شفق نيوز/ لم تقتصر تداعيات القصف التركي الذي يستهدف منذ سنين مناطق مختلفة في إقليم كوردستان، وبالأخص محافظة دهوك، وتزايدت شدته في الأشهر الأخيرة، على تهديد حياة السكان وسلامتهم وإلحاق أضرار مادية بممتلكاتهم فقط، بل توسعت مضاره في الآونة الأخيرة ليحرمهم حتى من مزاولة أعمالهم التي يعتاشون منها.
مختار قرية جلكي ذات الغالبية المسيحية في ناحية كاني ماسي التابعة لقضاء العمادية في دهوك، يوخنا خوشابا، يقول في حديثه لوكالة شفق نيوز "القصف التركي اتى على كل شيء، ومنذ مساء يوم أمس تجدد القصف على قرية جلكي القديمة المجاورة لقرية جلكي الجديدة التي يسكنها المسيحيون".
ويضيف "نيران القصف وصلت الى المزارع ولا نستطيع الذهاب لاخمادها خوفا من تعرضنا للقصف".
ويتابع خوشابا "المياه التي تصلنا من عيون موجودة في قرية هرور هي أيضا تعرضت للقصف في أسفل القرية، ما ادى الى تضرر أنابيب واحتراقها كونها بلاستيكية ولا نستطيع اصلاحها خشية القصف"، مشيرا إلى أن أهالي قريتيّ جلكي القديمة والجديدة بالإضافة إلى قريتيّ "كيسته" و"أدي" اضطروا إلى النزوح عن مساكنهم.
مختار قرية جلكي القديمة يشير الى انهم في هذا العام تأخروا عن موعد جز صوف الاغنام بسبب القصف التركي والمشاكل العسكرية في المنطقة، مضيفا "لم يبق لنا مراعي طبيعية فكلها احترقت جراء القصف ولا نعرف ماذا نعمل".
ويؤكد "منذ ايام لم نحلب الاغنام لأننا لا نستطيع ذلك بسبب القصف وحتى ان تم حلبها فلا نعرف ماذا نفعل بالحليب لاننا تركنا منازلنا، العائلات جميعها نزحت وتوجه بعض منها الى مجمع بيرسف قرب زاخو لدى أقربائهم، والبعض منهم توجه الى دهوك، نتمنى أن تجد الجهات المسؤولة حلا لنا".
بدوره يوضح مدير ناحية كاني ماسي، سربست صبري، في تصريح لشفق نيوز، انه تم تشكيل لجنة لتقييم الاضرار وبدأت بتسلم الطلبات من القرويين الذين تضرروا جراء القصف.
وأضاف "لدينا ايضا بيانات في دائرة الزراعة عن مساحات المراعي الطبيعية والبساتين والحقول والمناحل وعدد المواشي في المنطقة ولغاية الآن ووفق تقييم تقريبي تضرر أكثر من ألفي دونم من الأراضي الزراعية والمراعي الطبيعية بالاضافة الى اتلاف اكثر من 800 منحل".
وعن الجهة التي ستعوض القرويين قال صبري "حاليا نحن نجمع المعلومات بحسب توجيهات المحافظة وبعدها سندرس كيفية التعويض".
وكانت وزارة الدفاع التركية قد أعلنت في نيسان الماضي عن انطلاق عمليتين عسكريتين ضد حزب العمال الكوردستاني في اقليم كوردستان، وتوغل الجيش التركي لمسافة 25 كم في عمق الأراضي العراقية بمحافظة دهوك.