شفق نيوز- السليمانية

أكد السياسي الكوردي المستقل محمد أمين بينجويني، يوم الأحد، أن عملية السلام بين حزب العمال الكوردستاني والدولة التركية كانت "محطة تاريخية"، مشيراً إلى أن الحزب قدّم جميع التزاماته، بينما لم تُقدم أنقرة خطوات عملية لإحياء المسار.

قال السياسي الكوردي المستقل محمد أمين بينجويني في تصريح خاص لمراسل وكالة شفق نيوز إن عملية السلام التي جرت بين حزب العمال الكوردستاني والدولة التركية مثّلت "فرصة تاريخية" لإيقاف نزيف الصراع، مضيفاً أن نجاحها يعود إلى "حكمة عبدالله أوجلان ومرونته السياسية".

وأوضح بينجويني، أن حزب العمال "نفّذ ما عليه من التزامات"، من خلال إيقاف إطلاق النار ونزع السلاح ووقف العمليات العسكرية باتجاه تركيا، إلا أن الجانب التركي بحسب تعبيره "لم يقم بأي خطوة عملية حتى الآن، واكتفت الحكومة بالتصريحات"، مشيراً إلى أن أبرز ما قامت به أنقرة خلال تلك الفترة هو "السماح لوفد برلماني بزيارة أوجلان في سجنه".

ودعا بينجويني الحكومة التركية إلى اتخاذ "خطوات أكثر جدية لإحلال السلام في المنطقة"، محذراً من أن "تكرار السياسات التي اتُّبعت مع الشيخ سعيد والسيد رضا قد يقود إلى نتائج عكسية ومضرة باتجاه الدولة التركية نفسها".

وفي محور آخر، بين بينجويني إن القوة الكوردية في سوريا (قوات سوريا الديمقراطية) "قوة مستقلة ولا يُتوقع أن تتأثر بأي خطة تركية"، مؤكداً أن هذه القوات "مرتبطة بتفاهمات مباشرة مع الولايات المتحدة في محاربة داعش"، وأن قرار رمي سلاحها "ليس من صلاحية أي طرف كوردي أو إقليمي لأنها قوة عسكرية معترف بها دولياً ولها شراكات في إطار مكافحة الإرهاب".

شهدت تركيا بين عامي 2013 و2015 مسارًا تفاوضيًا غير مسبوق عُرف بـ"عملية السلام"، بدأ بمبادرة لوقف إطلاق النار بين حزب العمال الكوردستاني والحكومة التركية، بإشراف مباشر من زعيم الحزب المعتقل عبدالله أوجلان.

وخلال تلك الفترة، أوقف الطرف الكوردي العمليات العسكرية وسحب مقاتليه من الأراضي التركية، فيما كانت أنقرة تتعهد بخطوات تتعلق بالإصلاح السياسي وتعزيز الحقوق الثقافية والمدنية للأكراد.

لكن العملية انهارت في صيف 2015 بعد تجدد المواجهات المسلحة، لتعود الأزمة إلى نقطة الصفر، وسط تبادل الاتهامات بين الجانبين حول أسباب فشل المسار.

و في مايو/أيار 2025، أعلن حزب العمال الكوردستاني قراره بـ حلّ نفسه وإنهاء الصراع المسلح مع الدولة التركية، استجابة لدعوة من زعيمه المعتقل عبدالله أوجلان.

في أوائل يوليو/تموز 2025، بدأت عملية تسليم السلاح داخل أراضي إقليم كوردستان العراق، خلال مراسم رمزية قرب مدينة السليمانية، أقدم نحو 30 مقاتلاً من العماليين بينهم عدد من القادة المحليين على حرق أسلحتهم كخطوة أولى على طريق نزع السلاح.

الإعلان عن نزع السلاح قوبل بوصفه نقطة تحوّل لا رجوع عنها في مسار السلام، من قبل مسؤولي الحكومة التركية، وفقهم، العملية تُنفَّذ تحت إشراف آليّة مشتركة تضم مسؤولين من الاستخبارات والقوات المسلحة التركية، إلى جانب سلطات إقليم كوردستان والإدارة العراقية.