شفق نيوز/ تشهد مدينة القامشلي، كبرى المدن الكوردية في سوريا، أزمة كبيرة في توفير مادة الخبز منذ أيام على خلفية إغلاق معظم الأفران الخاصة جراء ارتفاع أسعار الدقيق منذ مطلع العام الحالي.
ويضطر معظم أهالي مناطق الإدارة الذاتية التي يقودها الكورد في سوريا إلى شراء الخبز من الأفران الخاصة، والتي يطلق عليها السكان "الأفران السياحية" جراء رداءة نوعية الخبز ونقص كمية الإنتاج في الأفران العامة والحكومية.
وقال أحمد علي مواطن من مدينة القامشلي لوكالة شفق نيوز انه "لليوم الثاني على التوالي فشلت في تأمين الخبز لعائلتي، لقد قمت اليوم بشراء كيسين من الصمون مقابل 4 الاف ليرة سورية، وهذا مبلغ كبيرة بالنسبة لعائلتي الصغيرة".
وأضاف علي أن "أزمة الخبز في المنطقة ليست بالجديدة وتكررت في الصيف الماضي بالرغم من وعود الإدارة الذاتية بحل المشكلة وتحسين نوعية الخبز وزيادة الإنتاج خلال ستة أشهر، وهذا الأمر لم يتحقق بعد".
وتجاوز سعر كيس الطحين في منطقة الإدارة الذاتية 40 ألفا فيما كان يباع بقرابة 25 ألف ليرة سورية قبل أشهر.
وقال حسام محمد أحد العاملين في فرن خاص بمدينة القامشلي لوكالة شفق نيوز إن "الإدارة الذاتية حددت سعر ربطة الخبز السياحي (6 أرغفة / 700 غرام) بـ 500 ل.س حين كان الدولار الواحد يعادل قرابة 2200 ل.س سورية وسعر كيس الطحين اقل من 25 ألف ليرة سورية".
وتابع بالقول، "اليوم وصل سعر صرف الدولار إلى 2900 ل.س وسعر كيس الطحين 42 ألف ليرة سورية وأصبحت أفراننا تخسر جراء ارتفاع تكاليف الإنتاج".
ونوه محمد إلى أنه "بدون تقديم الطحين بسعر مخفض أو رفع سعر ربطة الخبز لأكثر من 700 ل.س لن تتمكن الافران من العمل لأنها باختصار تخسر يوميا جراء ارتفاع تكاليف الإنتاج من طحين وخميرة وزيت وأيدي عاملة".
من جانبه، قال الرئيس المشترك لهيئة الاقتصاد والزراعة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، سلمان بارودو لوكالة شفق نيوز إن "سبب الأزمة الحالية في مادة الخبز يعود إلى إغلاق الأفران السياحية ومطالبة اصحابها برفع سعر ربطة الخبز لأكثر من 500 ل.س، الأمر الذي نسعى إلى منعه من خلال تقديم القمح والطحين بسعر مدعوم خلال الأيام القادمة لضمان عدم رفع سعر ربطة الخبز".
وأشار بارودو إلى "عقد هيئة الاقتصاد والزراعة اجتماعا خاصة لمناقشة أزمة الخبز في منطقة الجزيرة السبت القادم واتخاذ سلسلة من الإجراءات لحل المشكلة في الوقت القريب".
وأضاف أن "أولوياتنا الحالية هي العمل على زيادة خطوط الانتاج الأفران العامة، وزيادة عدد المندوبين وبراكيات توزيع الخبز والتركيز على آلية لضمان زيادة الانتاج وتطوير عمل الأفران العامة والتي يعتمد عليها السكان بشكل رئيسي للحصول على الخبز".
يذكر أن الأفران العامة (الحكومية) تحصل على الطحين من قبل الحكومة السورية والإدارة الذاتية، والتي تبيع ربطة الخبز بسعر مدعوم يبلغ 100 ليرة سورية.