن (70 ألف دينار)، بحجة ارتفاع سعر الدولار وهي ليست بالأخيرة فهناك متطلبات أخرى واجب توفيرها للأطفال والكبار والبنات أيضاً في وقت لا يكفي الراتب لسد الحاجات الأخرى، فنكون في معظم الأحيان في حرج من توفير لقمة العيش التي نقتطع جزءاً منها لتوفيرها لتلك الملابس".
وكانت وزارة التربية في حكومة إقليم كوردستان، قد أعلنت بدء العام الدراسي الجديد اعتبار من 14 من شهر أيلول الجاري، على الرغم من تفشي وباء كورونا في السليمانية إلا أن وزارة التربية اتخذت جملة من الإجراءات الوقائية والاحترازية لمنع تفشي الفيروس.