شفق نيوز/ شدد نائب مبعوث الرئيس الامريكي ديفيد روبشتاين على ضرورة وصول طرفي المفاوضات الكوردية سوريا إلى اتفاق نهائي وشامل يفضي إلى شراكة حقيقة في كافة الجوانب الحقيقية في إدارة شرق الفرات.
وجاءت تصريحات نائب المبعوث الأمريكي، يوم الاثنين، خلال اجتماع عقده مع وفد من المجلس الوطني الكوردي في سوريا بمدينة أربيل عاصمة إقليم كوردستان العراق، وفق بيان صادر عن المجلس الوطني الكوردي.
وناقش الجانبين آخر التطورات على صعيد الأزمة السورية والعملية السياسية في جنيف والتصور الأمريكي للحل في سوريا والذي يستند الى قرار مجلس الامن 2245 وتهرب النظام من العملية السياسية وكذلك تم التطرق لإدارة المناطق التي تسيطر عليها "قسد" في شمال شرق سوريا
أما بالنسبة للتصور الأمريكي حول إدارة منطقة شرق الفرات، فقد أكد الجانب الأمريكي على ضرورة اللقاء مع المجلس الوطني الكوردي في سوريا من أجل الوقوف على وجهة نظره بهذا الخصوص، وأكد على ضرورة التمثيل المتوازن والشراكة الحقيقية في هذه المسألة ليشمل جميع مكونات المنطقة وقواها السياسية.
كما أكد على ضرورة المشاركة الفعلية للمجلس في الإدارة والتي ستساهم في الشفافية الإدارية والمالية ودمقرطة الإدارة.
من جانبه، أكد وفد المجلس على أن إعادة الحياة السياسية والاستقرار وعودة المهجرين ورفض التغيير الديمغرافي وعودة "بشمركة روج" ضمانة لتوازن الإدارة في هذه المناطق، كما أن للمنطقة الكوردية خصوصيتها القومية يجب مراعاتها.
كما طالب وفد المجلس من الوفد الامريكي بمساندة الحقوق الكُردية المشروعة في المحافل الدولية وفي العملية السياسية في جنيف.
وقال إبراهيم برو، عضو لجنة العلاقات الخارجية في المجلس الوطني الكردي لوكالة شفق نيوز إن "المبعوث الأمريكي أشار خلال اللقاء إلى تراجع الثقة بين طرفي المفاوضات الكوردية مؤخراً، وأن واشنطن تسعى إلى استئناف المفاوضات قريبا وتدعم حل الخلافات الكوردية من خلال الحوار المباشر على طاولة المفاوضات".
وأوضح القيادي البارز في المجلس الكوردي أنه "من جانبنا أوضحنا للمبعوث الأمريكي الانتهاكات المستمرة من قبل حزب الاتحاد الديمقراطي بحق أعضاء وأنصار المجلس الوطني الكوردي في كوردستان سوريا". وأضاف "لقد تطرقنا كذلك إلى الأزمة الاقتصادية والوضع الأمني في المنطقة عموماً".
وتابع برو "لقد تحدثنا عن الوضع في عفرين بكل شفافية، وأوضحنا للمبعوث الأمريكي أن إدارة حزب الاتحاد الديمقراطي تتحمل مسؤولية الهجوم التركي على عفرين وما تبعه من تهجير لسكانها الأصليين ومنعهم من العودة إلى مناطقهم".
وأكد برو أن "المجلس الوطني الكوردي على اطلاع بالوضع الكارثي في عفرين وما يتعرض له الأهالي من انتهاكات وهذا ما نرفضه بكل تأكيد ونطالب بأن تدار المنطقة من قبل سكانها الأصليين".
ونوه إلى أن "المجتمع الدولي والدول المؤثرة في الأزمة السورية وحتى القرارات الأممية تؤكد بأن القضية الكوردية في سوريا تحل مع السوريين أنفسهم"، مشدداً بأن "السياسات الحالية لحزب الاتحاد الديمقراطي جعلت من جميع السوريين أعداء للشعب الكوردي وهذا أمر خطير".
وقال القيادي الكوردي إنه "بالرغم من اختلاف وجهات النظر لدى أطراف المعارضة السورية حول القضية الكردية والصعوبات التي قد نواجهها ولكن يتوجب علينا ككورد الاستمرار في طرح قضيتنا وفتح الحوارات مع كافة السوريين وانا نحافظ على قنوات التواصل والحوار بيننا".
وأضاف أن "ضرورة فتح الكورد لقنوات الحوار والتواصل ينطبق ايضاً على دول الجوار مثل تركيا وإقليم كوردستان، فنحن لا نملك القوة لخوض أي مواجهة عسكرية مع تركيا على الأراضي السورية".
وأكد أن "الوفد الأمريكي من جانبه على ضرورة تأسيس إدارة موسعة وقوية وشرعية في شمال شرق سوريا يكون المجلس الكوردي شريك حقيقاً فيها وكذلك جميع مكونات المنطقة" بحسب ما أوضحه برو.
وتابع بأن "الأمريكيين كذلك أوضحواً بأن أي انتخابات قد تشهدها مناطق شمال شرق سوريا يجب أن تكون ديمقراطية وسط وضع آمن يضمن عودة النازحين والمهجرين ومشاركتهم بشكل فاعل وحقيقي في الانتخابات".
وكذلك شدد الوفد الأمريكي على أن "الاتفاق بين المجلس الوطني الكوردي وأحزاب الوحدة الوطنية يجب ان يكون شامل وان يتضمن الشفافية وشراكة حقيقية في جوانب، الإدارة والاقتصاد والأمن والقوى العسكرية".
ودخل المجلس الوطني الكوردي المعارض في سوريا (يضم 16 حزبا) وأحزاب الوحدة الوطنية الكوردية (يضم 25 حزباً وحركة سياسية) في مفاوضات برعاية أمريكية في منطقة الإدارة الذاتية شمال شرقي سوريا، وبإشراف قائد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" مظلوم عبدي مطلع نيسان/أبريل الماضي، بهدف توحيد صفوف الكورد في سوريا ومشاركة المجلس الكوردي في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.
وخلال المراحل السابقة من المفاوضات، توصلّ الطرفان إلى اتفاق بشأن "الوثيقة السياسية" وإنشاء "مرجعية سياسية" بين الطرفين لتأسيس إدارة مشتركة في المنطقة.
وتعثر استئناف المفاوضات بين المجلس الوطني الكردي وأحزاب الوحدة الوطنية الكردية في سوريا منذ مطلع شباط الماضي، إثر تعرض العديد من مقرات المجلس الكوردي والأحزاب المنضوية تحت مظلته في كانون الأول الماضي لعمليات تخريب وحرق واطلاق رصاص من قبل مجموعة "الشبيبة الثورية" التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، بحسب بيانات عديدة أصدرها المجلس الوطني الكوردي.