شفق نيوز/ أعلنت الأمانة العامة للمجلس الوطني الكوردي في منطقة الإدارة الذاتية شمال شرقي سوريا، يوم الأربعاء، عن قيام قوات الأمن الداخلي "الأسايش"، باعتقال عدد من المتظاهرين بينهم طلاب احتجوا على اعتقال مدرسيهم.
وأظهر مقطع فيديو متداول على وسائل التواصل الاجتماعي، اطلعت عليه وكالة شفق نيوز، قيام قوات الأسايش في مدينة الدرباسية بمنطقة الإدارة الذاتية، باستخدام القوة في فض تظاهرة شارك فيها طلاب وذوو مدرسين اعتقلوا على خلفية إعطائهم دروساً خاصة بمناهج الحكومة السورية.
وتفرض الإدارة الذاتية مناهج تدريسية خاصة بها في مناطق سيطرتها، فيما تدرس مناهج الحكومة السورية في مدارس داخل المربعين الأمنيين بمدينتي الحسكة والقامشلي بالإضافة إلى مدارس خاصة تابعة للكنائس المسيحية في المنطقة.
وقالت الأمانة العامة للمجلس الوطني الكوردي في بيان، ورد لوكالة شفق نيوز، إن الأجهزة الأمنية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي (pyd) في مدينة الدرباسية، قامت أمس الثلاثاء باعتقال المدرسين، عبد الحميد عليكو مدرس لغة عربية، وادريس شريف مدرس لغة عربية، وادريس عليكو مدرس فيزياء وكيمياء، ومحمد سليمان مدرس علوم، وابراهيم سليمان مدرس رياضيات، ودليل شيخ موسى مدرس رياضيات.
وأوضحت ان الاعتقال جاء بذريعة قيام المدرسين بتنظيم دورات تعليمية خاصة في المنهاج المعتمد من قبل الدولة السورية، مبينة أن هذا يناقض التفاهمات الأولية بين المجلس وقيادة قوات سوريا الديمقراطية "قسد" بترك الخيار للطلبة والأهالي في دراسة المنهاج الذي يرغبون به وتسهيل فتح المعاهد والدورات الخاصة في منهاج الدولة لحين الاتفاق على منهاج معترف به من قبل اليونيسيف.
وطالبت الأمانة العامة بالافراج الفوري عن هؤلاء المعتقلين وتقديم الاعتذار لهم، معربة عن ادانتها الشديدة لهذه الاعمال المسيئة والتي تصب في منحى ترسيخ وتعميق الخلافات القائمة بسبب "تفرد ادارة حزب الاتحاد الديمقراطي (pyd) بالقرار، والتحكم بمصير الاخرين في شتى المجالات التي تخص حياتهم السياسية والاقتصادية والتربوية والثقافية".
واعتبرت الأمانة العامة أن غاية الاتحاد الديمقراطي من هذه الاعتقالات هي "تشديد قبضته الأمنية وترويض الناس على تقبله عنوة".
ودعت كل الجهات المعنية بحقوق الانسان ووحدة الموقف الكوردي والحل السياسي في البلاد لرفع صوتها في مواجهة هذه "الممارسات الاستبدادية من قبل ادارة حزب الاتحاد الديمقراطي والتضامن مع المعتقلين وذويهم والطلبة المتضررين من اعتقال مدرسيهم".
وزاد التوتر مؤخراً بين المجلس الوطني الكوردي والإدارة الذاتية على خلفية تعرض مقرات المجلس لهجمات عدة في خمس مدن مختلفة شملت الحرق واطلاق رصاص وتهديد القوات الأمنية لعوائل مقاتلي بيشمركة روج المتواجدين في إقليم كوردستان العراق والذين يعتبرون الجناح العسكري للمجلس الوطني الكوردي.
وكان آلدار خليل، القيادي البارز في حزب الاتحاد الديمقراطي، قد وصف في وقت سابق قوات بيشمركة روج بـ"المرتزقة"، متهماً إياهم بالتبعية لتركيا، الأمر الذي أثار غضب المجلس الوطني الكوردي.
وطالب المجلس في حينها أميركا وقيادة "قسد" بوضع حد نهائي لهذه التجاوزات والاساءات، "وإبعاد كل شخص لا يؤمن بمبادرة وحدة الصف، ويتوجب على قيادة (pyd) توضيح موقفها من تصريحات رئيس وفدها المفاوض والاعتذار من البيشمركة الابطال وعوائلهم، وغير ذلك يعني استمرارهم في انتهاج تلك السياسات التي ينتهجها (pyd) والتي اضرت بشعبنا وقضيته".
وبدأ المجلس الوطني الكوردي (يضم 16 حزبا) وأحزاب الوحدة الوطنية الكوردية (يضم 25 حزبا ومنظمة كوردية) مفاوضات برعاية أميركية في منطقة الإدارة الذاتية شمال شرقي سوريا، وبإشراف قائد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" مظلوم عبدي مطلع نيسان الماضي، بهدف توحيد صفوف الكورد في سوريا ومشاركة المجلس الكوردي في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.