شفق نيوز/ حمّل مركز لالش الإيزيدي، الاثنين، الحكومة الاتحادية في بغداد مسؤولية ما سماه "الوضع المعقد" و"فوضى السلاح" في قضاء سنجار معقل أبناء الديانة الإيزيدية والواقع في محافظة نينوى شمالي العراق.
جاء ذلك في بيان بمناسبة الذكرى السادسة للإبادة الجماعية التي تعرض لها الإيزيديون على يد تنظيم داعش صيف عام 2014.
وقال المركز في بيان ورد لوكالة شفق نيوز، إنه "في الذكرى السادسة لجينوسايد الايزيدية في شنكال (سنجار) الجريحة، ما زال نحو 2800 من رجال ونساء واطفال من اهلنا الايزيديين في عداد المفقودين، وهنالك عشرات الالوف من الذين فروا باتجاه اوربا وامريكا واستراليا وغيرها هربا من مستقبل مجهول بسبب تصاعد المدّ الديني المتطرف في عموم الشرق الاوسط وبضمنه العراق الفيدرالي".
وأضاف، "نحن على دراية كاملة انه لو تم فتح باب الهجرة للايزيديين فان مئات الالاف منهم سيغادرون نحو المهجر، وكل ذلك بسبب عدم ثقتهم بالمستقبل القريب والبعيد، ومن حقهم ان يعملوا على حماية عوائلهم من أخطار لا يمكن التكهن بوقوعها، لكن اسبابها تتغذى على مرأى الجميع من خلال خطاب ديني تكفيري ومذهبي تغض الطرف عنه الحكومات المجاورة لاسباب ومصالح ضيقة ومعروفة".
وأشار المركز إلى أن "ذكرى فاجعة شنكال ستبقى تنزف وجعا ايزيديا، مثلما بقت وستبقى وصمة عار في تاريخ ومستقبل وجبين كل من نفذها ودعمها من خلف الكواليس المظلمة، خاصة من اولئك الذين لا يعرفون قيم التعايش والتآخي ولا يدركون المعاني الحضارية لرقي الانسان وتطوره".
وقال المركز إن "أهلنا في شنكال ومعهم كل الايزيديين يقفون امام مفترق طرق، حيث الوضع المعقد في شنكال ومجمعاتها وجبلها، وفوضى السلاح العارمة، ووجود اطراف مسلحة عديدة كلها تبحث عن مصالحها وتتاجر بالوجع الايزيدي، لكن اهتمامهم بالايزيديين ليس الا شعارا زائفا لتحقيق مآربهم التي باتت مكشوفة للجميع".
وحمّل المركز، وهو أكبر مؤسسة مجتمع مدني للايزيديين في كوردستان والعراق والعالم، بغداد "كامل المسؤولية عن الوضع المعقد في شنكال".
وأردف أن بغداد "تتعمد ترك الامور على حالها الفوضوي، لتحقيق اهداف قد تصل مدياتها لخارج الحدود العراقية، وفي الوقت نفسه فان معاناة اهلنا تتعمق وتترسخ سواء في مخيمات النزوح او لدى من عاد لارض شنكال على أمل البدء بحياة جديدة".
وطالب المركز، الحكومة العراقية، "بإيجاد حل لفوضى السلاح في عموم شنكال، وابعاد كل الفصائل المسلحة، من العراقيين والاجانب، وان يكون هنالك تفاهمات بين وزارة الدفاع العراقية ووزارة البيشمركة في اقليم كوردستان حول كيفية ادارة الامور في شنكال، وبالتنسيق العالي مع اهل شنكال، مع ايقاف مهزلة من يشغل مناصب ادارية من قائمقام ومدراء نواحي ممن تم تنصيبهم عنوة من خارج الحدود العراقية".
واجتاح داعش قضاء سنجار، معقل الديانة الإيزيدية، في 3 أغسطس/ آب 2014، وسيطر على المنطقة حتى تم طرده منها في العام التالي، على أيدي قوات البيشمركة.
وقالت الأمم، آنذاك، إن التنظيم يرتكب إبادة جماعية بحق الإيزيديين. ووفق أرقام مسؤولين إيزيديين فإن داعش قتل 1293 شخصاً خلال الأيام الأولى من اجتياح سنجار، كما اختطف حوالي 6 آلاف إيزيدي، بينهم نحو 3 آلاف امرأة وفتاة اتخذهن التنظيم "سبايا" للاستعباد الجنسي.
ورغم خسارة داعش، أواخر 2017، الأراضي التي كان مسيطرًا عليها في العراق، إلا أن نحو 2800 إيزيدي لا يزالون مفقودين.