شفق نيوز/ حركة دؤوبة تشهدها الأسواق الشعبية والمراكز التجارية في محافظة السليمانية بإقليم كوردستان، هذه الأيام بالتزامن مع توزيع رواتب شهر أيار وارتفاع درجات الحرارة في محافظات الوسط والجنوب واقتراب عيد الأضحى المبارك.

تلك الأسواق تشهد إقبالا لافتا، استعدادا للاحتفال بالعيد، الذي يتميز بمكانة خاصة لدى الشعب العراقي، ويسمونه "العيد الكبير".

وكل بطريقته، يستعد العراقيون لاستقبال "خروف العيد"، إحياءً لسُنة يرونها "ضرورية" لإدخال الفرحة على البيوت وإسعاد جميع أفراد الأسرة، ولا سيما الصغار.

مستلزمات العيد 

يقول ارام محمد، وهو مواطن من أهالي السليمانية، في حديثه لوكالة شفق نيوز، إنه "مهما كانت التكلفة المادية، يبقى لعيد الأضحى في السليمانية نكهة خاصة، فله طقوس عديدة تحافظ عليها الأسرة العراقية، فلا يكاد يخلو أي سوق شعبي من أصناف التوابل وكل ما هو جديد من الأواني وما تحتاجه المطابخ العراقية لاستقبال الوافد الجديد على كل بيت، فلم تعد مناسبة عيد الأضحى تعتمد على التحضيرات البسيطة المتعارف عليها منذ زمن طويل".

وفي السواق الكبير وسط السليمانية، قالت مريم علي، لوكالة شفق نيوز إن "لهذا العيد طقوسه الخاصة، حيث تعيش النساء بالخصوص لحظات من الفرحة وهن يتهافتن كل سنة لاقتناء الأواني الفخارية، والسَفُّود (قضبان حديدية تستخدم في الشواء)، ومواقد الشواء"،  مؤكدة أن "هذه المناسبات اعادت تجارة الفحم، وشحذ السكاكين، وبيع كل معدات الشواء، مما يخلق رواجا تجاريا كبيرا في السوق هذه الأيام".

وأضافت أن "تكلفة العيد لا تحسب بثمن اقتناء الخروف فقط، بل يضاف إليه ثمن مقتنيات أخرى من الفحم وأوان جديدة وتوابل طازجة تختارها بنفسها وتعمل على طحنها لإعداد أطباق متميزة لأسرتها".

زيادة في الاستهلاك 

ويؤكد أرسلان محمد في حديثه لوكالة شفق نيوز أنه "لا تنتهي مسيرة النساء اليومية للأسواق الشعبية باقتناء مستلزمات المطبخ، إذ صارت الأيام القليلة التي تسبق عيد الأضحى موسماً للتسوق والسخاء، وأحيانا الاستهلاك الزائد عن الحاجة.

ويشير أرسلان إلى أن "الاحتفال بعيد الأضحى يحتاج لوازم خاصة، إلا أن عرض السلع بطريقة مرتبة، يغري النساء بالخصوص، و يدفعهن إلى اقتناء الحاجيات الضرورية وغير الضرورية أيضا".

وأضاف، أنه توجد ثقافة جديدة بدأت تظهر في العراق عموما السليمانية خصوصاً ، حيث صارت ثقافة الاستهلاك متفشية، ولا سيما خلال شهر رمضان، وأثناء الاحتفال بعيد الأضحى، حيث تظهر مصاريف زائدة عن الحياة العادية.

وأفاد بأن ما يدفع النساء إلى الاستهلاك أيضا هو كثرة عرض المنتجات الخاصة بهذه المناسبة في جنبات الطرق، خاصة في الأحياء الشعبية.

الحر وتوزيع الرواتب

وتقول سوزان عبد الكريم وهي مدبرة لإحدى محلات بيع ألبسة الأطفال في السليمانية في حديثها لوكالة شفق نيوز إن "موجة الحر في محافظات الوسط والجنوب والعطلة الصيفية والاستعداد للعيد إضافة إلى صرف الرواتب منذ ثلاثة أيام ساهم وبصورة كبيرة في إنعاش حركة السوق في السليمانية وذلك لتوفير سيولة مالية لدى المواطنين ما أدى إلى توافد العوائل الس الأسواق والمراكز التجارية لشراء مستلزمات العيد من ملابس ومستلزمات وكعك العيد (الكليجة) ومستلزمات الشواء الخاصة بالسفرات".

وعن الأسعار، أكدت سوزان أن "الأسعار لم تشهد ارتفاعا عن الفترة التي سبقت العيد، لكن قد تكون بعض الماركات لها أسعار مرتفعة، وهذا ما يثقل كاهل ميزانية الأسر التي تعتمد على الرواتب الشهرية خصوصا أن أهالي السليمانية ذواقين للعلامات التجارية العالمية لهذا يلاحظ البعض أن ميزانيتهم لا تتناسب مع متطلبات العيد". 

وحول أسعار السلع أكد سيروان أحمد في حديثه لوكالة شفق نيوز أن "أسعار بعض السلع يعد مرتفعا، فسعر كيلو غرام اللحم مازال مرتفعا علنا انه من الوجبات الاساسية في أيام العيد إضافة إلى ارتفاع أسعار ملابس الأطفال مقارنة بملابس الكبار، وهذا ما يثقل كاهل ميزانيتنا التي خصصتها للعيد". 

فيما يشير اسو عمر المتحدث باسم سوق الجزارين في السليمانية في حديثه للوكالة، إلى أن "اللحوم مازلت تحتفظ بأسعارها التي تتراوح بين (23 إلى 24) ألف دينار للكيلو غرام الواحد من اللحوم، وهذا بسبب قلة وصول الأغنام من خارج كوردستان لمحافظات الإقليم". 

ويضيف أنه رغم تخفيض التعرفة الكمركية من قبل الحكومة بنسبة 50٪ الانها لم تأثر سوى بمقدار 300 دينار في كل كيلو غرام واحد ما أدى إلى خفض السعر الف دينار لدى الجزارين". 

وعن أضحية العيد أكد مراسل وكالة شفق نيوز أن السليمانية جهزت سوقاً جديداً للماشية استعداداً لعيد الأضحى، وتشير المعلومات الرسمية إلى أن مساحة الميدان 10 دونمات وسيضم العديد من المرافق والخدمات.

يقع الميدان الجديد خلف نقطة تفتيش عربت داخل قرية يكمال، ويجري العمل في المشروع منذ سنة وستة أشهر.

استعدادات حكومية للأضحى

وقال قائممقام قضاء السليمانية اوات محمد، خلال مؤتمر صحفي حضرته وكالة شفق نيوز، إنه "تم عقد اجتماع مع مديري وممثلي الأجهزة والإدارات ذات الصلة استعدادا لعيد الأضحى المبارك، وقد تمت زيادة اعداد الفرق الخاصة بمتابعة الأسواق أمنيا وكذلك متابعة الأسواق من حيث الأسعار وصحيا". 

وأضاف أن "بلدية السليمانية أجرت استعداداتها لتهيئة المقابر لأداء طقس زيارة المقابر التي تشهدها تلك الإمكان صباح اول ايام العيد إضافة إلى زيادة أعداد القوات الأمنية في تلك الأماكن، وكذلك فرق الصحة والدفاع المدني وشرطة المرور". 

وبين أن" الأجهزة الأمنية وشرطة المرور وفرق السياحة ستكون منتشرة على الطرق المؤدية إلى الأماكن السياحية لتوفير المساعدات للسياح و الوافدين إلى المحافظة لقضاء عطلة العيد بالتنسيق مع اللجان الأمنية والخدمية في الاقضية والنواحي التابعة للمحافظة". 

وعن استقبال السياح أكد اوات محمد، أن "فرق مديرية السياحة منتشرة منذ أيام في مداخل المحافظة لاستقبال السياح ضمن خطة مدروسة وضعتها المديرية لجذب أكبر عدد من السياح وتوفير مستلزمات قضاء الأوقات الممتعة في السليمانية".

وأكد أن "جميع المطاعم والفنادق والأماكن الترفيهية ستكون مفتوحة خلال أيام العيد وذلك لغرض توفير مستلزمات وحاجات المواطنين والسياح خلال أيام العيد، وستكون هنالك لجان خاصة لمراقبة هذا الموضوع علما أن جميع المطاعم والفنادق والافران قد تم تبلغهم بضرورة أن تكون مفتوحة خلال عطلة العيد".