شفق نيوز/ يعيش إقليم كوردستان أزمة اقتصادية ومالية خانقة غير مسبوقة منذ سنوات طويلة بتأثير تداعيات فيروس كورونا الذي يجتاح العالم.
وضربت كورونا أسعار النفط منذ مطلع العام الجاري بعدما تسببت بشل قطاعات واسعة من اقتصادات العالم بفعل سياسات الإغلاق للحيلولة دون تشفي الجائحة على نحو أوسع.
وتعتمد حكومة الإقليم على إيرادات بيع النفط لتمويل غالبية نفقاتها على غرار ما يحصل في العراق عموماً.
إلا أن تأثيرات الأزمة المالية كانت أشد وطأة على إقليم كوردستان بعدما قطعت بغداد رواتب الموظفين في نيسان/أبريل الماضي بسبب خلافات تعود لسنوات طويلة تخص إدارة الثروة النفطية وتوزيع إيراداتها.
ووجدت حكومة الإقليم نفسها في مأزق كبير، وعجزت عن صرف رواتب موظفي الدولة والرعاية الاجتماعية عدة أشهر منذ بداية العام الجاري.
وانعكست الأزمة المالية والاقتصادية بشكل كبير على القوة الشرائية لسكان الإقليم وتسبب بكساد وركود في الأسواق المحلية.
ولحسن الحظ، حملت الأزمة أوجهاً إيجابية قليلة غير ظاهرة للعيان في الغالب.
فقد شهدت مطاعم تقدم وجبات لحوم الطيور البرية في سوق تعجيل الشعبي وسط أربيل ركوداً ملحوظاً وهو ما أنقذ حياة آلاف الطيور.
وقال صاحب أحد المطاعم ويدعى محمد مصطفى، "سابقاً، كنا نبيع يومياً وجبات للزبائن من حوالي 200 حمامة وعصفور وطير بري آخر، ولكن العدد لا يتجاوز 25 في الوقت الحالي".
وأضاف في حديثه لوكالة شفق نيوز، أن "الكساد الذي تشهده الأسواق ناجم عن الأزمة المالية وعدم دفع رواتب الموظفين".
وأردف مصطفى، وهو يلوح بيده إلى الشارع، "ملثما تشاهدون الشارع فارغ من المارة، وعدد الزبائن قليل، ولكن علينا مواصلة العمل عسى أن تكون هناك انفراجة".
ويشتهر شارع تعجيل القريب من قلعة أربيل الاثرية وسط أربيل عاصمة إقليم كوردستان بحيويته خلال المساء ولغاية منتصف الليل، حيث تقدم المطاعم الشعبية أنواع مختلفة من لحوم العصافير والطيور البرية التي يقبل الناس على تناولها.
وقال سيامند حسين (28 سنة): "أنا أعمل بالقطاع الخاص، ودائماً آتي إلى هنا، ولكن لدي أصدقاء يعملون في القطاع الحكومي ليس بمقدورهم المجيء معي حالياً بسبب أزمة الرواتب".
وعدا الطيور البرية، فإن المطاعم في شارع تعجيل تقدم اللحوم المشوية المختلفة، كما تنتشر المقاهي الشعبية في المنطقة، إلا أن الإقبال على المكان يشهد انخفاضاً ملحوظاَ.
وشارع تعجيل من الشوارع القديمة في أربيل، وكان يضم بالإضافة الى سكانه من المسلمين الكورد والتركمان، العديد من العائلات اليهودية التي مازالت بيوتها متواجدة في جي التعجيل.
ويتوقع مسؤولو إقليم كوردستان بانتهاء أزمة الرواتب العام المقبل مع توصل أربيل وبغداد إلى اتفاق مالي تم تضمينه في موازنة البلاد المالية لعام 2021.
وتضمن الاتفاق صرف بغداد لرواتب موظفي الإقليم وحصة تقدر بنحو 12 في المئة من الموازنة مقابل التزام أربيل بتسليم 250 ألف برميل يوميا من النفط ونصف واردات المعابر الحدودية للحكومة الاتحادية.