وكالة شفق نيوز- السليمانية

يواجه معظم متقاعدي وموظفي إقليم كوردستان خلال شهر كانون الأول الجاري، مشكلات متعددة عند استلام رواتبهم عبر نظام "حسابي"، ما تسبب بزخم كبير أمام المصارف ونقاط الصرف، إضافة إلى تأخيرٍ غير متوقع في تحويل الرواتب إلى الحسابات الشخصية وعدم ثبات السيولة المالية في بعض المصارف المشاركة في المشروع.

وقالت كوردونيا هداية، وهي موظفة في إحدى دوائر إدارة كرميان، لوكالة شفق نيوز، إنها استلمت بطاقتها البنكية (ماستر كارد) فرع وزارة المالية في إدارة كرميان، لكنها فوجئت بأن "الرمز السري المرسل لها يتكون من ثلاثة أرقام فقط، بينما يفترض أن يكون من أربعة أرقام وفق النظام المعتمد"، مشيرة إلى أن إدارة المصرف طالبتها بمراجعة فرع السليمانية لإصلاح الخلل.

وأضافت أن "الموظفين أُبلغوا بأن مشكلة الصرف ستُعالج في الأشهر المقبلة بعد إعادة ضبط البيانات وربطها بالنظام المركزي".

وبحسب معلومات حصل عليها مراسل وكالة شفق نيوز، فإن متقاعدين وموظفين آخرين واجهوا مشكلات في الازدحام الشديد أمام منافذ الصرف الخاصة بنظام حسابي، خصوصًا تلك المرتبطة بالمصرف العراقي للتجارة TBI، لم تتوفر فيها السيولة النقدية الكافية في أوقات الذروة، ما أدى إلى تأخر الكثير من الموظفين في استلام رواتبهم إضافة إلى قلة الأماكن المخصصة للصرف في إدارة كرميان والزخم الكبير الحاصل .

كما أشار عدد من الموظفين إلى مشكلة إضافية تتمثل في أن كثيرًا من بطاقات الماستر كارد الخاصة بنظام "حسابي" لم تُربط فعليًا بحساباتهم الشخصية، إذ استمرت بعض الدوائر الحكومية بتسليم الرواتب يدويًا رغم استلامهم للماستر كارت الخاص بنظام حسابي ، ما خلق ارتباكًا لدى آلاف الموظفين.

وفي المناطق المتنازع عليها، وتحديدًا في خانقين، واجه الموظفون مشكلة مختلفة، إذ أكدوا أنهم رغم استلامهم بطاقاتهم البنكية ونزول رواتبهم في نظام الحسابات، لم يتمكنوا من السحب في نفس اليوم بسبب عدم توفر أماكن حكومية للصرف ضمن نظام "حسابي".

وأشار موظفون إلى أن تأخر تفعيل المبالغ في منافذ الصرف اضطرهم إلى انتظار اليوم التالي أو اللجوء إلى محال الصيرفة الخاصة لاستلام رواتبهم.

وأكد حسين أحمد، وهو أحد موظفي مؤسسات حكومة اقليم كوردستان في خانقين، أن هناك "إشكالاً إضافياً" يتعلق بالمبالغ المستقطعة من قبل بعض المصارف الأهلية المشاركة ضمن نظام حسابي، موضحًا أن بعض هذه المصارف، ومن بينها المصرف العراقي الإسلامي في بعض محال الصيرفة الصغيرة الأهلية ، تستقطع ما يصل إلى ثمانية آلاف دينار على راتب يقل عن مليون دينار، في حين لا تتجاوز الاستقطاعات في المصارف الحكومية المنضوية ضمن النظام أربعة آلاف دينار فقط.

وأضاف أن "الاستقطاعات المرتفعة تشكل عبئًا على الموظفين، لاسيما ذوي الدخل المحدود، وتخالف معايير التسهيل التي قام عليها مشروع حسابي".

وفي أربيل مازال العديد من موظفي الاقليم لم يتمكنوا من استلام رواتبهم المفروض استلامها عبر مشروع "حسابي" .

وقال العديد من المتقاعدين الذين يقفون منذ أيام بالطوابير أمام أجهزة سحب الرواتب لمراسل وكالة شفق نيوز في اربيل ان عملية سحب الراتب التقاعدي باتت كابوسا يراود الجميع بسبب صعوبة سحب المبلغ حيث وصل البعض منهم إلى مراجعة أماكن تواجد هذه الاجهزة لثلاثة ايام او اكثر .

وبحسب المعلومات التي حصلت عليها وكالة شفق نيوز فان الراتب التقاعدي في اقليم كوردستان يُوزع معظمه عبر مشروع "حسابي" في اقليم كوردستان عن طريق مصرف يُسمى (المصرف الإسلامي العراقي).

وتشير المعلومات إلى أن سبب عرقلة استلام رواتب المتقاعدين يعود إلى قلة أجهزة سحب الاموال التي وزعها المصرف في اربيل اذ ان العدد محدود جدا ويُعد على أصابع اليد الواحدة، إضافة الى قلة السيولة ما يضيف معاناة كبيرة للمشتركين مع المصرف.

وحاولت وكالة شفق نيوز التواصل مع إدارة مشروع "حسابي" في اقليم كوردستان دون الحصول على اي رد حتى ساعة اعداد هذا التقرير.

وبحسب متقاعدين مشتركين مع هذا المصرف فإنهم باتوا مجبرين على استلام رواتبهم عبر منافذ اخرى بعمولة اكبر ما يضيف عبئا متزايدا عليهم.

ويؤكد متابعون أن هذه المشكلات المتكررة تسلط الضوء على الحاجة إلى تعزيز البنية الفنية للبنوك المشاركة في المشروع، وتوفير سيولة مستقرة، وزيادة عدد أجهزة الصراف، وتفعيل الرقابة على نسب الاستقطاع لضمان وصول الرواتب إلى الموظفين بسهولة وانتظام.