شفق نيوز/ كان يقال في الامثال، إن ثاني عشرة ايام من شهر آب "تقلل الأرطاب وتكثر الأعناب"، بمعنى أن تلك الايام تشهد بداية انكسار موجة الحر وتغير الجو الى الاعتدال، ليفسح المجال نضوج ثمار العنب وجني العناقيد وتسويقها.
وفي اقليم كوردستان، فان الجو يشهد في تلك المدة تغيراً ملحوظاً فتظهر الأعناب بكثافة.
ووصِفت محافظة دهوك بانها سلة عنب العراق؛ غير إنها تتأرجح الآن بين المخاوف من فقدان اصناف من العنب تميزت بها، وبين ترك الفلاحين لمزارع العنب، بعد ان تكدست محاصيلهم لسنوات من دون ايجاد منفذ تسويقي لهذه المحاصيل.
امجد كفركي، مدير بستنة محافظة دهوك، يتحدث لوكالة شفق نيوز عن حجم الكميات المنتجة من العنب سنوياً في المحافظة، فيقول "نحن لدينا في المشتل الخاص لدائرتنا 86 صنفاً من العنب، التي تزرع في المحافظة، إذ نقوم بتوزيع الشتلات على الفلاحين"، مشيراً إلى أن المحافظة تنتج سنويا مابين 15 الى 20 الف طن من العنب."
وعدّ مدير بستنة دهوك، ان هذه الكميات من الانتاج تفوق حاجة المحافظة "المشكلة الكبيرة هي في التسويق؛ وكما نعلم ان 80 ٪ من الانتاج العالمي للعنب يستثمر في صناعة المشروبات الكحولية، ولكن هنا بسبب العادات والتقاليد والدين هذه الصناعة غير متوفرة لدينا".
وكشف، كفركي، عن الغاء مهرجان العنب السنوي في دهوك لهذا العام بسبب جائحة كورونا .
سليم احمد، مزارع من منطقة باكيرا، يناشد عبر وكالة شفق نيوز الجهات المعنية بوقف استيراد العنب وانشاء مصانع للتعليب "نحن نريد فقط وقف استيراد العنب من الخارج، فذلك يؤثر على الاسعار؛ حيث خسرت هذه السنة اكثر من عشرين الف دولار، ولدينا وفرة من الانتاج، والخطوة الاخرى المطلوبة فتح منافذ للتسويق وانشاء مصانع للتعليب".
الملاحظة الجديرة بالاهتمام، التي تستدعي المعالجة، أن فلاحي دهوك من مزارعي العنب يعانون الامرين؛ والخطورة تكمن في انصراف المزارعين عن زراعة العنب، وهذا قد يؤدي الى انقراض اصناف نادرة من العنب، ويغيب لقب "سلة العنب" عن المحافظة.