شفق نيوز/ انتقد مسؤول كوردي بشدة "ترحيب" الولايات المتحدة الأميركية باللجنة الدستورية، وذلك عقب تصريحات مبعوثها الخاص إلى سوريا جيمس جيفري، التي أشار فيها قبل يومين إلى أن واشنطن "ترحب" بهذه اللجنة و"تدعم" مساعي الأمين العام للأمم المتحدة والمبعوث الأممي غير بيدرسون.
وقال محيي الدين شيخ آلي، سكرتير حزب الوحدة الديمقراطي الكوردي في سوريا للعربية إن "سياسة واشنطن تجاه الأزمة السورية غامضة، وترحيبها باللجنة الدستورية يأتي فقط كاحترام لمكانة الأمين العام للأمم المتحدة، الذي أعلن شخصياً عن تشكيل هذه اللجنة".
وأضاف أن "واشنطن تسعى لإنهاك موسكو عبر الملف السوري، لكن في الواقع يصعب القول إنها تهتم بتطبيق مضمون قرار مجلس الأمن الدولي 2254، وهذا أمر مقلق ومؤذٍ لنا كسوريين".
كما لفت إلى أن "إعلان واشنطن أن انتخابات ستلي تشكيل هذه اللجنة هو بمثابة تهرّب من دعوة تركيا لسحب قواتها من مدينة عفرين وغيرها من مدن وبلدات الشمال السوري رغم أن القرار 2254 يدعو بوضوح إلى سلامة ووحدة الأراضي السورية".
إلى ذلك، انتقد سكرتير الحزب الكوردي، عدم إشراك الكورد في اللجنة الدستورية التي ضمت 150 ممثلاً عن النظام ومعارضته وخبراء المجتمع المدني.
وتابع "هذه اللجنة لا تأخذ في الاعتبار بنود القرار 2254 الذي ينص أيضاً على وجوب تمثيل كافة الأطراف السورية في خطوات العملية السياسية بما فيها الدستور لإيجاد حل سلمي لأزمة البلاد".
وأضاف أن "إعلان الاتفاق على اللجنة الدستورية وعملها هو نتاج القمة الأخيرة التي جمعت معاً رؤساء تركيا وإيران وروسيا"، مؤكداً أن "استبعاد الكورد كطرف ميداني وفاعل عن اللجنة الدستورية، يأتي استجابةً لضغوط من الجانب التركي الرافض لتمثيلهم في هذه اللجنة".
كما شدد على أن "أنقرة وعلى لسان كبير مسؤوليها مستمرة في تهديداتها لمناطق شرق الفرات عموماً، وهي ماضية في احتلالها لمنطقة عفرين، وترتكب فيها الفظائع بحق المدنيين على مدار الساعة".
وأشار إلى أنه "يوماً بعد يوم، تشتد وتتضاعف عذابات أهالي عفرين تحت وطأة انتهاكات جماعات ما يُطلق عليها (الجيش الحر)، وذلك على مرأى ومسمع من الجيش التركي الداعم الأساس لهذه الجماعات"، لافتاً إلى أن "الهدف الواضح لتركيا في هذه المنطقة هو تهجير ما تبقى من سكان عفرين الأصليين بغية إحداث تغيير ديموغرافي فيها".
كما علّق سكرتير حزب الوحدة على تصريحات مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، التي أشار فيها إلى إمكانية "التفاوض مع قوات سوريا الديمقراطية بشروط"، قائلاً إن "هذه التصريحات ليست جدّية ولا تجسّد أي توجه جديد، علماً أن الجانب الكوردي السوري أبدى أكثر من مرة استعداده للغة الحوار والتفاوض على قاعدة حسن الجوار مع تركيا والاحترام المتبادل".
كذلك تطرّق إلى الأوضاع الميدانية في مدينة منبج ومناطق شرق الفرات التي تخضع لسيطرة قوات "سوريا الديمقراطية" بالقول إن "الحياة طبيعية في هذه المناطق، وهناك نشاط وحيوية في ظل توافر مناخٍ آمن، ويعيش فيها الكورد والعرب وغيرهم من مكونات شمال وشرق سوريا معاً، لكن ما يعكر هذه الأجواء ويهدد السلم الأهلي هو استمرار التهديدات التركية".
واعتبر أن "خطاب الجانب التركي متوتر ونواياه غير سليمة تجاه الداخل السوري الآن ومستقبلاً"، مضيفاً أنه "من الصعب أن يتنصل من اتفاقاته الميدانية مع الطرف الأميركي بخصوص تسيير دورياتٍ مشتركة من شأنها حماية السكان من مغبة المخاطر التي تشكلها خلايا تنظيم داعش وتشكيلات أخرى من جماعات الإخوان المسلمين وأنصار تنظيم القاعدة الإرهابي".