شفق نيوز/ يُعرف عن العراقيين قديما وحديثا ثراء مطبخهم وتنوع أكلاتهم، جاء ذلك من تعدد حضارات شعوبه منذ ظهورهم والى يومنا هذا، وتشير الدلائل حول عثور الآثاريين على 3 ألواح طينية أثرية يعود تاريخها إلى 4000 عام قبل الميلاد تحتوي على 47 نوعا من الأكلات والمشروبات اضافة إلى العديد من الكتب التي تحتوي على مئات الوصفات.
وهذا التنوع الثري هو الذي جعل وجبات الأكل في العراق متنوعة في وجبة الفطور بأوقات الصباح، ومع تعدد أنواع الأكلات الشعبية في مناطق ومدن العراق يبقى هناك تشـابه الى حد كبير فيما يتناوله العراقيون في الصباح مع أختلاف بسيط بطريقة التقديم الناجمة عن اختلاف الواقع الجغرافي والبيئي والتعدد الثقافي.
وفي السليمانية تعمل السيدة گوڵستان كريم ذو 40 ربيعا في تحضير الوجبات الصباحية الفلكلورية في المنزل في مطبخها الشعبي الذي يقدم وجبة الإفطار بطريقة (دلفري)، وهو المطعم الوحيد الذي يقدم وجبات الإفطار الشعبية بطريقة التوصيل السريع.
فتقول گوڵستان كريم وتُكنى بـ"أم أحمد" في حديثها لمراسل وكالة شفق نيوز انها تفتح أبواب المطبخ منذ الساعة السادسة صباحا لتقوم بتجهيز وجبات الفطور الشعبية لزبائنها والذين عادة ما يرسلون لها الطلبات عبر رسائل تطبيق (الواتساب)، لتقوم بتهيئتها لهم حسب التوقيت الذي يرتئيه الزبوب.
وتقول أم أحمد إن هذا المطبخ يعيل 6 أسر فجميع من يعمل في مطبخها هن من النساء المعيلات لأُسرهن.
ام احمد و زميلاتها يقدمن للزبائن من أهالي السليمانية ومن يزورها العديد من الأكلات الشعبية التي اعتاد العراقيون على تناولها بطريقة جماعية.
وعن الأكلات الشعبية التي يفضلها السيدة (كريم) هي: المخلمة، والجلّفراي، وعروك الطاوة.
وتقول تلك السيدة إن: هناك من يرغب بفطور المخلمة والجلفراي وعروك الطاوة وأكثر من يطلبها هم طلبة الكليات والمعلمين، فهي تقدمها لهم بنكهات ومذاقات شعبية نادرة.
"القيمر، والكاهي"
فهو فطور عراقي بَحت صباحي شهي مع الكاهي، ولذته مع العسـل، أو الدبس، أو المربى و خاصة يوم الجمعة وأيام العطل الرسمية والأعياد، وأصبح تقليدا (مودة) في جلسات قبول النسـاء أو ما يُسّـمّى بالفطور المُتأخر.
"الباكلًة (الباقلاء) مع البيض و بالدهن الحُرّ"
فهي من الأكلات الشعبية الفلكلورية وتحضر من الباقلاء والخبز (منكّع بالتشـريب) أي (منقوع بحساء الباقلاء)، و أغلبية الأسر العراقية وحتّى وقتنا هذا يحرصون على تناولها ايام الجُمَع أو العُطَل مع الأهل والأسرة وتقوم ام احمد بأعدادها بأشهى والذ طريقة مُمكِنة مع البيض المقلى.
"اللبن والحليب"
اللبن مع (الگشـوة) يتلذذّ به العراقيون وكلما كانت (الگشـوة) صفراء اللون يعني أن الحليب دسـم، وهناك من يعمل اللبن بجودة عالية معتمدين على خميرتهم من لبن قديم.
وتقول أم أحمد، إن كثيراً من الأسر تطلب اللبن (الخاثر) أي الرائب، مع (الگشـوة) بجانب الجبن والبيض للفطور الصباحي.
وتختتم ام احمد حديثها بالقول إن مشروعها الشعبي الذي يعيل الأسر الست بدأت به منذ العام 2018 بجهود فردية وبدعم من أفراد أسرتها حتى أصبح الآن وبعد ثلاثة أعوام من المطابخ المشهورة في السليمانية.