شفق نيوز/ فيما تستعد العوائل النازحة في اقليم كوردستان لبرد الشتاء وتعد العدة لتوفير مستلزمات الدفء، وهو ما يشغل تفكيرها اكثر من أي شيء آخر، يستعد المرشحون للانتخابات البرلمانية بحملات دعائية تنتشر ملامحها في مخيمات النازحين التي تعصف بها تقلبات الطقس وضنك العيش.
في مخيم آشتي بمحافظة السليمانية، يؤكد العديد من النازحين أنهم ما عادوا يثقون بالشعارات التي يطلقها المرشحون، فقد سبق أن سمعوها لدورتين انتخابيتين ولم يسلموا تطبيقها على أرض الواقع.
ويأمل النازحون أن تكون الانتخابات المبكرة المقرر إقامتها في العاشر من الشهر الجاري، فاتحة خير لمعالجة مشكلاتهم في العودة إلى مناطقهم بعد سنين طويلة من المعاناة قضوها في المخيمات وظروفها الصعبة، كما يترقبون أن تحدث نتائج الانتخابات تغييرا في مواقف السياسيين إزاء محنتهم.
داخل مخيم آشتي يأمل الشاب عيسى (22 عاما) خلال حديثه لوكالة شفق نيوز، أن تكون الانتخابات المبكرة فرصة لإنهاء المشاكل المتعلقة بعودة النازحين إلى مناطقهم، وأن تحدث تغييراً في العملية السياسية بعد سنوات طويلة من المعاناة ونقص الخدمات والمزايدات السياسية التي يسمعها كل حين ممن يدعون أنهم سيخلصون النازحين من قهر الأوضاع الصعبة التي يعيشونها بعيدا عن ديارهم.
وقال بحسرة إنه يأمل أن تكون الانتخابات المقبلة مختلفة عن الدورات السابقة ودعاياتها غير المجدية، وإنه يشعر بأن نتائجها ستفرز من يساهم في إعادة النازحين إلى مناطقهم وإغلاق هذا الملف وسوء الأحوال الصعبة التي يواجهونها منذ 2014 وحتى اليوم.
وهو ما يأمله أيضاً النازح جسام، من مدينة يثرب في محافظة صلاح الدين، إلا أن نظرته المتفائلة وأمله في قدرة الانتخابات على التغيير، لا يشاركها فيه جميع من في المخيم، فالبعض منهم تمكّن اليأس منه، ويرى أن وعود الانتخابات الحالية لا تختلف عن الوعود السابقة، التي لم تغير من واقعهم المحزن الذي يفتقر لأدنى مقومات الحياة، كما يرى فارس منير (48 عاما) من صلاح الدين.
اما حسام فيتحدث عن واقع آخر يتعلق بالمشكلة الأساسية التي تحول دون عودة النازحين لمنطقتهم الأصلية، إذ يوضح لوكالة شفق نيوز، أن المشاكل التي تمنع عودتهم كثيرة ومتفاقمة سنة بعد أخرى، قائلا "الوعود تتحدث عن عودتنا لكن إلى أين نعود؟ بيوتنا مهدمة وقريتنا ليس فيها أي بيت قائم والخدمات غائبة تماما، ولا توجد شوارع ولا فرص عمل ولم نحصل على أي تعويضات".
ويرى حسام أن وعود المرشحين هي "دعاية انتخابية"، في حين أنهم بحاجة لتغيير جذري وحياة كريمة لا يعودون فيها إلى المجهول، بل يجب أن تجد الطبقة السياسية الفائزة "حلولا جذرية وليست ترقيعية".
ولذلك قرر حسام عدم التصويت في الانتخابات، موضحا "لن أشارك في الانتخابات بسبب عدم وفاء السياسيين بوعودهم، وفي كل مرة يستلمون المنصب لملء جيوبهم وحسب، دون الاكتراث لوضعنا وأحوالنا".
في حين قالت أم محمد البالغة من العمر (76) عاما، وهي من صلاح الدين أيضاً "نحن الآن بحاجة إلى أن نعيش كالاخرين ولا يهمنا من سيكون في البرلمان ام الحكومة، نحن نريد العيش الكريم ولقمة تشبع أولادي وليعلم الجميع اننا نعيش على المساعدات" في إشارة إلى دور حكومة وشعب كوردستان في مساعدتهم وايوائهم خلال السنوات الماضية.
ويقع مخيم آشتي في جنوب السليمانية وأغلب النازحين فيه هم من محافظة صلاح الدين والذين يصل تعدادهم حوالي ألفي عائلة.