شفق نيوز/ صارت سنجار اسما لفيلم سينمائي من انتاج اسباني-امريكي، يتناول قصص العديد من قصص الحياة الواقعية ويصطحبنا داخل الصراع من خلال تجارب نساء تعرضن للاغتصاب والاستعباد الجنسي والاعتداء، بحسب ما تروي مجلة "فارايتي" الاميركية المتخصصة بأخبار الفن والترفيه.
وكانت سنجار مسرحا لمذبحة داعشية بحق الايزيديين في العام 2014، ووصفت من جانب منظمات حقوق الانسان بانها ابادة جماعية.
وذكرت "فارايتي" أن المدينة أعطت اسمها لاحدث فيلم للمخرجة الاسبانية آنا م. بوفارول التي كتبت ايضا الفيلم الروائي، وشاركت في انتاه ايضا شركة "كابوغا" الاسبانية وشركة "جينيس آت لارج" الأمريكية، أما شركة "فيلماكس" التي تتخذ من برشلونة مقرا لها، فقد حصلت على الحقوق الدولية للفيلم الذي تطلقه اسبانيا، وجرى تصوير اجزاء منه في إقليم كوردستان، بمشاركة الممثلات نورا نافاس وحليمة التر بالاضافة الى ايمان عيدو، وهي امراة ايزيدية احتجزتها داعش رهينة عدة سنوات.
واجرت المجلة الامريكية مقابلة مع المخرجة الاسبانية آنا بوفارول حول الفيلم، وترجمتها وكالة شفق نيوز
ايمان عيدو امراة ايزيدية شابة اعتقلت كرهينة لمدة أربعة أعوام من جانب داعش. كيف نجت من كل ذلك؟ وكيف أثرت هذه التجربة من الحياة الحقيقية على الفيلم؟
وقعت ايمان في الأسر عندما كان عمرها 9 سنوات وبيعت على الفور لأحد مناصري داعش وتم تزويجها منه. تغيرت حياتها تماما بعد ذلك. انفصلت عن عائلتها، وانتهت طفولتها فجاة واصبحت زوجة تتعرض لسوء المعاملة. تم بيعها مرة اخرى فيما بعد وجرى تزويجها مرة اخرى، ولم تعتبر اكثر من مجرد شيء. تمكنت من الفرار عندما كانت تبلغ من العمر 13 عاما، حيث كانت مراهقة قوية مستعدة للقتال من اجل حياة جديدة. تم تصوير فيلم "سنجار" عندما كانت ايمان تبلغ من العمر 15 عاما، وكانت تعيش في مخيم للاجئين. كانت كل تجاربها السابقة في نظرتها ، في حركاتها ، وأردت ان أضيف ذلك على شخصية أرجين، لان هذا كان شيئا فريدا. لكن في الوقت نفسه، كان العمل معها تحديا، حيث لم تكن تتمتع بمهارات التمثيل وكنا نعمل بمشاعر وتجارب حقيقية.
قررتِ اظهار بعض أهوال داعش وحروبها من منظور عدة النساء. ما رأيك في وجهات نظرهن وخبراتهن، وكيف يختلف هذا (الفيلم) عن الافلام الاخرى حول هذا الموضوع؟
اردت ان اكتشف كيف يمكن ان تتغير الحياة اليومية من خلال اهوال لا سيطرة لك عليها. كنت ارغب في ان اقرب حياة النساء الايزيديات من الشاشة واظهر للجمهور الغربي ان النساء اللواتي يعشن في الشرق الاوسط يعانين مثل اي امراة اخرى وانهن غير قادرات على ذلك نهائيا. وفي الوقت نفسه، كيف يمكن للحروب الخارجية ان تخترق واقع المراة الاوروبية (مثل تجربة كارلوتا، المراة التي تعيش في برشلونة والتي تلعب دورها نورا نافاس في الفيلم). اردت ان اكتشف كيف تحتاج المرأة في هذه المواقف للتكيف وكيف تحتاج الى البقاء على قيد الحياة. انه ليس يوما واحدا او اسبوعا واحدا من الرعب، بل هي شهور طويلة وحتى سنوات بالنسبة للبعض منهن. وقد فوجئت كيف استطاعت الايزيديات المستعبدات جنسيا تحت حكم داعش، ان يبقين أحياء يوما تلو الاخر، والعديد منهن كن مع اطفالهن. هذا الروتين هو شيء لم اجده في افلام اخرى تصور الحياة في ظل داعش.
لماذا قررت انتاج هذا الفيلم؟ كيف توصلت الى هذه القصة ، وكيف تواصلت مع هؤلاء النساء؟
بدأت في اكتشاف الكثير من التفاصيل حول حياة النساء الايزيديات تحت حكم داعش بعد غزو منطقة سنجار، وكيف تحولن الى عبيد جنس. لقد صدمت بالفعل. لم استطع في تلك الفترة ان ادرك كيف يمكن ان يحدث هذا، في مكان اخر في العالم. وسافرت الى كوردستان العراق، واجريت مقابلات مع العديد من النساء والاطفال في مخيمات اللاجئين الذين تمكنوا من الفرار من اراضي داعش وتأثرت بتجربتهم كثيرا، والتزمت بأ، اروي تجاربهم، وكيف حاولت النساء البقاء على قيد الحياة لحماية اطفالهن، وكيف خسرت الفتيات الصغيرات كل شيء وقررن محاربة داعش حتى النهاية. واكتشفت ايضا كيف فقدت الامهات الغربيات اطفالهن لداعش، حيث هربوا للانضمام الى "الخلافة".
هل تشعرين بالتهديد من جانب داعش بسبب تعاملك مع هذا الموضوع؟ هل هؤلاء النساء معرضات للتهديد؟
لا اشعر بالتهديد الان، حيث ان داعش خسر قوته وارضه قبل ان نبدا تصوير المشاهد. لكن صحيح ان هذا المشروع أثار خوف بعض المنتجين في البداية ورفضوا المشاركة خوفا من عواقب محتملة. معظم النساء الايزيديات لا يتعرضن للتهديد في الوقت الحالي، برغم ان العديد منهن يعشن في مخيمات للاجئين حيث دمرت منازلهن وما زالت منطقة سنجار غير آمنة وهدفا لقصف الجيش التركي. لا يزال بعض النساء والاطفال الايزيديين في عداد المفقودين، وربما يعيشون مع أنصار داعش السابقين.
كم استغرق تصوير الفيلم؟ متى واين؟ وما هي التحديات؟
قمنا بالتصوير لمدة ستة اسابيع في كوردستان العراق، بالقرب من منطقة سنجار، في مواقع حقيقية ومع العديد من الممثلين الحقيقيين. وتلقينا الدعم من المجتمع الايزيدي المحلي والقوات الكوردية- البيشمركة-، الذين اظهروا التزاما بالفيلم وقدموا الكثير من المساعدة. ثم فجاة بدأ وباء كورونا، حيث علق طاقم اسباني الماني نسائي فقط في العراق. وبعد الانتهاء من التصوير، تم حجر جميع افراد الطاقم داخل منزل، وهو المنزل الذي لا تزال فيه احدى الشخصيات مستعبدة. تمكن الجيش الاسباني من اعادتنا الى الوطن، وتمكنا من انهاء التصوير في برشلونة في نوفمبر (تشرين الثاني)، مع تطبيق العديد من الاجراءات الاحترازية من كورونا.