شفق نيوز/ في وقت تستعد فيه مدارس إقليم كوردستان للبدء بالموسم الدراسي الجديد، يهدد المعلمون بمقاطعة الدوام بسبب تأخر رواتبهم لشهري آب وأيلول.

وفيما أعلنت لجنة الدفاع عن حقوق المعلمين تأجيل المظاهرات التي كانت مقررة يوم غد الأربعاء، هددت مجموعة أخرى من المعلمين بالخروج بتظاهرات امام مقر الأمم المتحدة وفي جميع محافظات الإقليم إذا لم يتم صرف الرواتب المتأخرة.

مخاوف من استغلال التظاهرات

وأكدت دلشاد ميراني ممثل للجنة خلال مؤتمر صحفي عقد مساء اليوم الثلاثاء، حضرته وكالة شفق نيوز أنه تم تأجيل المظاهرات التي كان مخططاً لها احتجاجاً على تأخر صرف الرواتب وتردي الأوضاع المعيشية للمعلمين، إلى موعد غير محدد.

وأوضح أن "أحد الأسباب وراء قرار التأجيل هو المخاوف من أن يتم استغلال هذه الحركة الاحتجاجية من قبل أي حزب سياسي، وأن يتم توجيهها لتحقيق أهداف لا تصب في مصلحة المعلمين".

كما أشارت اللجنة إلى أن "ضعف الحراك الشعبي والنشاطات الاحتجاجية في الشوارع كانت سبباً إضافياً للتأجيل".

وفيما يتعلق بالمطالب الأساسية للمعلمين، شددت اللجنة على ضرورة حل أزمة الرواتب والمستحقات المالية بشكل جذري، وأكدت أن المعلمين سيواصلون زياراتهم إلى العاصمة بغداد من أجل الضغط على الحكومة المركزية لحل هذه الأزمة.

كما أبدت اللجنة تفهمها لحالة السخط بين المعلمين، لكنها حذرت من أن المظاهرات الان ليست الحل الأمثل في الوقت الحالي، مشيرة إلى أن الأولوية هي صرف الرواتب المتأخرة ورفع الرواتب لتحسين الأوضاع المعيشية للمعلمين.

في سياق متصل، أعلنت مجموعة أخرى من المعلمين صباح اليوم الثلاثاء، خلال مؤتمر صحفي حضرته وكالة شفق نيوز، عن تهديدها بالتصعيد في حال لم يتم صرف رواتب شهري آب وأيلول.

وأكد المعلمون أنهم يخططون لمقاطعة الفصول الدراسية والقيام بتظاهرت كبيرة إذا لم تستجب الحكومة لمطالبهم المتعلقة بصرف الرواتب المتأخرة.

وخلال المؤتمر الصحفي، أوضحت المجموعة أنها قامت بزيارات متكررة إلى العاصمة بغداد خلال الصيف، ولكن دون جدوى، حيث لم يتم اتخاذ أي خطوات فعلية لحل الأزمة المالية بشكل جذري.

وشددت المجموعة على أن الاحتجاجات ستتواصل حتى تتم تلبية جميع المطالب، محذرة من تداعيات تصعيد الموقف إذا استمرت الحكومة في تجاهل حقوقهم.

وأكد المعلمون أنهم يخططون لتنظيم تظاهرات واسعة في مدينة أربيل بالتزامن مع بداية العام الدراسي الجديد، بما في ذلك تنظيم اعتصامات مفتوحة أمام مقرات الأمم المتحدة إذا لم يتم حل الأزمة.

وبمناسبة بدء العام الدراسي الجديد، دعا اتحاد معلمي كوردستان إلى "حل مشكلة الرواتب بشكل كامل".

وفي بيان أصدره اتحاد معلمي كوردستان اطلعت عليه وكالة شفق نيوز، أشار إلى أنه مع بداية العام الدراسي الجديد، يجب أن تكون عملية التعليم أولوية قصوى لدى الحكومة بشكل فعلي، وأن تُحل مشكلة الرواتب بشكل جذري.

كما شدد على ضرورة اتخاذ قرار بزيادة الرواتب، حيث إن التأخير في تطبيق قانون الخدمة المدنية تسبب بأضرار مالية كبيرة للمعلمين والموظفين، تراوحت بين 60 و120 ألف دينار أو أكثر.

من جهته، أكد وزير التربية في حكومة إقليم كوردستان، الدكتور آلان حمه سعيد، أنه لا توجد أي معوقات أمام بدء العام الدراسي في موعده، وقال: "سيتم دق جرس العام الدراسي الجديد في 25 من الشهر الجاري، ليكون اليوم الأول من العام الدراسي 2024-2025".

وأضاف الوزير أنه "تم تثبيت 5,088 معلمًا بشكل دائم، في حين تم تعيين 37,933 معلمًا بصفة محاضر".

ويأتي هذا التوتر في ظل مرور 22 يومًا من شهر ايلول سبتمبر دون أن يتم صرف رواتب شهري آب / أغسطس وسبتمبر لموظفي الإقليم، في حين بدأت الحكومة العراقية بصرف رواتب موظفيها لشهر أيلول / سبتمبر، مما يزيد من الغموض حول مصير رواتب موظفي إقليم كوردستان.

إكمال الاستعدادات

وفي السياق، أعلنت مديرية التربية في غرب السليمانية عن إعادة فتح أبواب المدارس غدًا الأربعاء أمام الطلاب، مؤكدة أن جميع الاستعدادات اللازمة لانطلاق العام الدراسي الجديد قد اكتملت.

وأكد بناز رمضان، مدير التربية في غرب السليمانية، في بيان ورد لوكالة شفق نيوز ، أن "المدارس ستفتح أبوابها غدًا، الأربعاء، أمام الطلاب بعد إتمام التحضيرات اللازمة لاستقبالهم".

وأضاف البيان أن "المديرية اتخذت عدة مبادرات لتوعية الطلاب وضمان بداية سلسة للعام الدراسي الجديد".

كما أشار رمضان إلى أن "فرقًا متخصصة بدأت منذ اليوم في تنفيذ حملات توعية ميدانية، تشمل تعليق الملصقات الإرشادية في مواقع متعددة داخل المدارس، لتوجيه الطلاب وإعدادهم لاستئناف الدراسة بشكل منظم".

وتأتي هذه الاستعدادات ضمن خطة أوسع تهدف إلى إعادة الحياة المدرسية إلى طبيعتها في السليمانية، بعد تحديات السنوات السابقة التي شهدت تأجيلات وصعوبات بسبب الأوضاع الصحية والاقتصادية.