شفق نيوز/ أحيا العشرات من الكورد المؤنفلين الذكرى الـ34 لعمليات الأنفال سيئة الصيت، التي قام بها النظام الديكتاتوري السابق منذ بدايات ثمانينيات القرن الماضي وراح ضحيتها أكثر من 182 ألف إنسان.

وتضمنت عمليات الأنفال تهجير عشرات الآلاف من الأسر الكوردية من مناطق سكناها في إقليم كوردستان وشمالي العراق ونفي العديد منهم في الصحراء الجنوبية وتحديداً في محافظتي الديوانية والمثنى.

ونظم ذوو الضحايا المؤنفلين في مناطق مختلفة زيارات لسجن قلعة "نقرة السلمان" في المثنى الذي يعد رمزا وشاهدا على ما تعرض له المؤنفلين، حيث يقطعون مئات الكيلومترات في بادية السماوة حيث موقع السجن.

السجن الرهيب.. الموت جوعاّ أو قتلاً

يقول آكو عبد العزيز، لوكالة شفق نيوز، وهو أحد الذين أحيوا الذكرى السنوية وأحد الناجين من عمليات الأنفال، انه كان عمره حينها ستة أعوام، وكان يتجول بين أركان سجن قلعة السلمان وينتقل من زنزانة الى اخرى ويستذكر حالات التعذيب مع أمه وأبيه وشقيقته وعمه واولاد عمه الذين ماتوا جميعاً في السجن ودفنوا في مقبرة جماعية خارج أسوار السجن في الصحراء الشاسعة.

ويضيف عبد العزيز بحرقة وحزن "هنا تعذبنا وهنا قتلوا جميع اقاربي ولم اعثر على جثثهم حتى الآن واتذكر ان اختي حينما كانت جائعة وطلبت الطعام لم نجد شيئاً لإطعامها وضابط السجن يمنع دخول الاكل لنا حتى ماتت من الجوع".

ويتابع "يمثل سجن قلعة السلمان رمزاً وشاهداً على قضيتنا التي لن ينساها التاريخ والتي ستبقى شاهدا اسودا على تاريخ صدام حسين ونظامه القمعي".

ويطالب عبد العزيز "نريد من الحكومة العراقية استرجاع جثث اهلنا وكشف ملف المقابر الجماعية واخراج رفات الجميع، منذ العام 2003 وحتى وقتنا هذا نحن ننتظر ولم يتحقق ما نطالب به".

ملف المقابر الجماعية

يقول منسق الزيارة لسجن "نقرة السلمان"، ملا هوار الداوودي، لوكالة شفق نيوز "لقد جئنا لنحيي عملية الانفال تضامناً مع اخواننا الكورد لكي لا ننسى العملية الاجرامية ولا تنسى أجيالنا هذه العملية ونقول للناس جميعا بأن الظلم لا يدوم كما هو حال صدام حسين الذي قام بأبشع أنواع الظلم ولكن اين هو، هكذا مصير كل ظالم كما مصير صدام حسين".

ويؤكد على ضرورة وحدة العراق "علينا ان نترابط وان نتآخى في ظل دولة العراق لان كل الشعب العراقي ظلم وتعرض للابادة والطغيان وأن تكون رسالة للجميع من أجل السلام".

أما الحقوقي زانيار رشاد، الممثل القانوني لعوائل الكورد المؤنفلين، فيقول لوكالة شفق نيوز "نطالب الحكومة المركزية وحكومة اقليم كوردستان وخصوصاً مؤسسة الشهداء بالإسراع بفتح المقابر الجماعية المتبقية والتعرف الى رفات الضحايا وتسليمها الى ذويهم لكي لا يقطعوا تلك المسافة الطويلة للترحم عليهم".

ويضيف "توجد مقابر خاصة للمؤنفلين في قضاء جمجمال واربيل وطوزخورماتو، لذلك بعد العثور على رفاتهم يتم نقلهم الى تلك المقابر".

ويؤكد "ما نزال مستمرين في إجراءاتنا القانونية للعثور على الشهداء المتبقين واخراج رفاتهم قانونيا ونقلهم الى المقابر المحددة التي أبلغتنا بها الحكومة المركزية".

 

من: آيات علي