شفق نيوز/ حذر مختصون بالشؤون البيئية والمائية في اقليم كوردستان، يوم الخميس، من مخاطر واسعة وحقيقية تهدد الأمن المائي للعراق والإقليم، داعين إلى الإسراع بالعمل وإيجاد حلول ناجعة لأزمة الجفاف، مقترحين في الوقت نفسه تخصيص ميزانية لهذا الأمر للعشرين سنة المقبلة.
وذكر مراسل وكالة شفق نيوز، أن مركز الدراسات البيئية في جامعة كوردستان بأربيل نظمّ اليوم مؤتمراً تحت شعار (الاستثمار على كوكبنا)، حول البيئة والتداعيات والمخاطر التي تحدق بالعراق وإقليم كوردستان نتيجة التغير المناخي.
وقال رئيس جامعة كوردستان، بيل راميل، في كلمة افتتاح المؤتمر "في إقليم كوردستان هناك عوامل عديدة اثرت على البيئة منها الإبادة الجماعية التي تعرض لها الإقليم وضربه الأسلحة الكيمياوية والمعارك التي شهدها".
واشار الى ان "البيئة على مستوى العالم تضررت كثيرا بنسبة 80% وحاليا هناك تحديات كبيرة تواجه البيئة وادى ذلك الى فقدان العديد من الطيور والأحياء المائية".
وتابع راميل "العراق وإقليم كوردستان في المرتبة الخامسة بقائمة الدول الأكثر تضرراً من التغير المناخي والأضرار كبيرة جدا على العراق، وهذا يدفعنا الى العمل بشكل مستعجل لحماية البيئة وجامعة كوردستان تعمل على أن تؤدي دورا من خلال دعم الطلبة في مشاريعهم لحماية البيئة".
وختم بالقول "يجب زيادة الاعتماد على الطاقة الشمسية وأن نكون المبادرين في استخدام الطاقة الشمسية لحماية البيئة".
بدوره شدد الاكاديمي في جامعة كوردستان، دانا مولود، على "ضرورة تخصيص ميزانية لمدة العشرين سنة المقبلة لمواجهة التغيرات المناخية والاستفادة من المياه السطحية بدلا من الاعتماد على المياه الجوفية".
وقال في مداخلته في المؤتمر "أوصي حكومة الإقليم بالعمل على الاستفادة من المياه السطحية في الإقليم واغلاق الابار لان منسوب المياه الجوفية انخفض الى حد كبير".
وقال في تصريح لشفق نيوز على هامش المؤتمر "يحتاج العراق إلى بناء احواض اصطناعية لجمع مياه الأمطار والاستفادة منها لتغذية الوسط والجنوب وهذه الطريقة الوحيدة لحل مشكلة المياه وأيضا الحفاظ على المياه الجوفية".
واكد مولود "بالإضافة الى هذا للعراق نهرين هما دجلة والفرات وعلى العراق العمل على عدم تقليل منسوبهما من قبل دول الجوار وأيضا كيف يمكن التصرف بمياه النهرين".
من جانبه، قال رئيس هيئة حماية وصيانة البيئة في إقليم كوردستان، عبد الرحمن صديق، في مداخلته "إقليم كوردستان والعراق لديهما خطة لحماية البيئة لعشر سنوات ودخلت حيز التنفيذ منذ العام 2015 لكن التطبيق بحاجة الى دعم حكومي".
واشار الى ان "ليس هناك دعماً دولياً للعراق وكل خطة استراتيجية بحاجة الى دعم مالي ولا يوجد دعم دولي بسبب تداعيات العملية السياسية في العراق غير المقبولة دولياً".
واوضح صديق "وعلى سبيل المثال عندما ورد اسم العراق في المرتبة الخامسة ضمن الدول الأكثر تضررا بالتغير المناخي في عام 2015 كانت مصر في المرتبة الثانية ولكن لوجود الدعم الدولي أصبحت مصر الآن في المرتبة 39".
وأكد أن "الدعم الدولي الذي يطلبه العراق ليس كبيراً في حين بعض الدول تم منحها أضعاف ما طلبه العراق سنوياً"، لافتاً إلى أن "للسياسة تأثير كبير على البيئة ولكون الإقليم جزء من العراق فان ابرام العقود مع الدول والمنظمات يجب أن يكون عبر العراق".
وأضاف صديق "حاليا العراق لديه دعوة لحضور مؤتمر حول البيئة في ساحل العاج وبدلا من ان تقوم الحكومة العراقية بإرسال وفد من وزارة البيئة العراقية ومن هيئة إقليم كوردستان قامت بإرسال شخصاً واحداً ليمثل العراق في المؤتمر".
وقال ان "في إقليم كوردستان فقط هناك 223 منظمة معنية بالبيئة ولكن جميعها غير فعالة فهل شاهدتم يوما اعتصاما يطالبون فيه بتحسين البيئة مع انه تجري التظاهرات والاعتصامات لأمور أخرى".
وبين ان "رئيس إقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني بصدد تنظيم مؤتمر في الفترة المقبلة بمشاركة 500 اكاديمي حول كيفية الاستثمار في البيئة".
إلى ذلك قال مدير عام منظمة روانكة، عبد السلام مدني، ان "منظمات المجتمع المدني هي التي دقت جرس الإنذار من مخاطر البيئة ونفذت حملات توعية بهذا الخصوص".
واكد ان "البيئة تشكل تحدياً كبيراً في العراق وإقليم كوردستان ومن الضروري ان تكون على رأس قائمة أولويات صانع القرار في الإقليم والعراق بشكل عام، والمنظمات دورها يكمن في التوعية وحملات المدافعة للضغط بهذه الاتجاهات، ويجب ان نعرف هل هناك خطة استراتيجية لمواجهة هذا التحدي البيئي الكبير ام لا، هذا ما نفتقده ولم يصل الينا ولا نعرف هل هو موجود ام لا".
واوضح ان "مؤسسة روانكة تعمل في أربعة قطاعات واحد منها البعد البيئي ومع زيادة التحديات بدأنا بمجموعة مبادرات كانت لدينا بداية التأسيس لحملات توعية كبيرة باتجاه ترشيد استهلاك الماء والكهرباء ورمي النفايات وغيرها بخصوص الطاقة المتجددة".
وأضاف "كما أعددنا برنامج بخصوص نصب وادامة خلايا الطاقة الشمسية وآليات استخدامها اضافة الى حملات التشجير في المدارس والمساحات الأخرى، منها زراعة مليون شجرة بلوط في إقليم كوردستان وخمسة آلاف شجرة يوكاليبتوس في الموصل وبصدد توسيع المشروع ليشمل كل العراق".
بدوره قال المستشار العلمي لرئيس إقليم كوردستان، بهرام خضر مولود، ان "القرارات التي تصدرها الجهات البيئية اذا كانت الزامية ستكون قوتها اكثر ويمكن الاستفادة منها، والحلول ستكون أسهل، بالإضافة إلى أنه يجب الاستفادة من البحوث الاكاديمية وانه يجب ان يكون لدى الحكومة وبالأخص وزارة التخطيط خطة استراتيجية لمواجهة التغير المناخي".
هذا وناقش المؤتمر التغيرات المناخية على بيئة إقليم كوردستان والطاقة المستدامة والسياسات ودور المنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص في حماية البيئة.