شفق نيوز/ اتهم ذوو فتاة قاصر في مدينة القامشلي كبرى المدن الكردية في سوريا، يوم الخميس، سلطات الإدارة الذاتية باختطاف ابنتهم القاصر لتجنيدها في صفوف التشكيلات الأمنية التابعة للإدارة التي يقودها حزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د" المرتبط بحزب العمال الكوردستاني المناهض لتركيا.
والطفلة "سما فتح الله كدو" من مواليد عام 2005 وهي ابنة شقيقة السكرتير العام لحزب اليسار الديمقراطي الكردي في سوريا أحد أبرز أحزاب الإدارة الذاتية والذي شغل منصب رئيس هيئة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية بداية تأسيسها.
وقال فتح الله كدو والد الطفلة المخطوفة لوكالة شفق نيوز أن مجموعة من ثلاث فتيات قصر ينتمون لتنظيم الشبيبة الثورية يستقلون سيارة فان مغلقة قاموا بخطف أبنته اثناء توجهها صباح يوم 19/12/2021 إلى معهد تعليمي بمدينة القامشلي بحسب ما شاهده أهالي الحي.
وأوضح إن عائلته ومن بينهم خال الطفلة المسؤول في الإدارة الذاتية تلقوا وعودا من كوادر حزب العمال الكوردستاني المسؤولين عن الشبيبة الثورة بإعادة طفلتهم خلال أيام ولكن بعد مضي 17 يوماً لم ينفذوا وعودهم.
وأكد كدو بأن طفلته كانت متواجدة في "مركز مدينة الشباب" بالقامشلي والذي يعتبر المقر الرئيسي لتنظيم "الشبيبة الثورية" حيث يتم نقل الأطفال والقصر إلى هذا المركز قبل فرزهم إلى معسكرات التدريب في الحسكة والمالكية وريف الدرباسية والقامشلي.
وأشار كدو إلى أن ابنته القاصر تعاني منذ سنوات من أمراض عصبية ونفسيه تسبب لها بقصر في النمو وضمور إلى جانب معاناتها من الاكتئاب الحاد والعزلة وضعف في بنيتها الجسدية وهي تتلقى العلاج منذ العام 2013 وتعامل معاملة خاصة في المنزل بحسب وصفه.
وناشد كدو من خلال وكالة شفق نيوز المنظمات الدولية والإنسانية والأمم المتحدة والتحالف الدولي بالضغط على "قسد" لإعادة أبنته القاصر إلى المنزل لمتابعة دراستها ووضع حد نهائي لظاهرة خطف وتجنيد الأطفال والقصر من قبل الشبيبة الثورية.
وطالب كدو من قائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي احترام توقيعه على خطة عمل مع الأمم المتحدة من أجل إنهاء ومنع تجنيد الأطفال دون سن 18 واستخدامهم في الأعمال العسكرية في حزيران 2019.
وحمل والد الطفلة المخطوفة حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) وقوات سوريا الديمقراطية المسؤولية الكاملة عن سلامة أبنته وتدهور وضعها الصحي في الوقت الحالي ومستقبلاً.
وقالت والدة الطفلة، زريفة كدو وهي تذرف الدموع إن "أبنتي مريضة وتحتاج إلى عناية خاصة وهي غير قادرة على حمل السلاح ولم نكن نسمح لها حتى بالقيام بالإعمال المنزلية حراء وضعها الصحي الخاص".
وأضافت كدو أن "مكان ابنتي الطبيعي هو منزلها ومقاعد الدراسة وهي طالبة متفوقة في دراستها سواء في المدرسة والمعهد التعليمي".
و"الشبيبة الثورية" تتبع للإدارة الذاتية وتتكون من شباب وشابات معظمهم من القاصرين وغالبا ما يتهمون بأعمال مرتبطة بتجنيد الأطفال والاعتداء على النشطاء والمعارضين وكذلك أتهم المجلس الوطني الكوردي مراراً هذه المجموعة بالوقوف خلف عمليات حرق واعتداء طالت مقراته في المنطقة.
وذكر تقرير صادر عن الأمم المتحدة في أيار/مايو الماضي أنه تم تجنيد أكثر من 400 طفل بين تموز/يوليو 2018 وحزيران/يونيو 2020 من قبل وحدات حماية الشعب التي تشكل العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية في شمال شرق سوريا.
وبالرغم من توقيع قوات سوريا الديمقراطية خطة عمل مع الأمم المتحدة في 29 حزيران/ يونيو 2019 من أجل إنهاء ومنع تجنيد الأطفال دون سن 18 واستخدامهم في الأعمال العسكرية إلا أن عملية تجنيد الأطفال لا تزال مستمرة في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية شمال شرق سوريا.
وكانت "قسد" قد أنشأت مكاتب خاصة لحماية الطفل في النزاعات المسلحة وأعادت هذه المكاتب العشرات من الأطفال والقاصرين إلى ذويهم بعد تجنيدهم .