شفق نيوز/ الحادي والعشرون من شهر آذار - مارس، من كل عام ليس كباقي الايام، اذ يعتبر يوماً مميزاً لدى الشعب الكوردي، انه اليوم الذي تبدأ فيه احتفالات اعياد نوروز الخالدة وانبثاق موسم الربيع.
وتتمثل هذه الاحتفالات في بداياتها بحركة نشطة تشهدها الاسواق في مدينة السليمانية حيث يسعى السكان ومنذ فترة مبكرة للتبضع وتأمين ما يحتاجونه من البسة واكسسوارات وحُلي، اضافة الى اشياء اخرى مكملة لهذا الكرنفال البهيج الذي يبعث السرور والغبطة لدى كل شخص.
وكالة شفق نيوز، تجولت في أسواق مدينة السليمانية وخاصة سوق الاقمشة الذي بدى وكأنه عبارة عن معرض تشكيلي للوحات فنية رائعة بالوان جذابة وذلك من خلال الألوان الزاهية للاقمشة المعروضة داخل وخارج المحال المتخصصة ببيع ملابس الزي الكوردي للنساء الذي يعتبر العلامة المميزة للمرأة الكوردية أينما حلت في أية دولة من دول العالم، فهو يمثل جزءاً مهماً من حضارة وتاريخ القومية الكوردية التي تمتد الى قرون عدة.
"آرام علي" صاحب محل لبيع الأقمشة النسائية يقول لوكالة شفق نيوز، إن حركة السوق تشهد اقبالاً جيدا مقارنات بالايام الماضية من السنة، فالاقبال على شراء الألبسة الكوردية يبدأ من بداية شهر كانون الثاني، ولغاية شهر نيسان من كل عام، وتشتد هذه الحركة بشكل كبير خلال شهر شباط وحتى اواسط شهر آذار وذلك بسبب حلول اعياد نوروز.
ويضيف، أن النسوة يسعين طيلة هذه المدة لاقتناء ماهو جديد وجميل من الاقمشة الجيدة الموشحة بالوان الربيع والزهور، لكي ترتديها في هذه المناسبة الجميلة، اضافة الى قيام العديد من الأسر بتأمين اقمشة لموسم الصيف المقبل، وكذلك شراء اقمشة اخرى لتقديمها كهدايا للاصدقاء والاقرباء ممن يقيمون خارج العراق.
وعن انواع الاقمشة والوانها يقول علي: إن قماش (الساتان) هو غالباً ما يستخدم لعمل السروال الذي يعتبر الجزء الأساس من الزي الكوردي النسائي وكذلك (القديفة) التي تستخدم (للكه وا) و (البولكة) وغيرها، وجميعها تدخل ضمن أقمشة الزي الكوردي.
اما بالنسبة لألوان الاقمشة فيشير صاحب محل الاقمشة الى أن هناك اللون (الباديناني)، واللون (السوراني) والتي تتميز به المنطقتين، لكن الغالبية من النسوة يفضلن الوان الاصفر والاحمر والاسود والفضي.
وعن قلة السيولة النقدية التي حلت بالاقليم خلال الشهر الماضي، وربما هذا الشهر ايضاً وتأثيرها على السكان وخاصة الموظفين نتيجة تأخر دفع رواتبهم، اشار علي إلى أن الازمة الاقتصادية التي تشهدها مدينة السليمانية حالياً بسبب عدم وجود سيولة نقدية في المصارف، والتي أدت إلى قلة حركة البيع والشراء، مشيراً الى ان اغلب الأسر التي ترتاد محالنا اضطرت للتبضع والدفع بالآجل وهذا ما وضعنا بموقف محرج احياناً.
بعض النسوة المتبضعات اللائي رفضن ذكر اسمائهن قلن لمراسل وكالة شفق نيوز، بأن هذه الفترة من كل سنة تشهد اقبالاً على التبضع اكثر من أي وقت آخر من السنة، وذلك بمناسبة حلول اعياد نوروز من جهة، وكذلك حلول فصل الصيف ايضاً والذي يتطلب الكثير من الملابس الصيفية لكن معظم هذه الملابس يمكن شراؤها جاهزة من المحلات المخصصة لبيع الملابس النسائية الجاهزة.
اما الملابس المخصصة لاعياد نوروز وكذلك للمناسبات القومية والاحتفالات والتي يطلق عليها بالزي الكوردي النسائي فلا بد من شراء الاقمشة الخاصة بهذا الزي من محال بيع الاقمشة، وقد ذكرن انهن يفضلن الالوان الغامقة مثل القهوائي، الاسود، الرصاصي، والشرابي، والحديث للنسوة.
الاكسسوارات تعتبر من الضروريات المكملة للزي الكوردي النسائي والتي تصنع من المعادن الشبيهة بالذهب او الفضة وتكون اما على شكل (حزام) او (قلادة) تطوق جيد المرأة او توضع على غطاء الرأس والغطاء هو جزء من أجزاء الزي الكوردي،
فيما تقول مريم حسين وهي معلمة "اننا اعتدنا دائماً ان نستعد لمناسبة (نوروز)، واليوم انا في سوق الاقمشة لكي اختار قطعة القماش المناسبة لأعمل منها بدلة الزي الكوردي النسائي التي ارتديها في مثل هذه المناسبات، مشيرةً إلى أنها تفضل الألوان الفاقعة مثل اللون الوردي والأصفر.
ويعيش موظفو القطاع العام في السليمانية أزمة اقتصادية في الوقت الراهن بسبب عدم وجود السيولة النقدية جراء تأخر صرف رواتبهم وتأثير هذه الازمة على القوة الشرائية لدى البعض. وأكدت حسين : ان هذه الأزمة نعم أثرت على معظم الموظفين وذوي الدخل المحدود إلا أن تأثيرها لم يكن بتلك النسبة المرتفعة، والدليل على ذلك هو ما نشاهده من حركة السوق النشطة نسبياً.
وتشهد السليمانية أزمة اقتصادية نتيجة لقلة السيولة المالية في المصارف والبنوك وارتفاع كبيرا في أسعار الأغذية والوقود.