شفق نيوز/ تفاقمت أزمة مياه الشرب بمدينة الحسكة في شمال شرق سوريا ذات الأكثرية الكوردية جراء إيقاف تركيا والفصائل الموالية لها لضخ المياه من محطة مياه علوك منذ 22 من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، وهو ما ينذر بكارثة إنسانية.
وتكرر إيقاف الضخ من محطة علّوك بريف سري كانيه / رأس العين منذ سيطرة تركيا وفصائل سوريا موالية لها على المنطقة الحدودية من ضمنها المحطة في تشرين الثاني/نوفمبر من العام 2019، وتعتبر المحطة المصدر الرئيسي لتغذية مناطق الحسكة وتل تمر والشدادي بمياه الشرب.
وكان مصدر مسؤول قد أبلغ وكالة شفق نيوز في وقت سابق بأن "الفصائل التابعة لتركيا في ريف سري كانيه (رأس العين) عمدت إلى استجرار الكهرباء من الخط الرئيسي الواصل بين محطة كهرباء مبروكة ومحطة مياه علوك ما تسبب بضعف التيار الكهربائي المغذي للمحطة وتوقفها عن العمل".
وتحدثت المواطنة سلمى سليمان من مدينة الحسكة عن معاناتهم من انقطاع المياه لوكالة شفق نيوز موضحة: "نلجأ إلى شراء المياه من الصهاريج التي لا نعرف حتى مصدرها وإذ كانت صالحة للشرب ام لا، وبمبلغ يصل إلى 8 آلاف ليرة سورية لكل 5 براميل".
وأضافت سليمان التي تقطن في حي الصالحية بالمدينة أن "مياه الصهاريج غالبا ما تسبب أمراضا لدى الأطفال وكبار السن من الإسهال والمغص وآلام في الأمعاء والمعدة ولكن لا بديل لدينا حاليا".
وطالبت سليمان من الإدارة الذاتية والمنظمات الدولية والإنسانية إيجاد مصدر بديل لمحطة مياه علوك التي تسيطر عليها تركيا وعمدت على إيقافها بشكل متكرر خلال السنة الماضية.
وأعلنت مديرية المياه التابعة للإدارة الذاتية في الحسكة، حالة الطوارئ نتيجة انقطاع المياه من محطة علوك منذ أكثر من أسبوعين.
ووجهت المديرية في بيان نداء إلى المنظمات الدولية للمساعدة لتلبية حاجة مليون ومئتي ألف نسمة من سكان الحسكة للمياه الصالحة للشرب.
وحذرت المديرية من كارثة إنسانية في الحسكة إذا استمر انقطاع المياه من محطة علوك، في ظل تسارع وتيرة انتشار فيروس كورونا.
وتمكنت وكالة شفق نيوز من التواصل مع أحد المواطنين في مناطق سيطرة تركيا بمحيط محطة علوك والذي أوضح أن "الفصائل المسلحة التابعة لتركيا تقطن في معظم قرى منطقة رأس العين (سري كانيه) وقد عمدوا إلى استجرار الكهرباء إلى منازلهم ونقاطهم العسكرية من خط الكهرباء المغذي لمحطة علوك ومن الشبكة الرئيسية بطرق غير شرعية ما يتسبب بأعطال متكررة في الشبكة وكذلك هبوط جهد التيار الكهربائي الواصل للمحطة وعدم عمل الآباء".
وتدار محطة علوك من قبل مديرية المياه التابعة للحكومة السورية وفق اتفاق بين روسيا وتركيا نص على تشغيل محطة مياه علوك باشراف من موظفي الحكومة السورية مقابل تغذية منطقة رأس العين وتل أبيض بالكهرباء من سد تشرين بريف منبج والتي تقع تحت سيطرة الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.
وكانت الإدارة الذاتية قد أعلنت في آب / أغسطس عن بدء تشغيل "آبار الحمة" شمال غرب الحسكة لتكون بديلاً عن محطة مياه علوك إلا أن كمية المياه الواردة من آبار الحمة لا تلبي حاجة المنطقة.
ودعت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، في 2 أبريل 2020 ، تركيا لبذل "كل جهدها" لاستئناف توريد المياه من محطة ضخ المياه في علوك، موضحة أن تقاعس السلطات التركية عن ضمان إمدادات مياه كافية لمناطق سيطرة الكورد في شمال شرق سوريا، يضر بقدرة المنظمات الإنسانية على تجهيز المجتمعات الضعيفة لحمايتها، في ظل انتشار الوباء.