شفق نيوز/ في أجواء ثلجية ودرجات حرارة تحت الصفر تحرص العوائل على إبقاء أطفالها داخل المنزل وتأمين التدفئة بأي طريقة كانت، وفي إقليم كوردستان الأشد برودة من باقي مناطق العراق يفضل الأطفال حرارة المدفئة على صقيع الشوارع، لكن هنالك أطفال اضطرتهم الظروف الاقتصادية إلى ملازمة الطرقات لتأمين قوت يومهم.
في محافظة السليمانية، العاصمة الثقافية لإقليم كوردستان، ينتشر أطفال بأعمار مختلفة من عدة محافظات عراقية في شوارع المدينة لبيع المناديل الورقية أو السكائر وغيرها من الأشياء البسيطة والزهيدة الثمن وذات مردود قد لا يسد الرمق، لكنهم يحاولون على قدر استطاعتهم الحصول على أي مبلغ ليعودوا به إلى عوائلهم مساءً.
الطفولة، عالم البراءة والوداعة والنقاء، هذه مفردات لا تتحقق على أرض الواقع إلا في مجتمعات مستقرة سياسياً واقتصادياً وتسودها أجواء صحية مناسبة لنمو الطفل، خالية من اضطرابات الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها مجتمعاتنا في منطقة الشرق الأوسط.
يقول مدير برنامج حماية الطفولة في إقليم كوردستان، علي إبراهيم، لوكالة شفق نيوز، إن هناك 400 طفل يعملون في أسواق السليمانية تتراوح أعمارهم بين 10 إلى 15 عاماً، أغلبهم من العوائل العراقية النازحة والذين تبلغ نسبتهم 65%، فيما يشكل الأطفال السوريون اللاجئون في الإقليم 20%, أما أطفال الغجر فتبلغ نسبتهم 15%، في حين تتراوح نسبة أطفال الإقليم بين 3 إلى 5%.
ويضيف إبراهيم أن "أغلب الأطفال النازحين أتوا من مناطق ريفية ولم يكملوا دراستهم، وأكثرهم من عوائل مكونة من 6-7 أفراد فما فوق، يجبرهم ذويهم على العمل بسبب الفقر"، مؤكداً "اننا كمنظمة تعنى بالطفولة احتوينا أكثر من 30% من هؤلاء الأطفال من خلال تقديم الحماية والمساعدات وإقامة الدورات لهم ومحاولة تأهيلهم دراسياً".
وينص الدستور العراقي في المادتين 29 و 30 على حماية الطفل بتوفير مستلزمات العيش الكريم والضمان الصحي والاجتماعي وتوفير بيئة ملائمة لنموه.