شفق نيوز/ أكد مسؤول العلاقات الخارجية في منظومة المجتمع الكوردستاني زاكروز هيوا، يوم الخميس، أن المبادرات التي اتخذها حزب العمال الكوردستاني، كانت نابعة من احساسه بالمسؤولية التاريخية تجاه شعبه والمنطقة وتهدف إلى خلق فرصة حقيقية لبناء مسار سلمي مستدام، إلا أن الدولة التركية حتى الان لم تتخذ اي خطوة عملية ملموسة تجاه هذه المبادرات.

وقال هيوا، لوكالة شفق نيوز: "على الرغم من الجدل الواسع الذي اثارته قرارات الحزب داخل الاوساط السياسية والاجتماعية في تركيا، الا ان ردود الفعل بقيت محصورة في اطار النقاشات النظرية، دون ان تترجم الى تغييرات قانونية او سياسية على ارض الواقع"، مؤكداً أن "غياب اي استجابة رسمية يعكس استمرار الدولة التركية في سياسة التجاهل والانكار".

وعبر المسؤول الكوردي، عن اسفه لاستمرار العزلة المفروضة على زعيم الحزب عبد الله اوجلان، في سجنه بجزيرة امرالي، رغم انه اخذ على عاتقه مسوولية قيادة العملية السلمية وسعى لنقل القضية الكوردية من اطار العنف الى الاطار السياسي والقانوني"، مشيراً إلى أن "اوجلان ما يزال محروما من ابسط حقوقه الانسانية حيث يمنع من اللقاء بمحاميه او افراد اسرته او الصحفيين او السياسيين ما يعد عقبة كبيرة امام اي تقدم في مسار السلام".

وعلى صعيد التطورات الميدانية، أكد زاكروز هيوا، أن العمليات العسكرية التركية لا تزال متواصلة بشكل مكثف في مناطق داخل تركيا وفي إقليم كوردستان داخل الاراضي العراقية، الى جانب استمرار التهديدات التي تطال نموذج الادارة الذاتية الديمقراطية في شمال شرق سوريا"، مبيناً ان "هذه التحركات العسكرية تتناقض بشكل كامل مع اي حديث رسمي عن رغبة في السلام او التهدئة".

ولفت إلى أن "الآلاف من السجناء السياسيين لا يزالون يقبعون في السجون التركية بتهم ملفقة، ما يعكس عمق الازمة السياسية التي تعاني منها الدولة التركية في تعاملها مع القضية الكوردية"، مشدداً على أن "قرار الحزب بانهاء الكفاح المسلح هو خيار استراتيجي ونهائي وان الحركة لا ترغب في العودة الى النهج الذي غادرته".

وطالب زاكروز هيوا، بضرورة "تمكين عبد الله اوجلان، من ممارسة دوره بحرية من خلال رفع نظام العزلة عنه وتامين بيئة امنة وصحية تمكنه من اداء مهامه"، داعياً إلى وقف العمليات العسكرية في جميع مناطق كوردستان وفتح حوار شامل بمشاركة البرلمان التركي وفعاليات المجتمع المدني والسياسي بهدف اقرار تعديلات قانونية ودستورية تعترف رسميا بالهوية الكوردية وتكفل حقوق الشعب الكوردي في تركيا.

واختتم المسؤول الكوردي، حديثه بالدعوة إلى "إطلاق سراح جميع السجناء السياسيين وعلى راسهم عبد الله اوجلان"، مشيراً إلى أن "الكرة اليوم في ملعب الدولة التركية، وأن الاستمرار في تجاهل هذه المبادرة، سيعني تفويت فرصة تاريخية لبناء سلام عادل ومستدام".

وكان حزب العمال الكوردستاني قد أعلن في 12 آيار/ مايو الجاري، حلّ نفسه وإنهاء الصراع المسلح، بعد حرب دامت 40 عاماً مع تركيا.

ونقلت وكالة "فرات" للأنباء، المقربة من الحزب تفاصيل بيان صادر عنهم اطلعت عليه وكالة شفق نيوز، أن "الجماعة قررت حل نفسها وإنهاء الصراع المسلح مع تركيا"، مضيفة أن "العلاقات التركية الكوردية بحاجة إلى إعادة صياغة".

وأضاف البيان، أن "الجماعة ترى أن الأحزاب السياسية الكوردية ستضطلع بمسؤولياتها لتطوير الديمقراطية الكوردية وضمان تشكيل أمة كوردية ديمقراطية"، مشيراً إلى أن "الجماعة أنجزت مهمتها التاريخية".

وكان أوجلان الذي يقبع في سجن تركي منذ عام 1999 ويقضي عقوبة السجن المؤبد مدى الحياة، قد أبلغ حزبه عبر نواب أتراك من "حزب الشعوب للعدالة والديمقراطية" المؤيد للكورد كانوا قد زاروه في سجنه، أمره لجميع المجموعات المسلحة بإلقاء السلاح وحل الحزب.