شفق نيوز/ ما تزال الطبقة العمالية تعاني من عدم تطبيق القوانين التي تضمن حقوقها، وبرغم الطفرة النوعية التي تشهدها كوردستان في جميع مفاصل الحياة إلا أن عمال السليمانية طرحوا واشروا العديد من المشاكل التي تواجههم.
ويتحدث مروان غريب أحد عمال البناء في السليمانية، لمراسل وكالة شفق نيوز قائلا "أنا أعمل كعامل بناء منذ عشرة اعوام ولم استطع شراء منزل او توفير أكثر من قوت يومي البسيط".
ويضيف، "انا كعامل بناء لا أمتلك من الحقوق سوى الأجر اليومي الذي أخذه من صاحب العمل الذي أعمل لديه وهذا الأجر في غالب الأحيان لا يكون كافيا لسد احتياجات أسرته المؤلفة من خمسة أفراد ، فغلاء الأسعار وتكاليف الدراسة والحياة مرهقة لي ولا قراني العمال في كوردستان".
وحول الضمان الصحي او الاجتماعي للعمال في كوردستان يؤكد مروان أنهم "يسمعون بقوانين العمل الضامنة للحقوق العامة لهم ومنها الضمان الاجتماعي أو الصحي لكن على أرض الواقع لا يوجد اي تطبيق هنا".
وبدوره قال مسؤول النقابات العمالية في السليمانية حالاك رؤوف في مؤتمر صحفي حضره مراسل وكالة شفق نيوز، إن "وضع العمال وبعد الثورة العمالية في مختلف انحاء العالم لم يكن كما كان يطمح ان يكون بسبب عدم تطبيق قوانين العمل وعدم إعطاء حقوق العمال وعدم ضمان الصحة والسلامة في مواقع العمل".
ويضيف رؤوف أن "في كوردستان يوجد قانونين مهمين لضمان حقوق العمال الأول قانون التقاعد والثاني قانون العمل وإذا ما تم تطبيقهما بصورة صحيحة فسيكون للعامل حقوقه المشروعة التي تضمن له العيش الكريم ، مشيرا إلى أن "نقابة العمال في كوردستان كانت ومازالت ساعية من أجل ضمان حقوق العمال في مواقع العمل لكن لم تكن الاستجابة الحكومية على النحو المطلوب".
إحصائيات و أرقام غير دقيقة
ويبين رؤوف انه "لغاية الآن هنالك أرقام اكبر من الأرقام التي يتم الإعلان عنها من قبلنا ومن قبل المنظمات العمالية والحكومة الخاصة لضحايا العمل وذلك بسبب ان جهل الكثير بحقوق العمال من قبل أرباب العمل والعمال أنفسهم جعلهم يغضون النظر عن الاعتداءات والأضرار التي يتعرض لها العمال التي تصل أحيانا للموت في مواقع العمل والتي عادة ما تحمل بطريقة اجتماعية".
واشار مسؤول نقابة العمال في السليمانية الى أن "النقابة منذ سنوات طالبت الحكومة بتنفيذ مشروع سكني للعمال ومن ذلك الحين لم يتم سوى تخصيص قطعة أرض لهم دون الشروع بالتنفيذ".
احتفال بسيط
وقال مراسل وكالة شفق نيوز في السليمانية، إن نقابة العمال في السليمانية وبالتنسيق مع شركات التنظيف أجرت استعراضا لعمال النظافة في شوارع المدينة وزينة عجلات العمال بالزينة والورود ابتهاجا بالذكرى السنوية لعيد العمال.
قصة عيد العمال
وفي أواخر القرن التاسع عشر أعلنت النقابات العمالية الأمريكية انتفاضتها بعد أن ضاقوا ذرعاً بالعمل فوق طاقتهم لساعات طويلة، حوالي 12 ساعة في ظروف خطرة و بأجر زهيد، لذلك و في عام 1884 إجتمع إتحاد المهن النظامية والنقابات العمالية في شيكاغو و طالبوا في شئ واحد، يوم عمل من ثماني ساعات، عرفت هذه الحركة بحركة الثماني ساعات في هاميلتون، "ثماني ساعات عمل، ثمتني ساعات نوم، ثماني ساعات فراغ للراحة والإستمتاع".
وفي الاول من مايو ايار عام 1886 نظم أكثر من ثلاثمئة الف أمريكي الإضراب، بعد ثلاثة أيام إجتمع آلاف من المضربين في ساحة هيماركت و حدثت أعمال شغب بين الشرطة والعمال ثم أطلقت قنبلة على الحشد فقتل عدد من الأشخاص وأطلق على هذا اليوم إسم "مذبحة هيماركت"، تجاوزت قضية هيماركت أسوار أمريكا و بلغ صداها عمال العالم و أحيا المؤتمر الأول للأممية الإشتراكية ذكراها في العاصمة الفرنسية باريس عام 1889 و تمت الدعوة لمظاهرات دولية لإحياء هيماركت عام 1890 و في العام الموالي أعترفت الأممية الإشتراكية في مؤتمرها الثاني بعيد العمال حدثاً سنوياً.