شفق نيوز/ روى محامٍ في أربيل عاصمة إقليم كوردستان قصة "رحمة" و"احسان" بطلها قاضٍ في إحدى محاكم أربيل، أجرى خلالها مقارنة مع قاض أمريكي نال شهرة عالمية بفضل تسليط الإعلام الضوء على القضايا التي ينظر فيها.
وقال المحامي هوراز باواني، في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، "كان هناك متهم يحاكم بجريمة السرقة في محكمة جزاء (1) باربيل والتي يترأسها القاضي عبد الباسط عبدالله فرهادي، واعترف المتهم بجرمه وقام صاحب الدعوى بالعفو عنه، وتبين للمحكمة ان الجريمة اقترفت بسبب الفقر وسوء الوضع المالي والاقتصادي والوحدة وعدم امتلاك الشاب الجاني بيتا يأويه وينام على الارصفة فأقدم على السرقة بسبب افلاسه".
وأضاف أن "المحكمة أصدرت حكما بحبسه لمدة سنة مع وقف التنفيذ! بشرط ان يضع 10 الاف دينار في صندق المحكمة ويتعهد بعدم العودة للجريمة، بيد ان المتهم قال إنه لا يملك أية نقود ليضعها في صندوق المحكمة!!".
وتابع باواني بالقول، "ان القاضي اعطاه 10 الاف دينار ليضعها في صندوق المحكمة، واظن انه اعطاه 20 الفا اخرى، ولست متأكدا ان كانت اكثر او اقل، من اجل ان يعود بها، وقال له اذا كنت عاطلا عن العمل تعال الي لاجد لك عملا من اجل الا تضطر للسرقة بسبب البطالة!!".
وأردف، "لا ارغب ان اكيل المدح والثناء لاي شخص، لاننا من واجبنا في اي منصب كنا ان ننجز اعمالنا بافضل صورة و(لا شكر على واجب)".
وقال باواني، "لكن الذي رأيته في المحكمة من القاضي كان اكثر من ذلك، فعدا عن انه عامل ذلك الشاب بالرحمة اثناء اصدار العقوبة عليه، منحه مالا من جيبه الخاص واسدى له الكثير من النصائح وهذا تطبيق للاية (ان الله يأمر بالعدل والاحسان)".
وأجرى باواني مقارنة مع قاض أمريكي اشتهر بالرحمة قائلا، "إذا كان القاضي الامريكي فرانك كابيرو الذي له شهرة عالمية ويعرف بالقاضي الرحيم يعود سببه الرئيس الى ان الاعلام ووسائله اوصلوه الى هذا المستوى، لذلك انا ايضا ومن هذه الزاوية رويت لكم هذه القصة من داخل المحكمة والذي يعد نقطة في بحر لكي تعلموا انه يوميا قسم من القضاة المحترمين اذا لم يقوموا باكثر مما يقوم به القاضي (فرانك كابيرو) فان ما يقومون به ليس باقل من ذلك".