شفق نيوز/ حينما تتجول في محل كاك محمد، فإنك تشعر بأنك وسط معرض للصور أو متحفٍ لتوثيق مراحل زمنية مر بها قرابة 5 آلاف شخص، ولكنه في الحقيقة محل "مرطبات" يحمل على جدرانه الكثير من الصور التي التقطت في أزمانٍ مختلفة، وتحمل كل منها ذكرى عابرة سواء حزينة كانت أو مفرحة.
"دكان" كاك محمد محمود والذي يبلغ من العمر (53 عاماً)، يقع في قضاء دربنديخان التابع لمحافظة السليمانية في إقليم كوردستان، وبالتحديد في الشارع الرئيس يعد محطة للعديد الذكريات واللحظات منذ 23 عاماً.
صاحب أول فكرة
ويعدّ كاك محمد محمود صاحب أوّل فكرة من هذا النوع على مستوى مدينته والإقليم، بالتقاط الصور للزبائن ووضعها على جدار محله الخاص ببيع المرطبات والمثلجات.
ويروي محمد لوكالة شفق نيوز إنه "لا زال يتذكّر التقاط أول صورة لزبون مر عليه صدفةً عام 1999، ليعمق طموحه أكثر بالتقاط صور يومية لزبائنه على مدار العام "
ويضيف كاك محمد أن "جدران المحل تضم أكثر من 5 آلاف صورة التقطت في أزمانٍ وأوقات مختلفة، وتحملُ كل منها ذكرى عابرة سواء كانت حزينة أو مفرحة"، مبينا أن "هذا المحل ورثه عن والده وحاول أن يكون مميزاً ومختلفاً عن المحلات الاخرى، وان يجعل الصور محطة للتذكر والرجوع الى أيام مضت".
ويشير محمد، إلى أن "مشاهدة الصور واستذكار لحظاتها أكثر ما تُمتعه في هذه الحياة، لاسيما وهو يستذكر أناسا وشخصيات رحلوا عن هذه الدنيا".
ويروي محمد أكثر المشاهدة العالقة في ذاكرته وهي لوالده محمود يادكار (توفى عام 2017) الذي اشترى المحل لأوّل مرةٍ عام 1970 وحولّه إلى مقهى آنذاك، ليعمل فيه لأول مرة الابن عام 1980، إلا أنه قرّر أن يجعله خاصا ببيع المرطبات والمثلجات منذ عام 1999.
مكان لتوثيق جزء من تاريخ الشخصيات.
ويؤكد محمد أن "فكرته باتت تجذب الكثير من الزائرين إلى القضاء لزيارة محله تحديداً ورؤية صور يعود تاريخ التقاطها لأكثر من عقدين، ولاسيما تلك العائدة لأشخاص معروفين في المدينة ممن رحلوا إلى دار الفناء".
ويوضح الرجل الخمسيني أن "هذه الفكرة ولدت من حبه وشغفه بتجسيد وتوثيق الذكريات والأحداث التي يعيشها بشكل يومي، فهذه الموهبة تُلاحقه منذ أن كان طالباً بالمرحلة الثانوية، وتنمو فيه أكثر كل يوم حتى الآن رغم تجاوزه العقد الخامس من عمره".
فكرة تجذب
ويرى دلشاد ، وهو أخو كاك محمد ، أن "هذه الفكرة أضافت الكثير من الملامح الحيوية لشارع دربندخان الذي يقع فيه المحل".
ويستذكر كاك دلشاد في حديثه لوكالة شفق نيوز الكثير من اللحظات التي لا تعوض أثناء التقاط الصور لزبائن مروا عليه، أحدهم قدم من أوروبا وقال لمحمد "التقط لي صورة، قد لا أعود مرة أخرى، وإذا متُ، لتبقى ذكرى خالدة لأهلي وأحبابي في المدينة".
لا يوجد دعم.
ويختتم محمد حديثه لوكالة شفق نيوز بأنه "ورغم اهمية ما قام به من توثيق منظّم لأكثر من خمسة آلاف شخص ورغم التكلفة العالية لهذا العمل الا انه لم يحظى بأي دعم حكومي"، مطالباً بـ"الإهتمام بهكذا انجازات ممكن ان تسهم في توثيق مرحلة من مراحل تاريخ الشعب الكوردي".